ريمان برس - متابعات -
تبدو فكرة بطش حواء بآدم فكرة غير مستساغة اجتماعيا حتى أن البعض لا يعترف بوجودها، الا أن ظاهرة الرجال المعنَفين من قبل نسائهم اتسعت مؤخرا حتى بدأنا نسمع عن إنشاء جمعيات لرفع جور حواء عن آدم.

وقد تكون اقرب قصة نشرتها وسائل الإعلام مؤخرا عن إقدام امرأة في السليمانية على قطع لسان زوجها الذي جاء المنزل متأخرا وهو تحت تأثير الكحول

حاكم عادل ملا صالح نائب رئيس اتحاد رجال كردستان في العراق أكد أن ارتفاع حوادث العنف ضد الرجال الى 163 حالة خلال عام 2012 مقارنة بـ 111 حالة في العام الأسبق في محافظات الإقليم الثلاث. تؤكد جدية الظاهرة وانتشارها.

تتباين ردود أفعال الرجال في مواجهة عنف النساء تجاههم، فالبعض يرد الضرب بالضرب، تحت شعار العين بالعين، والآخر قد يلجأ الى منظمات المجتمع المدني أو إلى المحاكم لفض الخلافات بينه وبين شريكته حيث أن الدستور العراقي لا يفرق بين الرجل والمرأة في الأحكام بحسب صالح.

بعض المدافِعات عن حقوق المرأة بدأن يعترفن بوجود حالات عنف ضد الرجال، لكنهن عزين الأسباب الى جور الرجال وتسلط المجتمع الذكوري على المرأة في كل مرافق الحياة.

أستاذة علم النفس في جامعة بغداد الدكتورة شيماء عبد العزيز بينت في حديثها لإذاعة العراق الحر أن ظاهرة النساء العنيفات حديثة العهد على مجتمع ذكوري كالمجتمع العراقي الذي كثيرا ما عمد الى تهميش المرأة ما يدفعها ربما للتصرف بعدوانية مع مجتمعها.

ومن اجل إبعاد المرأة العراقية عن كل ما يشوه أنوثتها ورقتها، تشدد عبد العزيز على وجوب سنّ قوانين تضمن حق المرأة وتنصفها في المجتمع وتشعرها بوجود من يحميها من عنف الرجل وجور المجتمع

الى ذلك أكدت رئيس لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب انتصار الجبوري على وجوب الانتباه للأسباب التي تدفع المرأة الى أن تكون عنيفة تجاه الرجل، مؤكدة رفضها لمبدأ العنف مقابل العنف

اذا ما بدت فكرة استخدام المرأة للعنف تجاه الرجل مقبولة لدى البعض من العراقيين، فإنهم يعدون ذلك نتيجة ما أفرزته ظروف وطبيعة المجتمع العراقي من أزمات ومعاناة اعتملت داخل المرأة، لتترجمها لاحقا بشكل عدواني تجاه من تعتقد انه بسلب حقوقها.