متابعات ريمان برس - تسليم اليمن للحوثيين
أسرار. سقوط صنعاء بدايه(اتفاق عمان بين هادي وانصار الله))
كشف الكاتب البريطاني «ديفيد هيرست» اسرار سقوط العاصمة اليمنية «صنعاء» بيد الحوثيين، وان اليمن تم تسليمه للحوثيين بموجب اتفاق بين «إيران» وعائلة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأورد «هيرست» في مقال في صحيفة «هافنغتون بوست» ان اجتماعاً عقد في «روما» في مايو «2014» بين الايرانيين و«أحمد علي عبدالله صالح» الابن البكر لعلي عبدالله صالح، الذي كان قائدا للحرس الجمهوري، ويشغل الآن منصب سفير اليمن في دولة الامارات العربية المتحدة، وتم بموجب ذلك الاتفاق اعتراف الايرانيين بوضع لاحمد علي صالح في اليمن اذا امتنعت الوحدات الموالية لوالده عن اعتراض تقدم الحوثيين، وهكذا لم يجد التمدد الحوثي ما يوقفه بعد ان فتحت القوات الحكومية اليمنية الطريق امام الحوثيين ليجتاحوا البلاد.
ويرى «هيرست» ان كسب الايرانيين للمعركة في اليمن يمثل خسارة لدول الخليج العربي ولاسيما المملكة العربية السعودية، لان تسليم اليمن للحوثيين ستدفع ثمنه دول الخليج العربي التي تغاضت عن مؤامرة ايران، بل شارك بعضها في تلك المؤامرة، وقد لعب «أحمد علي صالح» دورا بارزا في تكوين خلايا عسكرية نفذت العديد من اعمال العنف والارهاب في المنطقة بأكملها، وستؤثر تداعيات انفجار الاوضاع في اليمن على دول الخليج العربي.
ويرى الخبراء والمحللون العسكريون ان سيطرة الحوثيين على المدن اليمنية الكبرى، وتوغلهم في محافظات اخرى يؤكد وجود تواطؤ من الدولة اليمنية مع الحوثيين وانها تخلت عن دورها في حماية مؤسساتها الحيوية الامنية والاستراتيجية، وان ما يجري في البلاد مسرحية هزلية لان الدولة تسلم محافظات البلاد للحوثيين، والدولة اليمنية مفككة وهشة ومنقسمة بين اطراف كثيرة ولا يوجد مركز موحد للقرار السياسي والعسكري والامني وهو ما يتيح للجماعات المسلحة الوجود في الكثير من المناطق مما جعل البلاد تنحدر الى حالة فوضى كاملة.
ولكن هل سيلتف الحوثيون على اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته كافة الاطراف السياسية اليمنية؟ ولو حدث ذلك فهل سيبقى خيار استخدام القوة لاجبار الحوثيين على الانسحاب القسري من العاصمة صنعاء قائما؟ ولاسيما في ظل تصاعد الدعوات الاولية المطالبة بالمضي قدما في العملية السياسية وتهديد استقرار وامن اليمن ووحدة اراضيه.
وقد سيطر الحوثيون على ثمانٍ من محافظات الشمال الاربع عشرة، وبحسب التوزيع الفدرالي للاقاليم الذي اقره مؤتمر الحوار الوطني فإن سيطرة الحوثيين تشمل اقليمين من اربعة اقاليم في الشمال، الامر الذي يعزز الهواجس حول محاولة تسليم شمال اليمن للحوثيين، وبات التساقط السَّلس للمدن اليمنية في ايدي الحوثيين يقلق اليمنيين عامة كما يقلق الحوثيين انفسهم لانه سلاح ذو حدين فهو اما وسيلة لاكمال سيطرتهم على الشمال او وسيلة لاستنزافهم، وتشتيتهم واضعافهم.
وهناك من يرى ان الرئيس اليمني السابق يريد اسقاط هادي بالحوثيين، وينتقم بهم من خصومه، ويستعد للانقلاب عليهم لاحقا، بينما يذهب فريق آخر الى ان الامر برمته مخطط خارجي يكرر سيناريو التنسيق الامريكي الايراني في العراق بهدف تدمير اليمن واغراقه في مستنقع الطائفية، اما الفريق الثالث فيرى ان ما يدحث في اليمن هو محصلة لكل ما سبق.
عبدالله الهدلق
http://alwatan.kuwait.tt/mobile/marticledetails.aspx |