ريمان برس -

مختص السياحة / عبد الغني اليوسفي
مقدمة:
في قلب اليمن، حيث تتراقص الطبيعة بألوانها الساحرة، تتربع مديرية السياني كجوهرة ثمينة، تجمع بين جمال التضاريس الخضراء، وعراقة الآثار القديمة، وصفاء الجداول المتدفقة. كانت السياني، ولا تزال، ملاذاً للباحثين عن الهدوء والاستجمام، ومقصداً للسياح من كل حدب وصوب.
إلا أن هذه الجنة، كغيرها من بقاع العالم، تواجه تحديات جمة تهدد سحرها الخالد. فبين مطرقة الإهمال وسندان الجشع، تتآكل معالمها السياحية، وتُستنزف مواردها الطبيعية، وتُدمر آثارها التاريخية.
تهبش جديد يطال موقع سياحي جنوب إب: إستراحة  البغدة في دائرة الاستهداف
في الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة الاعتداءات التي تستهدف المواقع السياحية في مديرية السياني، وعلى رأسها "استراحة البغدة"، الواقعة في قلب نقيل السياني. هذه الاستراحة، التي كانت في يوم من الأيام مقصداً للمسافرين وعشاق الطبيعة، تحولت إلى ساحة للإهمال والتخريب.
فقد تعرضت البغدة، على مر السنين، لعدة محاولات للاستيلاء عليها، بدءًا من عام 2007، مروراً بعام 2020، وصولاً إلى عام 2022. ورغم تدخل المسؤولين في كل مرة لإنقاذ الموقع، إلا أن هذه المحاولات لم تتوقف، ولا يزال شبح التهديد يحيط بالبغدة.
استراحة البغدة: بين الإهمال والتطوير
تحتاج استراحة البغدة إلى عناية فائقة لتستعيد رونقها وجمالها. فهي بحاجة إلى تشجير وتوسعة، وبناء حمامات ومرافق للأطفال، وتأهيل الطريق المؤدي إليها، وإنشاء بقالات لتلبية احتياجات الزوار، وترميم السد القريب منها للاستفادة منه في ري الأشجار.
مطالب ملحة لإنقاذ وقع هام في البوابة الجنوبية المحافظة  إب -السياني
لا تقتصر الاعتداءات على استراحة البغدة، بل تمتد لتطال مواقع أثرية وسياحية أخرى في مديرية السياني، مثل "جود الأموات"، و"حصن الأخطور"، و"رون المراية"، و"صدر العجوز". هذه المواقع، التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ اليمن وحضارته، تتعرض للتخريب والإهمال، بل إن بعضها قد تم تأجيره بشكل غير قانوني، مما يشكل خطراً داهماً على مستقبلها.
حلول عاجلة لإنقاذ استراحة  سياحة السياني
لإنقاذ ما تبقى من معالم السياني السياحية والأثرية، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة، تتضمن:
1.تفعيل دور الأجهزة الرقابية: يجب على الأجهزة المعنية، مثل إدارة السياحة، تكثيف رقابتها على المواقع السياحية والأثرية، ومنع أي محاولات للاعتداء عليها أو استغلالها بشكل غير قانوني.
2.تطوير البنية التحتية: يجب على الدولة والمستثمرين الاهتمام بتطوير البنية التحتية في مديرية السياني، من خلال إنشاء طرق حديثة، وتوفير خدمات المياه والكهرباء، وبناء فنادق ومنتجعات سياحية.
3.تشجيع الاستثمار السياحي: يجب على الدولة تقديم تسهيلات للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في القطاع السياحي في مديرية السياني، من خلال منحهم حوافز وتسهيلات ضريبية، وتوفير الأراضي اللازمة لإقامة مشاريعهم.
4.توعية المجتمع بأهمية السياحة: يجب على وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني تكثيف جهودها لتوعية المجتمع بأهمية السياحة، ودورها في تحقيق التنمية المستدامة، وضرورة الحفاظ على المواقع السياحية والأثرية.
مستقبل الاستثمار في مديرية السياني؟ بين مومياء الملك..وموقع الاستراحة ؟
تزخر مديرية السياني بالعديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات، وخاصة القطاع السياحي. فقد حددت الدراسات الميدانية العديد من المواقع الصالحة للاستثمار السياحي، مثل:
1.مشروع منتزه استراحة "تبة البغدة": يمتد على مساحة واسعة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، مما يجعله موقعاً مثالياً لإقامة منتجع سياحي متكامل.
2.مشروع منتزه واستراحة سياحية مع مرافق خدمات السياحة الجبلية في سمسرة المحرس: يتميز بموقعه الاستراتيجي، وقربه من العديد من المواقع الأثرية، مما يجعله وجهة جاذبة للسياح وعشاق المغامرة.
3.مواقع أخرى: بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المواقع الأخرى التي يمكن استغلالها للاستثمار السياحي، مثل منتزه العقر، ومنتزه جلب، وحصن الخضراء، وتبة الخضراء، وحمامات غيل البراقة، ومواقع الطاقة الأرضية البخارية، ومصانع المياه المعدنية.
خاتمة:
إن مديرية السياني، بما تملكه من مقومات طبيعية وتاريخية، قادرة على أن تتحول إلى وجهة سياحية عالمية، تدر على اليمن فوائد اقتصادية وثقافية جمة. ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر جهود الجميع، من دولة ومستثمرين ومجتمع مدني، من أجل إنقاذ معالم السياني من الإهمال والتخريب، وتطوير بنيتها التحتية، وتشجيع الاستثمار السياحي، وتوعية المجتمع بأهمية السياحة.
صورة للسلطة  المحلية  والمكاتب  التنفيذية  بالمديرية
صورة لقيادة السلطة المحلية. والمكاتب. التنفيذية   بالمحافظة
صورة لوزير الثقافة والسياحة 
صورة لمحافظة. الفساد  .