ريمان برس_ خاص -


"قطع الرأس ولا قطع المعاش"..عبارة سمعتها من جدي زمان ، ولم اكن يومها موظفا ولا هو ولا أي فرد في  قريتنا أو قبيلتنا ..
وبصراحة لم تكن هي العبارة الوحيدة التي حين  سمعتها لسانه -لأول مرة -  ظلت علامة استفهام كبيرة فارغة تدور في رأسي فترة طويلة من الزمن إلى أن فهمت المغزى والحكمة من قولها..
ففي ذلك الزمن الجميل علمني جدي -رحمه الله- أيضا مقولة "إشبعه واتبعه" وهي بسيطة جدا كان يقصد بها الثور أو الحمار الذي سنستخدمه اليوم التالي في حراثة الارض..
إلى ذلك حديث آخر طالما ظل يردده على مسامعي مفاده "اعط الاجير حقه قبل أن يجف عرقه" وهي أحد أبرز المطالب والحقوق التي تضمنتها بروتوكولات العمل لاحقا كما أعتقد!!.
وعندما كبرت اكتشفت ان جدي الذي لم يدخل مدرسة أو يخرج من جامعة ..كان رجلا حكيما في جميع اقواله وافعاله على حد سواء ..
عاش حياة حرة كريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..على الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها..ومات مرتاح الضمير مجبور الخاطر وكل الخلائق تثني وتترحم عليه.
لكن.. ما يحز في نفسي انه قال لي أيضا يا ولدي "شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي"..فصدقته وضيعت عمري كله مع دولة "هانم" هذه التي قطعت راتبي  وعيني تشوف..!!.
وعليه..ولكل الاعتبارات سالفة الذكر ..لي أمنية أخيرة وهي :اعدموني من فضلكم!!.
.......
التوقيع:
موظف حكومي