السبت, 31-أكتوبر-2020
ريمان برس_ خاص -

يعيش العالم اليوم في ذروة الارتداد السلوكي ويتجه الى مسار انحطاطي لم يشهد له مثيلا من قبل حتى في زمان الانهيار القديم للمنظومات القيمية العالمية في العصور القديمة والوسطى ..
عالم اليوم ورغم التطور التقني الهائل والمذهل يتجه الى مسارات خطيرة وكارثية ينسج خطوطها كارتل الرأسمالية المتوحشة والعصابات المتحكمة بمجمع الصناعات العسكرية المتطلعين الى إيجاد عالم ما بعد الإمبريالية وهو عالم تنسجه مصالح كارتل متوحش تجاوز كل القيم وتخلي عن كل الاخلاقيات وتخلي عن كل التعاليم السماوية وكل ما ينظم العلاقات ما بين البشر ..
إذ وبرغم التطور التقني وبلوغ المنتجات التقنية ذروة تطورها وأصبحت في متناول كل سكان العالم تقريبا فأن هذا التطور يوجه اليوم للسيطرة على إرادة شعوب العالم وتطويعها والتحكم بقراراتها وسلوكياتها وتهجينها لدرجة إخضاعها بصورة كلية لإرادة ورغبات كارتل التوحش المجرد من كل القيم والاخلاقيات والمشاعر الإنسانية .
بيد أن النظام الرأسمالي ذات الخيارات والتوجهات الليبرالية وبعد تخليه عن مفهوم الليبرالية على إثر انهيار المنظومة الاشتراكية أوائل العقد الأخير من القرن الماضي تحول إلى نظام إمبريالي استعماري برهة من الزمن قبل أن يدخل مع بداية الألفية الثالثة نفق الانحطاط وتحوله إلى خيار الإمبريالية المتوحشة الفاقدة لكل القيم والمشاعر بادية عهدها بسلسلة من العاهات والفيروسات التي عصفت بشعوب العالم وطالت البشر والحيوانات والبيئة وصولا إلى فيروس ( كورنا ) الذي لم يكن فيروسا عابرا بل هو صناعة إمبريالية وأحد الأسلحة البيولوجية التي تنبا بها الملياردير الأمريكي ( روكفلر ) في أواسط سبعينيات القرن الماضي الذي عارض صراحة دعم وتنمية البلدان الفقيرة وقال ( على الفقراء أن يرحلوا من هذه الدنيا لكي يعيش الأثرياء حياتهم بسلام ) لذا فأن كل تقنيات المرحلة وتطورها تعكس في وظيفتها رغبة الكارتل المتوحش في التحكم والسيطرة ليس بإرادة شعوب العالم وحسب بل وفي هويتهم وقناعتهم وقيمهم ومعتقداتهم وأيضا بعددهم ويمكن الاستدلال بهذا التوجه من خلال كيفية تعامل الجهات الاستعمارية مع شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وانستغرام والواتس وأيضا بشبكة الانترنت أو الشبكة العنكبوتية كما يطلق عليها وما تقوم به كل من جوجل ومايكروسوفت وبقية الشبكات المتحكمة بألية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة النت ومحاولة تطويع الفرد وقناعته وفق رغبات القائمين على هذه الوسائل والمتحكمين بها .
أضف الى ذلك أن هذا الحروب الغير مسبوقة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وشركاتها ومؤسساتها على شعوب ودول العالم وهي حروب تطويع وتهجين وسيطرة لا تقف عند نطاق الاستحواذ على موارد هذه الشعوب والدول وحسب بل هناك توجه واضح لفرض خيارات وقيم ومعتقدات جديدة على هذه الشعوب والدول وبما يسجم مع المخططات الاستعمارية الإمبريالية أي إعادة تشكيل الوعي العالمي بمعزل عن قيم ومعتقدات هذا العالم وشعوبه بل تسعى الة التطور المتوحشة لتسويق كل قيمها المجرد من العقائد والمعتقدات والمشاعر الإنسانية فارضة شروطها مستغلة حاجة البشرية لهذه التقنية التي لم تكن سوى أحدى أسلحة الدمار الإمبريالي المتوحش للسيطرة على العالم وتطويعه وفق مخططاتها الاستعمارية القذرة والغير مسبوقة .
مؤسف أن تصبح كل عوامل التقنية والتطور وسيلة استعمارية وأحدى الأسلحة التي تستخدمها القوى الاستعمارية لتطويع شعوب العالم وإخضاعها وفق منطقها الاستعماري بعد ان عجزت عن تطويعها بالاحتلال المباشر وبالحروب وبالحصار والتجويع وهذا السلوك يؤكد حقيقة انحطاط محاور التأثير الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية التي بلغت ذروة انحطاطها في عهد دونالد ترمب مع أن ترمب بنظري هو أصدق الرؤساء الأمريكيين وأكثرهم صراحة وشفافية وهو من يجسد بسلوكياته حقيقة أمريكا وثقافة ( اليانكي ) وغطرسته .
لقد أصبحت شركات التواصل الاجتماعي مثل جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك وانستغرام وتويتر والواتس آب بمثابة أجهزة رقابية مهمتها تطويع إرادة وقناعة المستخدم وتدجينه بما يتماشى مع الثقافة الاستعمارية الهادفة الى تجريد كل من له قيم واخلاقيات ومعتقدات وقضية وطنية أو قومية من كل القيم والمبادئ التي يؤمن بها ومن ثم تحويله إلى مجرد إنسان آلي يسوق كل ما تسمح به هذه الشركات ولا يخرج عن نظامها ما لم سيتم حضره وحرمانه من استخدام تطبيقاتها بذريعة ( مخالفته للمعاير المجتمعية ) التي وضعتها هذه الشركات وتحاول إجبار المستخدم الكوني للالتزام بهذه المعايئر لم تحرمك من استخدام خدماتها ؛ يحدث وسط ضجيج حد الصخب عن حرية الرأي والتعبير وحرية الفرد بل ويتباكى الغرب وأمريكا على حرية شعوب العالم الثالث ويصدرون نصائحهم للأنظمة العالمثالثية بكل صفاقة ووقاحة فيما هم يمارسون الديكتاتورية الإمبريالية المتوحشة والوقحة حد السفور ..!
لقد تحولت شبكات التواصل الاجتماعي إلى ساحات للحروب الفكرية والعقائدية وتسويق ثقافة الانحطاط ويمنع فيها أي فعل ثقافي جاد ومسئول ؛ بل تسمح هذه الشبكة لكل دعاة التطرف الديني مثل ( داعش ) وخواتها بممارسة حريتها الكاملة على الشبكة العنكبوتية كما تسمح للفكر الصهيوني وكل الأفكار المتطرفة دينيا وقوميا في أوروبا مثل الجماعات المسيحية المتطرفة والنازيين الجدد والتلموديين والمعمدانيين وكل الجماعات التي تسوق التطرق والإرهاب كما تسمح لمواقع ( البورنو ) والمواقع ( الجنسية ) المختلفة من تسويق منتجاتها على الشبكة العنكبوتية لكنها تمنع كل صاحب رأي جاد ومسئول أن يعبر عن رائه مثل أن تتحدث عن القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني المحتل والاستيطاني ومحرم عليك الحديث عن محور المقاومة وحزب الله وانصار الله وكل عمل مقاوم للاحتلال الصهيوني وتعترض على أي حديث عن الفكر القومي والوحدة العربية ومقاومة الاستعمار بكل اشكاله ومحاوره ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني كل هذه القنات الوطنية والقومية حرام الحديث عنها في شبكات التواصل الاجتماعي لدرجة أن أقدمت تويتر على حذف تغريده لرئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد لأنه دافع عن الإسلام والرسول وطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية فيما شركة أنستغرام قامت بأغلاق صفحة المرشد الإيراني على خامئيني لأنه وجه رسالة عبرها رسالة للشاب الفرنسي ..!!
فيما تم إغلاق صفحاتي في الفيسبوك منذ أكثر من شهر ثم من تويتر فقط لأننا تحدثت عن حزب الله والمقاومة وعن أنصار الله في بوست لا تتجاوز كلماته 50 كلمة وعلى أثرها قامت إدارة الفيسبوك بحظري وقامت بسرد ما اعتبرتها مخالفات معاير المجتمع وجمعت لي منشورات منذ عام 2007م أي عام انضمامي للفيسبوك ؟ فيما رد على تغريده في تويتر كانت كافية لأغلاق صفحتي ؟!!
إذا أي حرية تعبير يتحدث عنها الغرب ومؤسساته واجهزته ؟!
أن شبكات التواصل الاجتماعي هي جزءا من سلاح التطويع وتركيع العالم والزام شعوب العالم بالالتزام بالقيم والمعايير التي تحددها مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية الغربية الاستعمارية وأن هذه الشبكات تؤدي دورا أخطر ألف من الدبابة والبارجة والمدمرة والطائرات الاستعمارية وأخطر من الحصار وتجويع الشعوب بل وصلت الديمقراطية الغربية _ الأمريكية حد استهداف أفراد وليس أنظمة وحسب وهذه قمة الغطرسة الاستعمارية المتوحشة ..!!
أن من يتابع تداعيات وأحداث الخارطة الكونية وما يعتمل عليها سيرى توحش إمبريالي وثقافة انحطاط تبلغ ذروتها حين يدرك المرء أن حرائق تشتعل في بعض الدول وبصورة غير مسبوقة كما حدث في سوريا ولبنان مؤخرا والتي قضت على الاف الدونمات من الأحراش والأشجار المثمرة كانت صناعة أمريكية قذرة وقد أقدمت عليها المخابرات الأمريكية عبر أشعة ليزر تسلط من على طائرات خاصة والهدف ارباك الدول والأنظمة وحرمان المواطنين في كل البلدين من عائدات ثمراتهم ومحصولهم من الفواكه المختلفة وهذه الإجراءات الإضافية من أمريكا تجاه الشعب العربي في سوريا ولبنان فوق ما صنعت من أزمات مالية واقتصادية وحروب مباشرة وغير مباشرة وحصار وتجويع ..؟!
أن حصار الشعوب بحد ذاته جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ولم تقره القوانين والتشريعات الدولية وليس له أثر في كل المواثيق الدولية بل هو أي ( حصار الشعوب ) والأنظمة والافراد ابتكار أمريكي وعقاب أمريكي لكل من يخالف إرادة واشنطن ويرفض التبعية والارتهان لها ولسياستها الاستعمارية .
يتبع
تمت طباعة الخبر في: السبت, 19-أبريل-2025 الساعة: 03:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-83557.htm