ريمان برس - متابعات - هل تتخيلون أن تقوم الكويت بإنشاء نصب تذكاري وفي قلب العاصمة لتخليد ذكرى صدام حسين و الجنود العراقيين الذين احتلوا الكويت؟
هل تتخيلون قيام السلطة الفلسطينية في رام الله او في غزة بإنشاء نصب تذكاري لتخليد ذكرى الجنود الاسرائيليين؟
هل تتخيلون قيام فرنسا بإطلاق اسم"الشهداء"على الجنود النازيين الذين قتلوا اثناء الاحتلال الالماني لفرنسا واقامة نصب لتخليد ذكراهم؟
ستكون خطوة كتلك ضرباً من الحماقة والشذوذ ، ولانها كذلك فقد حدثت لدينا في اليمن.
لا تعترف الشعوب بالاديان التي تنتقص من سيادتها الوطنية,فلا يعتبر الدين مبرراً لتوسع دولة على حساب الدول الاخرى، ولا لخضوع شعب لشعب اخر او لقوة اخرى,ولواعتبرنا ذلك مقبولاً فنحن بذلك نبرئ الحملات الصليبية ونقدم لها العذر باعتبار انها كانت محاولة مشروعة لبسط سلطة الامبراطورية المسيحية على الاراضي التي يسكنها مسيحيون او تحتضن مقدسات مسيحية,ولمنحنا ايضاً العذر لأسرائيل في مملكتها المتخيلة و لأيران في تمددها الشيعي.
ووفقا لمفهوم السيادة الوطنية فطبيعة علاقة اليمن مع تركيا العثمانية في القرون الماضية هي علاقة احتلال.
من حق دولة تركيا باعتبار انها هي من قامت باحتلال الاراضي وارتكاب الجرائم بان تحاول الترويج لذلك المبرر الديني الواهي كمحاولة منها للتهرب من تقديم الاعتذارات وبذل التعويضات للشعوب التي سلبتها تركيا العثمانية سيادتها الوطنية,هو حق اقره لكل محتل وان كنت استسخفه ،لكن ان تقوم تلك الشعوب التي كانت هي الضحية بتقديم مثل ذلك العذر لمن احتلها وانتهك سيادتها فتلك جريمة تفوق جسامتها جريمة الاحتلال ذاتها لانها لم تبرئ الجاني فقط,بل البسته ثوب الفضيلة والتضحية.
في اليمن قامت الدولة رسمياً بانشاء نصب لتخليد ذكرى الجنود الاتراك الذين قتلوا في اليمن!!
وتقوم بعض الجماعات وعبر وسائلها الثقافية والاعلامية بتقديم تركيا والسلطات العثمانية بصورة مشرقة ومشرفة بإعتبار انها دولة الخلافة الاسلامية ولا يعتبرونها ابدا دولة احتلال، فالسلطة الرسمية وتلك الجماعات اليمنية في ذلك تحتقر تاريخ الحضارة اليمنية التي تسبق مثيلتهاالتركية بقرون طويلة,كما أنها تتجاهل اسبقية اليمانيين للاتراك في الجوانب الاسلامية ,وتحتقر لدرجة مذلة تاريخ نضال الشعب اليمني ضد الاحتلال التركي والبطولات التي سجلتها كل كتب التاريخ وهي تتحدث عن دفاع اليمانيين عن ارضهم وسيادتهم الوطنية ضد المحتل التركي.والاهم من ذلك انها تعدم السيادة الوطنية.
الم يُقتَل ذلك الجندي التركي العثماني وهو يواجه بسلاحه الشعب اليمني الذي قدم بدوره الكثير من الشهداء في تلك المعارك؟
اليوم نحن نكرم ذلك الجندي الذي قتل اجدادنا واهان سيادتنا الوطنية وهو بذاته من ارتكب جرائم لا يليق ذكرها هنا كما ورد ذلك في الكتب التاريخية التي تم تدوينها في حينه مثل كتاب(حوليات يمانية).
لاحظوا ..لم يتم تكريم من دافع واستشهد وهو يدافع عن ارضه وعرضه وكرامته,بل تم تكريم الجندي الاجنبي المحتل.
- علينا ان نوقف هذا المشهد المهين والشاذ وان نزيل ذلك النصب المعيب وان يتم اقامة نصب تذكاري لابطال اليمن الذين دافعوا عن بلدهم وسيادتهم ضد أي محتل ,سواء اتى بقرون الشيطان او بثياب السلطان-سيبقى محتل.
وبقاء هذا النصب التذكاري الشاذ اشبه ببصقة يقذفها التاريخ وذلك الجندي التركي في وجه وكرامة كل يمني لديه وجه وكرامة.
- إنهم يصلبون فيه كل شهداء استقلال اليمن.
براقش نت |