ريمان برس - متابعات - عادة ما يحتفل اليمنيون بشهر رمضان المبارك بإقامة الحفلات الدينية والأناشيد الروحانية .. وإقامة الموائد الفاخرة لأصناف متعددة من الأطعمة المميزة والتي يرافقها بذخ و تبذير غير مرغوب.. و ما يميز اليمن عن غيرها من الدول في استقبال الشهر الكريم هو إحراق الإطارات ابتهاجاً بهذه المناسبة متناسين الأضرار التي تخلفها تلك الإطارات .. رمضان أيام و ليال عامرة بالروحانية و طرائف و مواقف لا تنسى ..!!
فلسفة الصوم
عبدالله القيسي، يقول: الصوم أحد الشعائر التعبدية التي تربط بين عالم الغيب وعالم الشهادة, وهذه الشعائر لمن تأملها سيجدها تمنع الإنسان مما هو حلال له, فالصلاة امتناع عن الكلام, والصوم امتناع عن الأكل والجماع, والحج امتناع عن الملبس ...الخ, وفي كل هذا تربية لإرادة المسلم كي يستطيع أن يترك الحرام بيسر, وأن يزداد تقواه فيكون حاجزاً بينه وبين كل جريمة وسيئة بحق الناس, كما أن الشعائر تعمق الإيمان بالغيب.
- أما محمود ياسين، فقد تذكر: في واحد عندنا بالحارة ضخم بجسد مصارع ومعروف أن أيده طايشة صادفته أول يوم من رمضان عند صاحب السنبوسة دعس رجلي وأنا سبيت بدون ما أعرف أنه هو التفت وقال: اللهم اني صايم ،وأنا أتشجعت وهات يا سب وقرف من التخلف والرجال ماسك أعصابه وأنا أتحديه أكثر تصادفنا بعد العيد في مدخل الحارة واتجه نحوي بإصرار فقلت في نفسي: مدري يصوم الست البيض؟!
مغمض العينين!
من جهته قال أحمد العرامي: انتهينا من تعليق فانوس ضخم في الحي، منذ البداية يبدو رمضان في مصر أكثر روحانية وقرباً إلى الله والضوء، كما كنا في القرية نهشل ((نوقد شعل )) لرمضان والأعياد في أسطح البيوت، وصمت أول مرة وعمري أقل من ست سنوات على طريقة أطفال القرية: تأكل وأنت مغمض العينين... كي لا يراك أحمد رمضان.. لا أرى أحمد رمضان في القاهرة، يوجد صديق أمامي الآن في المطعم اليمني يفكر بعقلية “يا نفس ما تشتهي” وأنتظر منه أن يقول لي: كم باقي للأذان؟ ويذكرني بأول مرة صمت فيها فعلاً: جلست منذ العصر في نافذ “الديوان الأعلى” في البيت، ممسكاً بساعة ثقيلة دم في يدي، أسأل كل المارة العائدين من الوادي بالكراث والبقل والقات.. أسألهم: كم باقي للأذن؟ وكانت هي طريقتي في أن أخبرهم أنني صائم، وأتأكد من أن الساعة لا تحمل أي ضغينة تجاهي.
المهم علقنا الفانوس بعد عناء شديد “مع كلابلاه، وسيسو” وحفنة أسماء مصرية على هذه الشاكلة، وساعدوني في انتقاء فانوس لراسيل ابنتي، وخبأته حيث يمكنها أن تضيئه يوماً ما، أما الآن فهي في زيارة للقرية، اتصلت بها وقالت إنها ستصوم، فعرفت أنها ستصوم على طريقة أطفال القرية مغمضة العينين، فأغمضت عيني... وحلمت.
مصلحة الوطن
أما محمد عباس السراجي، فقد شاركنا بقوله: شعور كل إنسان مؤمن بحلول شهر رمضان المبارك شعور طيب وشعور إيماني صادق ..كون شهر رمضان هو شهر الرحمن وشهر الرحمات والعطاء الإلهي لعباده ففيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النار وتصفد شياطين الجن ..ويكون العبد قريب جداً إلى ربه وخالقه من أي شهر أخر بالرغم من أن جميع الشهور هي شهور الله ..ولكن الله خص ركن الصيام على باقي الأعمال له بذاته ففي حديث قدسي “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فأنه لي وانا اجزي به” وهنا تأتي عظمة هذا الشهر الكريم والفضيل، وأما أتمناه فعلاً أن نعيش شهر رمضان الحالي ببركات الرحمن والوطن من أقصاه إلى أقصاه ينعم بالأمن والاستقرار والسكينة وتتجه جهود كل الخيرين في التنظيمات السياسية والحزبية نحو رقي اليمن وتطوره ونهضته والعمل بروح الفريق الواحد لإخراج الوطن مما هو فيه من نار تحت الرماد ..وبهذه المناسبة الدينية العظيمة والفضيلة أدعو الجميع بمن فيهم أصحاب القرار في المطبخ السياسي والأحزاب والتنظيمات السياسية أن يضعوا مصلحة اليمن فوق كل اعتبار وان يعملوا معا من اجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني ورسم ملامح المستقبل لليمن الجديد بحس وطني مرهف وعالي الخصوصية للوطن الحبيب فاليمن فوق الجميع.
عودة بشكل جديد
جلال الحزمي، قال: رغم منغصات الحياة.. ووضعنا السياسي المكهرب.. يظل لرمضان الكريم حضوره البهي وإطلالته المشرقة، في الليلة الأولى حين يبتسم هلال رمضان للعيون وللقلوب تتبدل سماء الروح سماءً أجلى وأبهى وأندى، ويغدو رمضان دوحة ظلالها وارفا ترتاح عنده الأرواح بعد احدى عشرة شهرا من التعب والشقاء.
- أما عامر اليوسفي، فقد بادر بالقول: أول يوم من رمضان هو بداية لشهر التغيير الذي نمارسه طوال أيام الشهر الفضيل فرمضان شهر التغيير تتغير فيها العادات التي نمارسها طوال أيام السنة ومع أول يوم نحس فيه بآلام الجوع الذي يتجرعه الفقراء والمحرومين والأيتام طوال العام ويدعنا نتحسس الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم أيضاً نحس بالروحانية تنساب بين جوانحنا وكذلك يعلمنا أننا في شهر الصبر على الجوع والذنوب ومدافعة أنفسنا عن لعمل الخيرات
ففي أول يوم نشعر وكأننا في عالم آخر عالم تتساوى فيه جميع الطبقات فهو مدرسة يعلمنا كيف نتوحد في وقت فطورنا وسحارنا، فلرمضان نكهة أخرى تحلي أيامنا..
- يقول رداد السلامي: رمضان هو المدخل الزمني للتطهر وترتيب الذات وإعادة نغم العلاقة مع الله بشكل سوي وفرصة لإحراق الذنوب وإعادة تشغيل للقلب والعقل تلافيا لمحاولات تجذر الذنوب ونزعات الشر فينا، هو شهر يوفر لك إمكانية العودة الله بشكل جديد وفتح صفحة جديدة منقوش عليها بحبر الخير الأبيض وهو ترصد واع لحقيقة النفس وإلجام لنزواتها وعدم جعلها تنجر وراء ملهياتها الذاتية وتعويد لقدرتنا على تجاوز لحظات الجوع والنزوات الضاغطة.
إذًا فرمضان محطة تطهير وتزويد وتنقية وترقية استجلابا لرحمة الله ومنح عافية الروح من جديد ولملمة بقايانا التي تناثرت بفعل العصيان.
الجمهورية نت |