ريمان برس - خاص -
تواصلا مع ما نشرته يوم أمس حول الرأسمالية التعزية وبعض الخواتم المثيرة ، أعود وأقول أننا جميعا نعلم أن هناك بيوت تجارية تعزية تم استهدافها لدوافع سياسية من رموز نافذة في النظام السياسي منها من صمد وقاوم وتماسك أمام العواصف وكتب لها النجاح والديمومة ومنها من عجز عن المقاومة وانهار وتلاشى ، لكن هناك بيوت تجارية كثيرة انهارت وتفرقت بفعل حماقة القائمين عليها بعد رحيل مؤسسيها وبعد أن انتقلت الثروة من الآباء المؤسسين إلى الأبناء المعتوهين الذين لم يكدو ولم يتعبوا ولم يكابدوا مشقة رحلة الصعود مع آبائهم وايضا لم يشعروا يوما با أبائهم وبالتالي وجدو أنفسهم ينتمون لقافلة ( أثريا الغفلة ) ..!!
في هذا السياق نجد أن اشهر من استهدفوا سياسيا كان بيت ( السفاري ) و المرحوم أمين قاسم سلطان الشميري ( الأمين ) و ( الاصبحي _ عبد الملك ) _ هولاء من عرفتهم _.. لكن هناك آخرين أضاعوا امجاد آبائهم بطريقة أو بأخرى ومن هولاء أسرة المرحوم عبد العزيز الحروي، وأسرة الاسعد ( صلاح ، وأحمد ، وعبد الملك أسعد عبيد الاغبري وكلاء شركة هوندا وشائي ابو ولد ..وايضا أسرة شاهر سيف الاصنج صاحب اول مصنع بسكويت في اليمن ووكيل سيارات نوفا الروسية وشركة موسي ..!
وأسرة الشيخ سعيد علي الاصبحي ،
وايضا ( بيت المجاهد ) اول وأشهر تاجر الاقطان ومؤسس اول مصنع للقطن باليمن ،وهناك أيضا عابد الاسودي اول تاجر اخشاب وحديد ، وكثيرون من رجال أعمال شيدوا بيوتا تجارية ثم رحلوا ورحلت بعدهم كل جهودهم على يد أبناء وورثة لم يعطوا قيمة لتضحيات ونضال آبائهم ..؟!
ظاهرة ليست محصورة على تعز بل تكاد تكون موجودة في كل أرجاء اليمن بدليل أن هناك ( قهوش ) و ( الشقاع ) و ( الجبلي ) و( شولق ) و( الشماخ ) وكثير حتى من ( قريتي ) ( الاعمور ) التي كان فيها تجار ووكلاء لشركات أجنبية منذ نصف قرن ثم تواروا وتراجعوا وغرفوا بمشاكلهم الخاصة على حساب جهودهم التجارية فكان أن اختفاء بعضهم وتحول آخرين إلى ( مدكنين ) والسبب واحد عند كل هولاء وهو التنازع والخلافات فيما بين الشركاء أو الورثة ، والمؤسف أن لا أحد يتعض مما آل إليه حال البعض بدليل أن ذات الممارسات الخاطئة التي أودت بالكثير من هذه البيوت التجارية لا يزل يمارسها الجيل الجديد من الورثة فيما بينهم ويهدرون قدرات تحققت بجهود وسهر وشقاء ابائهم ، ويا ليت ينجحوا من خلال سلوكياتهم هذه بل يعملون بخيار ( شمشون ) وهو هدم المعبد على رؤوس الجميع بدافع من خصومة وحقد يستوطن جيل للاسف رغم مؤهلاته العلمية التي يحملها لكنه جيل مسكون بالغيرة والنزاعات الذاتية ومحاولة كل طرف أن يثبت أحقيته ورجولته وقدرته لكنه يجد نفسه في النهاية قد خسر كل شي بما في ذلك سمعة أسلافه الذي اقل ما يمكن أن يقال بحقهم أنهم انشغلوا بجمع المال ولم يفكروا بتربية أو تأهيل من سيؤل إليه هذا المال بعد عمر طويل ..؟!
يؤسفني فعلا أن أسمع وارى مثل هذه الأحداث داخل بعض الأسر التي منحها الله رزقا لم يحسنوا إدارته ولم يعملوا على قاعدة أن المال مال الله وأنهم أوصياء عليه وبالتالي من واجبهم تنمية ما رزقهم به الله وإدارته بطريقة ترضي الله وتحقق الاستقرار الأسري اولا والاجتماعي ثانيا والوطني ثالثا ، وإدارته بطرق علمية وقانونية وان استدعى الأمر تعيين قدرات وكفاءات اقتصادية وإدارية من خارج الأسرة المتنازعة ،ممن مشهود لهم بالامانة والنزاهة هولاء لا يعدمون ، وهذا افضل من أن يذهب أصحاب هذا المال للقتال فيما بينهم أو اللجوء للمحاكم والوكلاء والوسطاء والسماسرة لياكلوا أموالهم بالباطل فقط لكي يثبت كل طرف أنه رجل وقادر على قهر أخيه أو ابن أخيه أو عمومته أو اولاد عمومته ..؟!
يرى الكثيرون من الناس أن ( المال ) نعمة وهو أداة للحياة ووسيلة للرفاهية وهذا اعتقاد خاطئ ف ( المال ) أن لم يوضع في ايادي مجبولة بمكارم الاخلاق هو أخطر وأشد بلاء من عدم وجوده ، والمال قد يبني اسر وقد يدمرها أيضا أن لم تحسن هذه الأسر التصرف به وإدارته بطرق علمية وسليمة وبما يكفل المصلحة والفائدة لأصحابه والعاملين عليه وللمجتمع والوطن وأن لله نصيبا منه والفقراء والمساكين حتى تظل بركة الله ورضائه تخيم على المال وأصحابه .
ختاما اقول لكل من أعطاهم الله مالا وقبل أن تتقوا الله فيما اعطاكم اتقوا صلة ارحامكم ووحدة دمائكم وتضحيات وجهود وعرق وسهر واهات ودموع من جمع لكم هذا المال ورحل وتركه أمانة بين ايديكم ، واعدلوا فيما بينكم وحلوا خلافاتكم فيما بينكم واعدلوا فالله يوجد حيث يوجد العدل وحسب .والله الموفق |