ريمان برس - خاص -
يحسب لكورونا الفيروس والحدث والتداعيات إنه أسقط كل اساطير الليبرالية والامبريالية المتوحشة ، أسقط الفيروس نظرية وفلسفة ( كانط , وهيجل ، وادم سميث ، وصموئل هينتجتون ، وفوكاياما ونهاية التاريخ ) واعاد الفيروس الاعتبار ل ( أين خلدون ، وأين رشد ، والحلاج ، وسفيان الثوري ، وكارل ماركس ، وانجلز ، ولينين ، وماوتسي تونج ، وشوان لي ، وهوشي منه ، وغاندي ، ونهرو ، وناصر ، وعفلق ) وكثيرون من فلاسفة التحولات الحضارية والإنسانية الباحثين عن معيار العدل الاجتماعي والحرية والعدالة الدولية والتوازن القطبي القائم على مراعاة حقوق البشر الداعين ألى أنسنة القانون الدولي والعلاقات الإنسانية المتوازنة ..
كورونا وبعض النظر أن كانت ( سلاحا بيولوجيا ) أو فيروسا عابرا ، وبغض النظر أن كان لواشنطن عاصمة التوحش الإمبريالي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الفيروس مع اني اشك بدور واشنطن وعندي إحساس شكلته متابعتي لتداعيات الفيروس ورد الفعل الأمريكي الذي بداية قوبل بسخرية واشنطن من معاناة ( الصين ) وشعبها ، ثم التشفي الرسمي الأمريكي والارتياح الذي عبر عنه صراحة وزير التجارة الأمريكي في تصريح علني لوسائل الإعلام حين تفاءل بوجود الفيروس في الصين وان هذا الفيروس سيشكل وجوده دعما للاقتصاد الأمريكي بعد أن يعمل على إنهاك الاقتصاد الصيني ، ثم قيام واشنطن بتحريض مباشر للمستثمرين في الاجانب بالصين بمغادرة الصين والتخلي عن استثماراتهم فيها مبدية ترحيبها بهم في امريكا ، ثم أقدام واشنطن على تحريض الدول الأوروبية ضد الصين ودفعها لتبني مواقف لا إنسانية ولا أخلاقية مع الصين شعبا وحكومة خلال بداية صراع الصين وشعبها مع الفيروس الذي راحت واشنطن ومنذ نهاية ديسمبر 2019م وهي تتعامل معه كظاهرة صينية تعني الصين وحدها وخلال شهرا كاملا ظلت واشنطن تنتظر انهيار الصين وحتى على مستوى التعاطي الإعلامي الغربي والأمريكي مع الفيروس كان تناول مفعم بالتشفي من ناحية حد الارتياح وايضا التشكيك وكيل التهم للصين التي تعاملت مع الفيروس كجائحة محذرة كل دول العالم من خطورته وهي الخطورة التي تركتها أمريكا والغرب مؤخرا ومع ذلك راحوا يكيلوا التهم للصين حتى أن ترمب أطلق على الفيروس في مؤتمر صحفي اسم ( الفيروس الصيني ) ..؟!
قد يكون أكثر من عبر عن سقوط الليبرالية الجديدة وقيمها التي بشر بها ( بوش _ الاب ) في خطاب الاتحاد عام 1990م الذي عبر فيه عن فرحة أمريكا والليبرالية والغرب بسقوط الاتحاد السوفييتي معلنا أن أمريكا أصبحت زعيمة ( العالم الحر ) ليذهب بعد هذا الخطاب رموز ومفكري ومثقفي الليبرالية يتحدثون وباسهاب عن عظمة الليبرالية وعن الجنة التي يتعين على العالم الحر بعد انهيار المعسكر الشيوعي وهي النظريات التي سقطت تباعا لاحقا ولم يرى العالم سوى المزيد من التوحش الإمبريالي والمزيد من الجنون والغطرسة الاستعمارية التي مارستها واشنطن خلال العقود الثلاثة المنصرمة لتاتي كورونا وتسقط اخر أقنعة الإمبريالية وقيمها واخلاقياتها ..أعود وأقول قد يكون الرئيس ( الصربي ) أكثر من عبر عن سقوط الليبرالية في تصريح مقتضب كاد فيه أن يذرف الدموع أمام كاميرات الصحفيين حين ابلغهم برفض دول الاتحاد الأوروبي وامريكا من بيع صربيا أجهزة طبية لمواجهة فيروس كورونا ، إذ بداء الرئيس الصربي مذهولا من موقف اوروبا وامريكا من بلاده ، وقال هولاء الذين كانوا ( يصدرون لنا الأوامر بعدم التعامل مع الصين ) يرفضوا أن يبيعوا لنا أجهزة ومعدات لمواجهة الفيروس ..؟! مضيفا ( اكاد أخرج من جلدي ) ؟!
نعم كورونا أسقطت الليبرالية الجديدة ، وكورونا أسقطت النظام الرأسمالي بل أن هذا الفيروس سيعيد تشكيل العلاقات الدولية على أسس ومفاهيم ومعاير جديدة ، وسيجد العالم نفسه أمام علاقة دولية جديدة بفضل هذا الفيروس الذي أسقط والى غير رجعة كل حجج الرأسمالية ونظرياتها وأظهر عواصمها وساستها على حقيقتهم حتى أن ( ترمب ) بدأ كتاجر نخاسة يذكرنا باسلافه القدماء الذين كانوا يجلبون سكان القارة السوداء باسم العمل في الجنة الجديدة أمريكا وما أن يصعدوا على سفنهم حتى يجدون أنفسهم قد تحولوا من احرار إلى ( عبيد ) وعليهم ختم وشعار الشركة الأمريكية التي أصبحوا عبيدا لها عن طريق المكر والخديعة ..؟!
اليوم الرئيس الأمريكي ترمب ومن خلال حقارته في التعامل مع الصين والفيروس يذكرنا بحقارة أسلافه الذين ادعوا بسطاء افريقيا واحرارها الذين بالغش والمكر والخداع تحولوا من بشر احرار إلى ( عبيد ) وعلى يد الاوائل من رموز الرأسمالية الأمريكية من الليبراليين الامبرياليين الذين يتجسوا اليوم في شخصية دونالد ترمب وفي سياسة وغطرسة أمريكا وحلفائها في القارة العجوز ..!!
ترمب وبلاده اولا تمنوا البلاء للصين وشعبها واعتبروا أن الفيروس كفيلا بدفع الاقتصاد الصيني للانهيار ، وحين وجدو أن الفيروس فعلا خطرا داهما راحوا يسوقون عن مدى خطورته ، ثم راحوا يساوموا على لقاح الفيروس والبداية من المانيا التي تعاملت مع الفيروس بجدية وراحت إحدى الشركات تنهمك في إنتاج لقاح للفيروس وفعلا توصلت الشركة لنتيجة إيجابية فهرولت واشنطن وبتوجيهات ورعاية ترمب إلى مساومة الشركة الألمانية بهدف احتكار اللقاح بيد أمريكا الأمر الذي دفع وزير الداخلية الألمانية للقول ( أن ألمانيا ليست للبيع ) ؟!
كان تصريح وزير الداخلية الالماني بمثابة صفعة ألمانية على خد أمريكا وترمب والنظام الليبرالي الإمبريالي ..
على ذات السياق أعود لقصة وحكاية ( كورونا ) وما إذا كان حصيلة مؤامرة أمريكية باعتباره سلاحا بيولوجيا ، أم هو نتاج نتاج ظواهر طبيعية عابرة وتفاعلات بشرية ، وبعيدا عن الجدل السائد حول هذه الحكاية فإن المؤامرة هناء تبقى واردة واقف هناء أمام رأي ( المفكر العربي الراحل محمد حسنين هيكل
( ليس كل التاريخ مؤامرة ولكن المؤامرة موجودة في التاريخ )
ويمكن أن نستنتج هذه المؤامرة من حروب المنطقة ومن مسمى ( الربيع العربي ) ودور ( برنار هنري ليفي ) وجماعة الإخوان ودور الأجهزة الاستخبارية الغربية والأمريكية في كل الاحداث التي شهدها العالم الثالث والوطن العربي وامريكا الجنوبية ..
يتبع |