ريمان برس - خاص -
نفوس مترعة تترقب القادم من الفعل وابصار شاخصة تترصد أشباح الفعل فيما الأجساد المنهكة تواصل سيرها نحو المجهول المتجدد مع كل طلعة شمس .
تقطع الاقدام المعفرة بالتراب أزقة وشوارع المدينة المثخنة بالقهر والخوف حد الرعب ، بحثا عن ملاذا أو بقايا وكرا امنا عله يتمكن أن يحاور نفسه ويجادلها فيما توسوس به من القول ..؟!
يواصل السير بهامة تكاد تعانق الأرصفة ، وعلى الأرصفة تلك يقراء حكايات وحكايات سطرتها اقدام الطغاة والمقهورين ..!
ترغب النفس الإمارة بالحرية والانعتاق من براثن القهر والجوع وثقافة الطغاة .. يتساءل نفسه الإمارة خلسة عن ميعاد بزوغ الشمس ؟ يتوسل الجدران بأن تكتم سره ؟ ويذرف دموع القهر التي لا تنضب ..؟!!
تزداد النفس المترعة فصولا وتساؤلا ، ويزداد خفقان القلب خوفا ومحذرا من عواقب الوسوسة ، ومذكرة بثمة ( مقاصل ) لا تزل منتصبة في الميدان ؟!
بصعوبة يرفع صاحبي رأسه المحمول على جسده المحودب يحاول أن يخترق ببصره المسكون بالحزن والدموع فضاء المدينة ويرى قدرة الحاكم العادل ويتوسلها يلفتة لمن في الأرض يقتاتون القهر اليومي ؟ ويتساءل أن كان( الحاكم العادل ) قد وكل طغاة الأرض ؟ أم أنهم تحايلوا على الجميع وكذبوا ويكذبوا على من في السماء ومن في الأرض ..؟!!
ترغب النفس اللؤامة بوسوستها الماكرة تذكر صاحبي ب ( الحسين ) و
واصل بن عطاء ، وسفيان الثوري ، والحلاج ، وأين عربي ، وماركس ، ولينين ، وعبد الناصر ، وجيفارا ، حتى وديع حداد ، وكارلوس ، وآخرون كثر راحت النفس المترعة تذكر بهم صاحبي المنهك حزنا وهما ، والمثخن بكل مفردات الخوف من أشباح المدينة ومن عسس الأزقة ومخبري الشوارع وحتى من أحجار الأرصفة وطرقها ، لاشي هناء سوى الرعب يقتات رحيق النفوس المتناثرة على زوايا القهر العامرة بها المدينة المنكوبة بهلامية الاستبداد المغلف بإرادة الله ..؟!!
تزداد نفس صاحبي فضولا وتنفجر تساؤلاتها ينابيع من قهر وخوف وحكم مكتومة من الغضب ، ترتعد مفاصل صاحبي ويحاول هروبا من نفسه الإمارة أن ينشغل بحكاية بقصة ماء تبعده عن وسوسة نفسه وتساؤلاتها ، فيقع في ذكرى ( الحلاج ) وماساته واخر عباراته والمفضلة ، فيسقط جاثيا على الرصيف فيجد نفسه يستمع لنحيب موحش لرصيف يرتل كل أيات القهر والذكريات ..؟!
آه .. ايها الحزن المدثر بلحاف النفاق ، المسكون بسمفونية القهر ، لم يعد في ثمة قدرة ولا رغبة للاستماع فقد فقدت كل حواسي وصاحبي لم يعد أكثر من ( قفاز سلوفان ) يرتديه ( شايلوك ) المرحلة مقتفيا اثر ( احداب نوتردام )..؟!
النفس الإمارة تستأسد لعبة جلد الذات فيما الذات لم تعد أكثر من إيقونة أو مزهرية تحتوي على بقايا هواجس مبعثرة لذات منتحرة بعيدا عن( مقصلة الحلاج) ومأساة( ابن رشد) وزاوية( ابن عربي )..؟!!
في زاوية ماء على رصيف ماء يلقي الحسد المثخن بنفسه ، يتأمل الوجوه الشاحبة والهواء الملوث ، يسمع شكى الأرصفة ونحيبها ، يرتل ما بقى من هواجسه خفية عن البشر والأحجار والأرصفة ، ثم يشعر بأن ثمة جبل يوشك أن يحط عليه فيصرخ باعلى صوت وينهض ليجد الاولاد قد التفوا حوله متسائلين عما جرى له ؟ يتاملهم بكل حب ، ويطلب كاس شائ وسيجارة ..؟! |