الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - أوجاع الوطن والشعب كثيرة ومتنوعة, وهناك إصرار واضح من قبل بعض الأطراف السياسية ذات المشاريع الصغيرة والحالمة بالعودة إلى سدة الحكم بعد أن لفظها الشعب اليمني في ثوراته «سبتمبر واكتوبر وفبراير» على مضاعفة تلك الأوجاع وتعميق الجراحات والآلام، وما جرى ويجري في الشرق والجنوب والشمال وفي العاصمة وغيرها يؤكد ذلك.

الأربعاء, 28-مايو-2014
رشاد الشرعبي -
أوجاع الوطن والشعب كثيرة ومتنوعة, وهناك إصرار واضح من قبل بعض الأطراف السياسية ذات المشاريع الصغيرة والحالمة بالعودة إلى سدة الحكم بعد أن لفظها الشعب اليمني في ثوراته «سبتمبر واكتوبر وفبراير» على مضاعفة تلك الأوجاع وتعميق الجراحات والآلام، وما جرى ويجري في الشرق والجنوب والشمال وفي العاصمة وغيرها يؤكد ذلك.
أكتب المقال وأنا في مدينة الحديدة بعد غياب عنها دام أربع سنوات, احترت فيما سأكتب، وعن أي ألم ووجع أتحدث, عن أوجاع الوطن كلها ومن يستسهلون سفك الدماء والدفع بشباب ومراهقين يمنيين لقتل يمنيين آخرين تحت فتاوى دينية «بوجهيها القاعدي والحوثي» وادعاءات مواجهة أمريكا وإسرائيل، أم عن وضع مدينة الحديدة المؤلم والمتدهور وحالها الذي يبعث على الحزن والحسرة..؟!.
ما أتعسها من لحظات حينما تضطر لتقطير أوجاع وطنك ومعاناة شعبك على هيئة مقال صحفي, لكنها بالتأكيد ليست حال أسوأ من حال من يفقدون حياتهم وتزهق أرواحهم وتسيل دماؤهم «مدنيين وعسكريين» برصاص وأسلحة وهستيريا تلك الجماعات المسلّحة والمتمرّدة على المجتمع والدولة ومن وقعوا فريسة لخداعها وجرائمها من شباب اليمن لأسباب مختلفة..؟!.
كدت أن أضحك رغماً عن الأوجاع، حينما سمعت زعيم مليشيات الحوثي المسلّحة وهو يطالب بتسليم موقع حديقة 21 مارس «معسكر الفرقة الأولى مدرّع سابقاً» تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية, فيما مليشياته تخوض معارك غبيّة وطاحنة ضد الجيش الذي قائده الأعلى هو الرئيس ذاته، ويقضم مناطق من محافظات الجمهورية ذاتها، ويرفض أن يعيد محافظة صعدة وأجزاء من محافظات حجة والجوف وعمران إلى حضن الدولة وسيطرتها..؟!.
بل زاد على ذلك تصريح زعيم مليشيات حوثية في مدينة جبل الشرق «ذمار» بشأن سيطرتهم على مقر النادي الرياضي والثقافي هناك، الذي موّل بناءه الصندوق الاجتماعي للتنمية, وحوّلوه إلى ثكنة عسكرية، أنهم يمنيون ومن حقهم أن «يبسطوا» على أية مؤسسة عامة استلموها من مسؤولين أو «بقوة السلاح» ليقدّموا أنفسهم كدولة داخل الدولة وما عجزوا عن استخدامه «فجّروه» و«نسفوه».
الصورة المقابلة لتطرف وجرائم وتمرد مليشيات الحوثي كانت في مدينة سيئون، حينما ظهر أحد قادة القاعدة متفاخراً أمام قصر الكثيري بعد أن نفذوا غزوات قتل ونهب وسلب وتدمير واعتداء وإحراق وخراب في المدينة ومؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمالية, وهو للأسف شاب رياضي قبل التحاقه بالتنظيم الإرهابي، فلا فرق بين الرياضي جلال بلعيدي والقيادي الحوثي في مدينة الشرق المعتدي على النادي الرياضي, كلاهما في الإجرام والتمرد إخوة..!!.
تجبرك تلك الجماعات المسلّحة تحت دثار القاعدة أو ستار الحوثي على أن تتوجّع مع جرائمهم المستمرة وتتألم كلما قتلت يمنياً «مدنياً أو عسكرياً» او استهدفت أجنبياً تواجد في اليمن بطريقة مشروعة, على نسيان أوجاع أخرى يعانيها الوطن كله وفي مدينة الحديدة لها نكهة مختلفة وبصورة مضاعفة كشأن الكهرباء «بالقطارة» في أيام الحر الشديد والمجاري الطافحة.
كلما قرّرنا أن نهتم لشؤون الحياة اليومية والاختلالات القائمة التي تراكمت جرّاء فشل وفساد أكثر من 3 عقود وما تبعها من 3 سنوات انتقام وثورة مضادة, تتقافز هذه الجماعات المسلّحة المهووسة إلى واجهة الأحداث وتفرض علينا جرائمها لتكون اهتمامنا الأهم الذي يدفع ببقية الأمور إلى الخلف والهامش, فتستمر أوجاع الناس وآلامهم ومعاناتهم من الأمرين معاً.
قبل إعلان الوحدة اليمنية «22 مايو 1990م» كانت زيارتي الأولى ضمن رحلة طلابية لعروس البحر الأحمر كما قيل لنا حينها, وها أنا فيها بعد أكثر من 24 عاماً كان بينها 6 زيارات أخرى في فترات متفرقة, وما لاحظته أن «العروسة» تكاد أن تصيبها الشيخوخة قبل أن تُزف إلى العريس وتعيش سنوات السعادة والهناء والراحة والحرية.
لن تتحوّل الحديدة إلى عروس البحر الأحمر حقيقةً وليس اسماً إلا حينما تتخلّص الأم من الأبناء العُصاة والفاسدين والفاشلين والمستبدّين والمنحرفين, وتجد عريسها المنتظر على أريكة التعايش والتسامح والحرص على الوطن وأبنائه وتاريخه المجيد وحضارته المتجذرة واسمه الناصع في صفحات التاريخ الإنساني.
إنه وطننا الأحب لنا من أطفالنا, ولا بارك الله بمن يضاعف أوجاعه ومعاناة مواطنيه ويحرّض على الاقتتال بينهم وتهديد السلم الاجتماعي وتدمير ما توفر فيه من مؤسسات للدولة.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)