ريمان برس - خاص -



من انجازات حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء .. أنها أوجدت "سوبر ويز " لخدمات التوصيل في كل حارة وحي !!..

أقصد .. أوكلت عقال الحارات مع مشرفين ومندوبين تابعين لهم.. كل ما يخص إيصال الخدمات العامة للسكان في العاصمة ..ورقدت.. ومن وكل رقد.. كما يقولون!!.

هذا إلى جانب تكليفهم بالعديد من المهام والمسؤوليات التي قد لا تقوم بها الا عدة جهات حكومية متخصصة أو مؤسسات خدمية عديدة؛ إن لم يكن أجهزة دولة بأكملها!! ..

فمثلا .. في قضايا الايجارات على كثرتها .. يدخلون من يريدون و بالسعر والشروط المجحفة التي ترضي ملاك البيوت طبعا!! ..

ويخرجون من الحارة ويهجرون من صنعاء كلها من يريدون إذا لم يعجبهم.. أو يخضع لأية زيادة فوق الايجار -المتفق عليه مسبقا- يفرضها صاحب البيت متى شاء ؛ حتى ولو كل شهرين!! ..

هكذا يضربون .. عرض الحائط بمختلف التعميمات التي صدرت من الجهات المعنية في الدولة والحكومة على حد سواء.. بما فيها تعميمات المجلس السياسي ووزارة العدل والسلطة المحلية بأمانة العاصمة وغيرها .... !!.

وفي مسألة توزيع اسطوانات الغاز المنزلي فان العملية تتم وفقا لكشوفات عقال الحارات والمندوبين ..

وهي عادة ما تخضع لمزاج عاقل الحارة وعلاقاته الشخصية.. و على قاعدة (الاقربون اولى بالمعروف) .. وإن كانوا في أحياء اخرى..!!.

يليهم بقية الاصحاب والمعاريف اللي يرى عاقل الحارة أن منهم مصلحة أو فايدة .. والكشف يشمل من بياع الخضرة والسمك إلى المقوت و البقال وصاحب المطعم او البوفية في الحي..

و الأولوية تكون للشخصيات المؤثرة في الحي وعلى رأسهم الاعيان وملاك البيوت .. ومن لهم صلة قرابة أو معرفة من بعيد بالعاقل والمندوبين ..

إلى درجة انه يتم توزيع الكميات المخصصة في بعض الاحياء عبر كشوفات تعد وفق مبدأ "المحاصصة" كل بما يرضي جماعته وحزبه !! ..

تخيلوا.. هذا يحصل في الواقع.. ولهذا يوجد في بعض الاحياء من ثلاثة الى اربعة مندوبين وأكثر.. حسب التنوع الجيوسياسي بكل حي .. وألوان الطيف !! ..

إلا الفقراء والمستضعفين الحقيقيين في كل حي.. وهم المستأجرون الغلابا؛ سواء كانوا موظفين مقطوعة رواتبهم أو نازحين إلى صنعاء!!.

هؤلاء.. يتم استبعادهم من كشوفات الحصص المخصصة من الغاز المنزلي في الحارات والاحياء !! ..

بعضهم.. قد لا يحظى باسطوانة واحدة كل ستة أشهر في حالة الوفرة طبعا.. حيث يقال لهم بكل بساطة أنتم حصتكم في الصرف الرابع او اللي بعده!!.

هكذا.. يجبرونهم على شراء الغاز من السوق السوداء..سواء من ارصفة الشوارع .. أو من نفس المكان المخصص للصرف في الحي ذاته!! ..

لأن.. في كل عملية صرف هناك كمية وفر من ٤٠ - ٥٠ اسطوانة.. احتياط.. تصرف بنظر أحد أبناء العاقل أو المشرفين.. كانقاذ للفقراء والمستضعفين.. لكن بسعر السوداء.. !!.

ولا يختلف الامر كثيرا في الاعمال الخيرية سواء المقدمة من منظمات دولية او ميسورين وفاعلي خير محليين وعلى هيئة مساعدات عينية سلال غذائية أو مبالغ نقدية ..

وحتى مشاريع توزيع أكياس الخبز والكدم في الاحياء.. عادة ما يتم توزيعها بينهم وبين ملاك البيوت .. وفقا للمحاصصة التي أشرنا إليها سلفا .. وتعد الكشوفات ويتم التوزيع غالبا بالكروت وعلى وزن ( أمر دبر بليل )!!.

وحتى كشوفات الفقراء والمستحقين للزكاة .. تم الاستعانة بهم في إعدادها وفي عملية المراجعة والتصحيح ايضا.. وحاليا في الصرف .. أي هم من قرروا ويقررون من يستحق ومن لا يستحق ..

إلى درجة أن هناك اعتقاد ساد لدى معظم الفقراء والمستضعفين في عموم الحارات والاحياء بأن عاقل الحارة وخبرته لديهم - استغفر الله - القدرة على أن يقرروا من يحيا ومن يموت!!.

كيف لا وقد الواحد منهم .. لديه قدرات خارقة مثل"سوبر مان " .. فصار يمثل الوجه الآخر للحكومة إن لم يكن للسلطة كلها..

فعلا.. واااعاقل... هنيئا لك.. أنت أكبر من شيخ .. وأكبر من قاضي واكبر من مدير أمن ..في هذا الزمن!!.

أنت جهة الضبط وأنت الخصم وأنت المحكم والحكم في ذات الوقت ... انت الكل في الكل.. وبقية أجهزة الدولة ومؤسسات الحكومة الخدمية.. (باليمني الفصيح ) لحقة بعدك. !!.

بالمناسبة .. أذكر أني - ذات يوم- حظيت ؛ بل كان لي الشرف .. أن جلست مع عاقل حارة.. الله يمسيه بالخير!! ..

يومها .. جاءت امرأة تشتكي بأن بطاقة زوجها مفقودة وتريد بدل فاقد...

ومن حقي الفضول- الصحفي طبعا - واستنادا إلى معلومات شخصية كانت مخزنة في ذاكرتي .. وعلى ما يبدو عفى عليها الزمن ..

قلت بعفوية وحسن نية : اعملوا إعلان في الجريدة الرسمية أولا علشان تقدروا تستكملوا الاجراءات في قسم الشرطة ومكتب الاحوال المدنية و ...

قاطعني عاقل الحارة بغضب وحدة لم اتوقعها .. قائلا :
"قذا انا هه الصحيفة الرسمية وانا قسم الشرطة..وانا الاحوال المدنية.. ما يفعلوا بي هانا"..

وخاطب تلك المرأة :"هاتي حق الختم - يقصد حق ابن هادي - القات.. واعرفي أمور...

فتحت حقيبتها وناولته الفين ريال.. هذه اللي معي.. هكذا قالت بحزن .. (ربما كانت حق غداء عيالها).. الله أعلم!!.

المهم .. بالفعل حرر لها رسالة عاجلة بخط صاحب البقالة و تحت ختمه .. وانها سااااابرة !!.

شفتوا على تسهيلات روعة وعظمة.. يقدمها "سوبر مان" أو "سوبر ويز " لخدمات التوصيل .. !!.

و ابو العريف.. جاء يقول لي: فيه قانون .. وصلاحيات واختصاص ومش عارف ايش ؟!!..