عبد الرحمن غيلان - لتطرّف في الكراهيّة فعلٌ سقيم لا يؤدّي إلا إلى انتشار الأحقاد فقط.. ويخنق النوافذ التي من الممكن أن تعود بك وبالآخر إلى جادة الصواب.. صواب المودة الإنسانيّة وطرقاتها الفيّاضة بالعيش النبيل.
كان لِزاماً على الإنسان أن يتعايش مع من حوله كيفما كانت الأفكار والتوجّهات بعيداً عن العِداء الماحق والإقصاء المريب.. ليحفظ سلامة النفس والعر , ويرقى إلى مرتبةٍ تقيهِ نكبة التواري وزيف التعامل المنطوي على خبث السريرة واسوداد النظرة العامة لمن حوله.
والتطرّف ما كان في شيءٍ إلا وأتى على أجمل ما فيه.. ليُلبسهُ ثوب العتمة في زهو الصباح الإنساني, ويُلقمهُ حجر العاهة في سلامة النشيد اليوميّ للحياة, ويُمطرهُ بوابل العمى في وضح الحقيقة الأبقى للإنسجام الأبقى من كل الترّهات.
وليس على المرء إلا تقبّل الآخر .. إذ أن الحياة قائمة على المتناقضات, ومفتوحة على تعدد الحيثيات, ومنطوية على تراكم الأفكار أقصاها وأدناها, وحينها لا يلزمنا إلا وضع الخطوط العمليّة المتقاربة في الوصول إلى الخط المستقيم للحياة.. مع احترام الخطوط الفرعيّة لكلّ من حولنا والحفاظ علينا قبل الحفاظ عليها من أيّ تصادمٍ يؤدّي إلى خراب نقطة الوصول الأكبر. |