عويس القلنسي -
ما هي نقاط الضعف و القوة لدى أطراف الصراع في حرب اليمن الحالية؟

أرتكب كل من عفاش و الحوثيين خطأ مصيريا بالتحالف مع الآخر.
حيث أرتكب عفاش خطأ تاريخيا و مصيريا بالنسبة له بإتحاده مع الحوثيين الخارجين على القانون و الشرعية الدولية، و بذلك يفقد حصانته و الإمتيازات التي حصل عليها من خلال الإتفاق الذي أبرمه مع الثوار و مع المجتمع الدولي في عام 2011 و تنازل بموجبه عن السلطة مقابل عدم محاكمته و حفظ مكانته و كرامته هو و عائلته و أتباعه.
و كذلك أرتكب الحوثيون الخطأ الجسيم بإتحادهم مع عفاش الخارج هو الآخر على الشرعية الدولية و ثوابت الحوار الوطني في اليمن، و بذلك فقدوا ذلك التأييد الشعبي الذي حضوا به في أول ظهورهم قبل أن تتضح نواياهم و تتبين تحالفاتهم الغير مقبولة على المستوى الداخلي بالإضافة إلى كونهم غير مرغوب بهم أو مرحب بهم أصلا إقليميا و دوليا بسبب تحالفهم مع إيران.
لذلك هم جميعا ضعفاء سياسيا، و لن تنفعهم تحالفاتهم و قوتهم العسكرية، لأن المجتمع الدولي سوف يلفظهم، و لن يقبل بهم، و لن يسمح لهم بأي حال من الأحوال بأن يضربوا عرض الحائط بكل الإتفاقيات و القرارات الشرعية الدولية، و يعيثون فساداً في هذه المنطقة الحيوية و الهامة إقليميا و دوليا...

أما الرئيس عبدربه منصور هادي فهو قوي سياسيا لأنه مقبول على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي لأنه يمثل الشرعية المنبثقة عن الحوار الوطني و المبادرة الخليجية التي يساندها المجتمع الدولي و مجلس الأمن.
إلا إنه مقابل ذلك ضعيف عسكريا بسبب وجوده في عدن عاصمة الجنوب التي نساها و أهملها طيلة سنوات حكمه للبلاد، حيث ركز جل إهتمامه على الشمال و التحالفات تارة مع القبائل و تارة مع الأخوان الذين أنقلب عليهم مؤخرا، و تارة أخرى مع الحوثيين الذين قلبوا له ظهر المجن اليوم، و أهمل الجنوب، و همش القيادات الجنوبية، و لم يعمل على إعادة بناء الجيش الجنوبي الذي دمره سلفه، و لم ينصف الجنود و الضباط و القيادات الجنوبية المظلومين و المطرودين من أعمالهم بشكل متعسف على الهوية لمجرد أنهم جنوبيون.
لذلك هو يحاول اليوم عبثا البحث عن هذا الجيش و هذه القيادات و يطلب منهم الصفح و المسامحة، و العون و المساعدة، بينما نساهم بالأمس، و لذلك ينطبق عليه قول الشاعر أفتقدني قومي إذا جد جدهم و في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
و مع ذلك بالتأكيد سوف يصفحون عنه هؤلاء المناضلون الأشاوس، و يقدمون له ما يطلبه من العون و المدد، ليس من أجل سواد عيونه فقط، و لكن من أجل الوطن، و من أجل الجنوب، و من أجل الشمال أيضا، و من أجل الوطن كله بشماله و جنوبه، و من أجل المشروع الحضاري الذي أراده الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض من هذه الوحدة التي ضحى من أجلها بالمنصب، و دخل في مغامرة كانت نتائجها وخيمة عليه شخصيا، و على الجنوب أرضا و إنسانا، بسبب الخيانة و الغدر و غياب المصداقية و حسن النية من الأطراف الأخرى في هذه الوحدة.