ريمان برس - متابعات -
السيد الرئيس " عبدربه منصور هادي " رئيس الجمهورية ببالغ الإحترام والتقدير لشخصكم الكريم وموقعكم ..اسمح لي أن اتوجه لكم بهذا الخطاب ، الذي أحتسب أجري فيه على الله أولاً وإراحة لضميري المعذّب، الذي يلح عليّ كإنسان بالدرجة الأولى ، وكيمنيّ بالدرجة الثانية.

الأخ الرئيس .. أودّ تذكيرك بدايةً إنّك مسؤول عن اليمنيين أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ والضمير ..مسؤل عن حياتهم وامنهم ومعاشهم ، وكرامتهم وكل ما يتعلق بمصالحهم المحددة في الدستور أو في المبادرة أو في العُرف ، أو ما شئت , وفي هذه الحالة ، يتحتم عليك تحمل المسؤلية كاملة ، لأن التقصير ، يعد خيانة للأمانة التي أئتمنك عليها الشعب اليمني ، الذي انتخبك في 21فبراير2012 .

أكثر من (7) مليون يمني ، وهذا الرقم لم يحصل عليها رئيس قبلك ، وربما لن يحصل لرئيس بعدك ، على الأقل ،على المدى المنظور .. وتأسيساً على ماسبق ، أذكّر فخامتك - ايضا - بأنك رئيس لليمن وليس - مع كامل إحترامي- مندوباً للأمريكيين والقطريين والإخوان المسلمين وغيرهم ممن يتدخّلون في الشأن اليمني بكل وقاحة وتعالي ، وصلف وهذا - بلا ادنى شكّ - لا يشرفك ولا يشرّف شعبك ولا يرضي الملايين ممن توجهوا لصناديق الإقتراع وعمدوا تنصيبك على كرسي السلطة..

سيادة الرئيس، أعتقد إن ما قد حصل ويحصل لليمنيين ، من قتل وتنكيل ومجاعة وإنهيار أمني غير مسبوق ، وتدمير للمصالح العامة والخاصة ، وتدمير للمؤسسة العسكرية والأمنية البطلة التي تنتمون لها اضافة لضياع السيادة وفتور وتأزيم علاقات اليمن بجيرانه وأهم داعميه بالجزيرة والخليج كافي للقيام بتحرك وتقديم مبادرة وخطوة تاريخية حقيقة ومحترمة من قبلكم شخصيا، فلم يعد هناك أي متسع ، أو مجال ، في ظل هذه الأوضاع التي ، تعيشها البلاد وعاشتها طوال العامين المنصرمين من حكم ، فخامتكم..

الأخ الرئيس، اسمح لي أن أقول لك ، بكل مصداقية وشفافية حبّ لك ولليمن ، وحرص عليك وعلى اليمن , البلد في عهدك وتحت قيادتك لها ، تسيرإلى عناوين مجهولة ، وليس من الحكمة الإستمرارية او المزيد من القيام بالمغامرات والقفز في الهواء.. وأصدقك - أيضا- ان اليمنيين اليوم يتسائلون بعد كل هذه الإنهيارات والدماء التي تسيل : ماذا تريد - سيدي- الرئيس؟ هل تريد ولايةً أخرى؟ خذها، هي ولكن ، ليس بهذه الطريقة وليس بهذا الثمن الباهض ، الذي لا تستطيع أي ذمة وأي صفحة تاريخية لأي حاكم تحملها .. ويتسألون الناس أيضا ، ماذا تريد ؟هل تريد إرضاء الاخوان المسلمين؟

مع إن الجميع يعلم بأنك قد أرضيتهم بكل ما هو متاح وغير متاح .. على حساب مؤسسات الدولة والمدنية والعسكرية ، وعلى حساب أشلاء الشعب، الذي نظر لك كمخلّص ، وكشوكة الميزان في هذا الظرف الأخطر في تاريخ الوطن الحبيب

لماذا- ياسياده الرئيس - كل هذا؟ لماذا تخسر أهلك ووطنك وشعبك وتريخك؟ انت رئيس لليمن واليمنين وليس مأورا أمريكاص ،أوقطريا.أو إخوانيا.. نصيحة محب .. أقولها لك ..وللتاريخ.. يكفي عبثاً باليمن وشعبه..كما أرجو أن لا تتوقع بإن اليمنين سيقبلون بمشروع تقسمهم إلى دويلات ويقفون يصفقون لك.. آمل أن تدرك بأن هذا من المستحيلات . وحذاري أن تصدق نفسك وتصدق الاخوان المسلمين والقطريين والأمريكان وغيرهم من المخططين والمبرمجين، فهوءلاء قد أوقعوا بك ويريدون ، اليوم الإيقاع باليمن واليمنين..!

ومن هذا المنطلق ، اشرف لك ألف مرّة أن تترك اليمن وشأنه ، لأنه لايجوز مطلقا، أن تحكمه على تلك الماسي والمحن والمجازر وتلك الجثث وأنين الأمهات والثكالى والأرامل والأيتام..

هل تناسيت - يا سيادة الرئيس - مجزره العرضي؟ يبدو أنك تناسيتها بالفعل، بدليل انك لم تحاسب أحدا من المقصرين والمجرمين ،ولم تقم - أيضا- بإقالة أي مسؤل وضابط وقائد عسكري ، سواء من المشاركين في الجريمة أو المسهلين أو المتعاونيين أو المتغاضيين.

سيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ، صدقني إن هناك الكثير من الناس ومن المراقبين ، يتهمونك صراحة بأنك مشترك فيما حصل بسبب عدم محاسبتك للمجرمين .. وسبب سكوتك وسبب تشكيلك للجان تلو اللجان التي لا تسمن ولا تغني

من جوع والتي صار معظم اليمنيين ، يدركون أن اول ما يتم الإعلان بتشكيل لجان في جرائم من هذا النوع في عهدك ، بأنها لا تعني أكثر من قتل الجرائم ودفنها هي والحقيقة وعدم الإكتراث بدماء الضحايا ومشاعر أهلهم ومحبيهم ..

الأخ الرئيس ، عبدربه منصور هادي :هل تناسيت مجزرة حضرموت ومجزرة السبعين ومجزرة شبوة ومجزرة الضالع وغيرها؟ وهذه الأخيرة في الضالع ، صدقني ، إن الناس اليوم يقولون إنك انت من أعطى التوجيهات بضرب ، مخيم العزاء في المدرسة، بمن فيها بالدبابات، انطلاقا من كونك أولا: القائد الأعلى للقوات المسلحه ومن يعطي التوجيهات، بالقصف ، وهذا معروف في كل دول العالم ..إن من يقوم بمثل تلك الجرائم وفي هذا العصر إنما استقى توجيهاته من المسؤل الأول في البلد لأنه لايستطيع أحد ان يطلق طلقه واحده الا بأوامر..

لهذا نعتقد إنه لاداعي ، ابدا، لتشكيل لجان، تلو اللجان فماذا عملت لجان المجازر السابقة حتى تشكل لجنة لمجزرة الضالع الأخيرة..؟

أضيف وأقول : العقد انفرط اليوم ياسياده الرئيس في الجنوب وهذا - ربما - ما اردتموه، بالضبط أنتم والإخوان المسلمين في التجمع اليمني للأصلاح.

الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ، اسمح لي أن اختتم حديثي هذا وأقول لك :المسؤوليه التاريخية والاخلاقية، ستلاحقك، حتما، والشعب اليمني ، وحده ،هو من سيبقى لك ولن تبقى لك امريكاء ولاقطر ولا الإخوان المسلمين..

لهذا يكفي ،يكفي، يكفي مجازر ومآسي، ونحيب ودماء، وتصدعات.. أرجوكم دعوا اليمن ، فالوطن ، والمصالح ،اعز واغلى منا جميعا ، فهي أغلى من الاشخاص، ومن أهلنا وأبنائنا، الذين هم كل ما نملك في هذه الدنيا..

اللهم إني قد بلغت ، اللهم فاشهد ..فأنت خير الشاهدين وأحكم الحاكمين.

اخوكم / المخلص / ياسر اليماني.
نقلا عن التغير