الأحد, 05-مايو-2024
ريمان برس -


كتب/أحمد المضواحي
كثيرة هي القواسم المشتركة على الاقل في دلالتها الوصفية بين (نتنياهو) الذي يعش في ورطة حقيقية دخلها بفضل ما لديه من منسوب (الحماقة) والغرور، غير آبه بتحذيرات عقلاء الصهاينة الذين يشكلون الاعمدة الأساسية (للدولة العميقة) داخل الكيان، بل ذهب الرجل يتعامل بغطرسة ووحشية منذ واقعة ملحمة أكتوبر من العام الماضي، واضعا لنفسه جملة من الأهداف التي أراد تحقيقها من حرب الإبادة الإجرامية التي ادارها ضد سكان قطاع غزة، وبعد سبعة أشهر وها نحن نوشك أن نلج للشهر الثامن لم يحقق نتنياهو بكل غروره وحنونه وآلته العسكرية الجبارة مضيفا إليها دعم وإسناد أمريكا والغرب، إضف إليهم تواطؤ النظام العرب والإسلامي إلا ما رحم ربي..


سبعة أشهر والجيش الذي لا يقهر عاجز عن تحقيق أيا من مطالب نتنياهو ومع ذلك يصر هذا المعتوه على مواصلة الحرب والعدوان الهمجي الذي تسبب به في إسقاط ليس هيبة الكيان الردعية عسكريا أو استخباربا، إذ لا الموساد بأساطيره أفلح ولا الجيش الذي لا يقهر نجح في تحقيق أهداف حكومته رغم الجرائم التي ارتكبها واودت بحياة أكثر من  ( 120 ألف فلسطيني) بين شهيد وجريح ومفقود غالبيتهم من النساء والاطفال والشيوخ والمدنيين العزل الذين لاحول لهم ولاقوة.. ناهيك عن دمار هائل تعرض له قطاع غزة لدرجة ان القطاع بالكامل يمكن القول إنه تدمر بآلة الحرب الصهيونية وبصواريخ وقذائف ذكية زودته بها أمريكا والغرب.
عسكريا واستخباربا وسياسيا وأخلاقيا وإنسانيا يعد الكيان بجيشه وحكومته وأجهزته الاستخبارية مهزوم وفاشل ولم يحقق أيا من أهدافه،وأن المقاومة الفلسطينية وبقليل من الدعم والاسناد من بعض أشقائها استطاعت تحقيق انتصارات غير مسبوقة على عدوها، انتصارات حققتها المقاومة وعلى مختلف الصعد العسكرية الاستخبارية والاخلاقية والإنسانية والإعلامية، ومع ذلك ومع اعتراف العالم بفشل الكيان وجيشه واعتراف قادة الكيان بهذا الفشل واقتناعهم أن الحرب على غزة وصلت إلى طريق مسدود، فأن نتنياهو وحده يصر على مواصلة العدوان ولايزل يصرح بأنه سيقضي على حماس وسيعيد الرهائن الي منازلهم وهو الذي قد قضى على عدد كبير منهم..؟!


هذا الإصرار العجيب لنتنياهو لا يأتي بدافع رغبته فعلا في تحقيق النصر على المقاومة وهو يدرك وقادته يدركون أن هذه المزاعم قد سقطت بعد مرور ثلاثة أشهر من بد العدوان على غزة، غير أن نتنياهو الذي يستمد شرعيته من بن جفير وسمويتريش وهما الثنائي المتطرف الذين لا يستوعبون أبجدية العمل السياسي وقدموا للحكومة من معهد (كاهانا) الذي اقدم احد طلابه على اغتيال رئيس حكومة الكيان إسحاق رابين بعد توقيعه اتفاق اوسلو..دافع نتنياهو هو البقاء على رأس الحكومة أطول فترة ممكنة حتى يتسنى له ترتيب اوضاعه أمام المحاكم لأن لمجرد سقوطه سيذهب للسجن بدون اي تردد، لهذا يتمسك الرجل بمنصبه، خشية من عواقب مترتبة عليه،

يذكرنا بمواقف (مطهر  الصناعة) الذي تتشابه مواقفه مع مواقف الرجل، فهو يتحدى السلطات السيادية ممثلة بالمجلس السياسي الاعلى وهو أعلى سلطة في البلاد وامامه قسم اليمين الدستورية بأن يكون مخلصا ومحترما للدستور والقانون، ومحافظا على المال العام وعلى سيادة واستقلال البلاد،

وعملاً بالهرم الوظيفي فيعتبر المجلس السياسي الاعلى وكافة أعضائه يمثلون أعلا سلطة في البلاد يمارسون صلاحياتهم كما يمارس رئيس المجلس..في ظل الشراكة الوطنية..
وعلى هذا فالفريق السامعي وغيره من الاعضاء يمثلون  المجلس السياسي الأعلى ويفترض أن تنفذ توجيهاتهم وتحترم أوامرهم بغض النظر أن كانت على حق أو حتى على باطل، فلتنفذ ثم يتظلم المتضرر أن شعر بالظلم،

ولكن ما نشاهد اليوم بأن وزير الصناعة والتجارة  تحدي أحد أعضاء المجلس السياسي وكذا  السلطة التشريعية ممثلة بمجلس النواب...
كلمة رئيس مجلس النواب يحيى الراعي التي القاها مؤخرا وتحدث فيه إنه سبق ورفع المجلس رسالة للرئيس المشاط حول مخالفات (مطهر الصناعة) ولم يعرف مصير الرسالة وأعلن رئيس مجلس النواب أن المجلس سيرفع مذكرة ثانية للرئيس، ما لم سيضطر المجلس الي اتخاذ اجراءته وفق صلاحياته..!
••••••
(مطهر الصناعة) يمارس ذات السلوك الذي يمارسه( نتنياهو) ويحاول من خلال تجاهله لأوامر السلطات السيادية والأستهانة بها وبرموزها وهذه سابقة غير معهودة في اي نظام سياسي يحترم نفسه ويحترم رموزه ويحترم  التسلسل القيادي ويحترم النظام والقانون..

وهذا ما لا يعترف به (مطهر الصناعة) الذي لا يؤثر بمواقفه هذه على شخصية ومكانة الفريق السامعي بل هو يهين النظام بكل مفاصله، فهوا يهين ويسخر من مكانة الرئيس والمجلس السياسي، ويهين ويسخر من السلطة التشريعية ممثلة بمجلس النواب، ويهين ويسخر من الحكومة ورئيسها، وغير مكترث كما يبدو حتى بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي قطعا لا يحبذ مثل هذه السلوكيات في مفاصل الثورة والدولة والسلطة التي يرعاهم ويمثل رمزا للجميع وحوله يلتف الكل، والمفترض على (مطهر الصناعة) أن لا يذهب بعيدا في تمرده، بل من أولويات احترام النظام ورموزه أن يلتزم بتنفيذ أوامر من هم أعلى منه مرتبة ويعمل بتوجيهاتهم، ثم إن كان له حق فليراجع وهو رافع راسه والكل سيقف الي جانبه باعتباره مظلوم وله الحق في استعادة مظلوميته من ايا كان، لكن ان يقف وزير في حكومة تصريف أعمال ويتحدي الرئاسة والبرلمان فهذا فيه إهانة وسخرية لهذه المؤسسات السيادية،وهذا ما سيجعل من الآخرين لا يكترثون  لهذه المؤسسات السيادية ،ولا يحترمون رموزها،

حينها سيري المواطن البسيط أنها  مجرد شكل ديكوري لا كرامة لها ولا تأثير ولا قدرة على حل مشكلة، وهذه حقيقة يمكن استنباطها من كلمة رئيس مجلس النواب الأخيرة حول هذا الأمر..؟!
رأى أجراس -اليمن
تمت طباعة الخبر في: السبت, 19-أبريل-2025 الساعة: 12:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-86644.htm