الأربعاء, 08-أغسطس-2012
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ -     ريمان برس - متابعات -
تشكل المخطوطات اليمنية القديمة جزءًا أصيلاً لا يتجزأ من تراث اليمن وموروثه الفكري والثقافي بما تزخر به من علوم ومعارف تؤرخ لمراحل زمنية مختلفة ، باعتبارها وثيقة تاريخية شاهدة على حوادث الزمان وتحولات التاريخ وتغير الفكر وتسجيل بداية الفكر وتتابع تطويرها , كما أنها تبرز النتاج المتنوع في شتى مجالات الحياة للعلوم المختلفة إنسانية كانت أو علمية.
وبدورها سعت الحكومة اليمنية في هذا الصدد لما من شأنه حفظ هذه المخطوطات والعناية بها وجمع ما يمكن معرفته بشتى الوسائل باذلة في سبيل اقتناء هذه المخطوطات أموالاً طائلة ، وهناك مخطوطات نادرة ونفيسة بحوزة المواطنين ويتم عرضها على الوزارة مقابل تعويض مادي عاجل لكنها تقف عاجزة نظرًا لشح الإمكانات، وبهذا استطاعت دار المخطوطات التابعة لوزارة الثقافة أن تقتني اثني عشر ألف مخطوطة, وثَقت أفكار القدماء وعبرت بهم إلى العصر الحديث والمعاصر بعلومهم التي توزعت بين مكتبة الأحقاف بتريم حضرموت والمكتبات الخاصة والعامة في المدن اليمنية المختلفة. وتذكر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الثقافة أن إجمالي المخطوطات الموجودة في دار المخطوطات بصنعاء تبلغ ثلاثة آلاف و935 مخطوطة، إلى جانب عشرة آلاف مخطوطة في مكتبة الحصر و6500 مخطوطة في مكتبة الاقتناء ونحو 14 ألف مخطوطة في مكتبتي زبيد وتريم.
وهناك مخطوطات في صنعاء وجدت في مسجد صنعاء الكبير (و هو أول مسجد أنشيء في اليمن) عام 1972 هي أول نسخة مخطوطة من القرآن الكريم تعود في تاريخها إلى القرن السابع أو الثامن الميلادي، أي بعد وفاة الرسول محمد صلى الله و عليه و سلم بأكثر من 70 عامًا. وجدت هذه المخطوطات القرآنية، بالإضافة إلى مخطوطات أخرى غير قرآنية، بمحض الصدفة عندما كان مجموعة من العمال يرممون حائطًا في المسجد الكبير في صنعاء الذي بني في العام السادس من الهجرة النبوية و طبعًا لم يكونوا مدركين لأهمية تلك المخطوطات فقد كانت مقطعة إلى أجزاء و مهملة فقاموا بتعبئتها في أكياس وخزنها في بيت السلم في منارة المسجد، وانسياقًا مع التوجه الجاد من قبل الحكومة اليمنية في حفظ وتوثيق هذه المخطوطات يتم توثيق وتسجيل هذه المخطوطات وترميم التآلف منها بعد اقتنائها من المواطنين أو الحصول عليها قبل تهريبها من المنافذ البحرية والبرية لليمن، كما بدأت مكتبة الأحقاف في حضرموت باختيار مجموعة من مخطوطاتها في مشروع عرض المخطوطات اليمنية على شبكة الإنترنت لكشف روعة البحث لدى المفكرين والباحثين والأطباء القدماء الذين طرحوا أفكارهم وتركوا التطور العصري مهمة اكتشافها ويوفر هذا العمل الثقافي الكبير للأكاديميين خدمة وحقًا فكريًا ومعلوماتيًا يمثل في الاشتراك السنوي يعد الاشتراك المسبق في الموقع كما أن مشروع مكتبة الأحقاف يهدف إلى فهرسة وأرشفة المخطوطات وترميم ما يحتاج إلى ذلك وطباعة المخطوطات المنسوخة على أقراص الدسكات والليزر أو الكمبيوتر وإيداع نسخ منها لدى الإدارة العامة للمخطوطات ونسخة أخرى لدى المكتبة ويعتبر مشروع أرشفة المخطوطات وفهرستها تمهيدًا لعرضها على الشبكة العنكبوتية واحدًا من أهم المشاريع الثقافية والعلمية التي تعود بالفائدة الكبيرة على الباحثين والمهنيين بعلوم التاريخ والطب والأدب والفقه والسيرة والعلوم الإنسانية والفلسفية والاجتماعية.
رويدا السقاف – عن: "الراية" القطرية
تمت طباعة الخبر في: السبت, 19-أبريل-2025 الساعة: 05:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-987.htm