ريمان برس - متابعات - أكد تربويون يمنيون أن دور المعلم في غرس مفاهيم التسامح والاعتدال عند الطلاب ونشر التوعية ضد التطرف والإرهاب، هو دور محوري، مشددين على أهمية دعمهم في تأدية هذا الدور.
ويوجد في اليمن ثلاث نقابات معترف بها رسميا هي نقابة المهن التعليمية والتربوية ونقابة المعلمين والسكرتارية العامة للمهن التعليمية.
وقال محمد حنظل، رئيس نقابة المهن التعليمية والتربوية، في حديث للشرفة "إن دور المعلم رئيسي وليس استثنائيا في رفع وعي الطلبة في مختلف الفصول الدراسية ضد العنف والتطرف، وبث روح التسامح والسلام والقبول بالآخر فيهم، فهو يعتبر معلما للأجيال".
وأضاف حنظل إنه إذا ما اكتسب المعلم الخبرة والقدرة الكافية للقيام بعملية التوعية للطلاب باتباع أساليب توعوية وتدريبية حديثة قادرة على شد انتباه الطالب إليها والتفاعل معها، فستكون النتيجة الحتمية لذلك تحصين الطلاب ضد التطرف والعنف واتخاذ الاعتدال والوسطية كأسلوب حياة في التعامل مع الآخرين.
وتقوم نقابة المهن التعليمية والتربوية بالتوعية ضد الإرهاب والعنف لأعضائها في الاجتماعات واللقاءات العامة التي تعقدها حيث تحثهم على التذكير بمخاطر الإرهاب وبعدم الانجرار إلى العنف، وفقا لحنظل.
وقال "إن الإرهاب آفة خطيرة تعمل على هدم المجتمعات من الداخل وباسم الإسلام ولكن الإسلام منهم بريء، فالإرهاب أخطر من السرطان حيث يهاجم السرطان مرضى محددين بينما الإرهاب يهاجم المجتمع أجمع".
وأكد أن مكافحة التطرف والإرهاب يجب أن تبدأ من المدرسة وأن على المعلم أن يقوم بدوره كاملا في هذا الإطار، "ولكن لا يمكن للمعلم أن يؤدي دوره إلا إذا قامت نقابات التعليم بدورها في إقامة برامج توعوية له ودورات تدريبية باستخدام الوسائل الحديثة في التوعية وفي شرح أساليب العنف والتطرف".
واقترح حنظل أيضا إقامة لقاءات أسبوعية أو شهرية للمعلمين على مستوى المحافظات لتقييم ما أنجز في إطار خطة شاملة تنفذها النقابة بمساعدة وزارة التربية لتوعية المعلمين يتبعها خطة على مستوى المدارس لتوعية الطلاب.
وأضاف أن على المعلمين أن يخضعوا لبرامج تدريبية في أساليب التوعية والإقناع، كما يجب استخدام وسائل التقنية الحديثة في عملية توعية الطلاب، فضلا عن استعمال مواقع التواصل الاجتماعي لشرح الأضرار التي تلحق بالمجتمع والأفراد جراء العنف والتطرف والإرهاب.
وتابع حنظل "يجب أيضا إعادة مادة التربية الوطنية إلى المنهج الدراسي واشتمالها على عدد من الدروس للتوعية وتحصين الطلبة ضد الإرهاب".
واجب وطني وديني
من جانبه، قال حسن الخولاني، الأمين العام لنقابة المعلمين اليمنيين، إن تقديم التوعية للمعلمين لمكافحة العنف والتطرف واجب وطني وديني وأن نقابة المعلمين تقوم بهذا الدور عبر إصداراتها وأدلتها الإرشادية للمعلمين وعبر اللقاءات والاجتماعات التي تنظمها لأعضائها. .
وقال الخولاني "إن دور المعلم محوري في حماية النشء والشباب وتحصينهم ضد الفكر المتطرف لكن هذا الدور محدود إذ يجب أن يكون الجهد جماعيا ومخططا له في أوساط المعلمين".
وأشار الخولاني إلى أن نقابة المعلمين تسعى إلى توسيع دورها في هذا المجال لكي يكون "مهمة رئيسية للنقابة" على حد تعبيره.
وأضاف "يجب أن تبنى خطة وبرامج تفصيلية لتوعية المعلمين عبر محاضرات ودورات تدريبية تستقدم فيها خبرات أجنبية وعربية خصوصا من الدول التي نجحت في مكافحة الإرهاب والعنف في مجتمعاتها، لإيجاد ثورة في المدارس ضد العنف والتطرف تبدأ من تغيير المناهج الدراسية وتطعيمها بمواد تعزيزية تكون بمثابة منهج دراسي يتعامل معه المعلم بمهنية لتوصيل الأفكار المطلوبة".
كذلك تلعب البروشورات والأنشطة المدرسية دورا فعالا في هذا المجال، فضلا عن تخصيص حصة أسبوعية لتوعية الأساتذة.
وأكد الخولاني أن "هذا الجهد يجب أن يقترن بجهد أكبر وبخطة أوسع تشترك فيها أجهزة الدولة عبر وسائل الإعلام ووزارة الثقافة ووزارة الإرشاد عبر القيام بزيارات ميدانية إلى المدارس بشكل دوري، وتفعيل دور خطباء المساجد والعلماء في التوعية ضد التطرف والإرهاب والعنف".
التعليم أساسي
بدوره، قال محمد الجرافي، الأمين العام في السكرتارية العامة للمهن التعليمية، "إن المعلم هو بمثابة الموجه في عيون الطلبة ولذلك يمكن استخدامه في خلق جيل واع متسلح بالعلم والمعرفة".
وأكد أن للمعلم دورا محوريا في حماية المجتمع، مشيدا بقيام بعض المعلمين باستغلال خبر وقوع تفجير انتحاري أو عملية إرهابية ما لتحذير طلابهم منها وعرض أخطارها ونتائجها المأساوية على الفرد والمجتمع.
ولكنه وافق الخولاني في القول إن دور المعلم لا يزال ناقصا مضيفا أنه لا بد من وضع خطة تشمل إخضاع المعلمين لدورات علمية مكثفة لرفع قدراتهم المعرفية ضد العنف والتطرف وتفعيل دور النقابات نفسها في هذا الجانب.
وأضاف الجرافي أن تطبيق النقابة لهذه الخطة يتطلب استقدام خبرات وكودار مدربة في هذا الجانب واستغلال خبرات المنظمات الدولية في التدريب على كيفية التدريس واستخدام الوسائل التعليمية.
وقال "إن النقابة قد تفتقر إلى أبسط وسائل التكنولوجيا الحديثة التي يجب أن تستخدم في وسائل التوعية للمعلمين، مثل الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة". |