الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأربعاء, 19-يوليو-2017
ريمان برس - خاص -

لا ادري هل نحن اغبياء ؟ أم ثمة من يمارسون الغباء علينا قصدا ومع سبق الإصرار والترصد لدرجة إننا اصبحنا ننساق وراء خطاب عقيم ومفردات مظللة لهولاء الذين يصرون على تكعيفنا ثقافة الغباء والجهل ويدفعونا قهرا وقسرا للخوض فيها وترتيلها كثوابت وحقائق لا تقبل الانتقاص ولا الجدل حولها ..واولى هذه الأكاذيب ما يتصل بالعدوان والدور السعودي والخليجي والعربي والدولي في هذا العدوان ، وشخصيا انا ضد فكرة ان العدوان اللي نواجهه من ثلاث سنوات هو عدوان سعودي او خليجي ؟ فنحن نواجه عدوان دولي بامتياز ترعاه واشنطن وتحث عليه وعلى ديمومته وان السعودية والامارات في هذا العدوان عبيد مأمورين ، فكلاهما لا يملكان القدرة على فتح حرب مع اليمن لو لم تكن هذه الحرب تلبية لرغبة واشنطن ولندن ..واتذكر ذات يوم طلب الرئيس الشهيد صدام حسين من بعض الشركات الغربية صناعة ( صاعق خاص بالمدفع العملاق ) فاستنفرت كل شركات الغرب ودول الغرب وحكامها ضد هذا الطلب ومنعو اي شركة تساعد العراق في تحقيق طلبه هذا ، وبعد قرابة عام ظهر الرئيس الشهيد وبيده الصاعق واعلن عن تمكن هئية التصنيع الحربي بالعراق بصناعة الصاعق مبدئيا وبسخرية استعداد العراق لتصديره لمن يريد ..؟!! لم تمر سوى أشهر قليلة حتى كان العالم يستعد ويقرع طبول الحرب ضد العراق وفعلا تم تدمير العراق ..نحن في اليمن لا نملك صناعة تضاهي الصناعة العراقية ولكنا نملك موقع وثروات هائلة ونملك مخزون ثقافي وفكري وقيمي وكل هذه القيم مرتبطة ارتباط وثيق بالدين وبالتالي تصل قدسية هذه القيم إلى اعتبارها تراثيا جزءا من تراثنا الديني وهذا ما لا يراد لنا الاحتفاظ به ، فكانت ( الصرخة ) التي اعلنها الخميني ذات يوم ورددها الطلاب الذين اقتحموا سفارتي امريكا والكيان الصهيوني في طهران عام 1979م تلك الصرخة التي صرخها الخميني ورددها اتباعه لاحقا ثم خفتت الصرخة بعد نشوب الحرب العراقية _ الإيرانية ، لتظهر لاحقا من جبال ( مران اليمنية ) لتكون عنوان منازلة انتحارية بين اطراف احدهما متربص ويرصد خطواتك ويفتعل اسباب وان واهية لاستهدافك واخر ينطبق عليه المثل الشائع ( القصد بالقارح والطلقة تذهب اينما ذهبت ) ..؟!!
كانت ( الصرخة ) سبب في تذمر واشنطن وضغطها على النظام السابق لاعتقال ( الشباب المؤمن ) وتم تاسيس الامن القومي للقيام بهذه المهمة وهي مكافحة ثقافة التطرف الديني ، فيما إسرائيل سوقت الصرخة في كل انحاء العالم لتثبت لكل شعوب الارض انها تعيش بين محيط من الحاقدين واعداء السامية ومن يدعون عليها بالموت ليل ونهار فزاد تعاطف العالم مع الدولة اليهودية التي تواجه اعداء اخطر من داعش والقاعدة واخطر من النازيين وان الحوثة في اليمن هم تلاميذ حزب الله في اليمن وهم يد إيران وادوات بيدها وبالتالي يجب ان تجتث هذه الثقافة المعادية للسامية هذه المزاعم، بررت احتلال العراق وتدميره ، وبررت العدوان الصهيوني علي لبنان والمقاومة العام 2006م وبررت العدوان الصهيوني على غزة العام 2008م وبررت ايظا فكرة الربيع العربي وتصفية القذافي ونظامه وبررت التضحية بنظام مبارك وبن علي وبالعدوان علي سورية في محاولة امريكية _ بريطانية لخلق مجتمع عربي يتماهي مع المجتمعات الخليجية الذين ينفقون سنويا سبعة مليار دولار لادوات التجميل ولو اعطوا نصفها لمنظمة التحرير الفلسطينية لكانت فلسطين تحررت من سنيين ..!!
في عام 1993م انتجت هيوليود فيلم بعنوان ( قواعد الاشتباك ) يحكي عن قيام مجموعة قبلية مسلحة باقتحام السفارة الامريكية في صنعاء ، كان الفيلم ينقل فكرة لسيناريوا يجري الإعداد له بهدؤ ، وتؤمن واشنطن انها إذا ما رغبت في إحداث تحولات في بنية وثقافة المجتمع السعودي المحكوم عن طريق أسرة آل سعود وأسرة محمد بن عبد الوهاب ، وبما ان واشنطن تعلم جيدا وهي الحليف للنظام السعودي ومثلها بريطانيا يدركون جيدا ان إحداث تحولات نوعية في ثقافة وبنية المجتمع السعودي فان هذه الغاية لايمكن تحقيقها إلا عبر اليمن وإحداث تفسخ ثقافي وفكري في بنية المؤسسة القبلية اليمنية ومؤروثها الثقافي والفكري وطقوسها وتقاليدها وقيمها واخلاقياتها المجتمعية ، ولهذا كان العدوان السعودي يمثل رغبة امريكية _ بريطانية ذات بعد استراتيجي غير منظور على المدى القريب والمتوسط ، فالصرخة تعد شرارة وعامل اساسي في تفجير حرب غايته في النهاية هو وقف القيم المعادية للسامية ، رغم ان مشكلتنا مع الصرخة داخليا هي انها دعوة حق يراد بها باطل إذا اعتبرنا الصرخة عملا جهادية وهي غير ذلك مطلقا بحكم كل حقائق الواقع والمنطق فمشكلتنا أساسا قائمة مع مطلقي الصرخة وليس مع من تستهدفهم الصرخة رغم إدراكنا بعدوانية من تستهدفهم الصرخة لكن التعبير عن مواقفنا منهم ومن مخططاتهم لا تأتي في هذا السياق العبثي لصرخة حسبت عليك ووظفت لاستهدافك ، ولوا كانت الصرخة ابتكارا يمنيا خالصا لقلنا انها تعبر عن إرادة شعب يعتز بانتمائه لوطنه وعروبته وهويته الإسلامية ، ولكن للأسف لم تكن الصرخة ابتكارا يمنيا بل إيرانيا وبالتالي حسب من يرددوها باتباع لطهران ولا يزالوا رغم حقارة إيران في تعاملها مع الشان اليمني وموقفها من العدوان لا يشرف احد ، بل ان موقف الكيان الصهيوني اكثر شرفا ومبدئية من موقف إيران للأسف ..؟!!
لكل ما سلف فان الحرب امريكية _ بريطانية بامتياز وان اهدافها استراتيجية وابعد من قدرة رعاة الابل على إدراكها ولا يدركها حتى جمهور الصرخة الذين يتحدثون عنها بفلسفة سطحية لا تخلوا من الغباء هذه الصرخة التي لو كان فيها خير لكان حزب الله في لبنان اولى برفعها منذ وقت مبكر لكنه لم يفعل لانه يدرك العمل السياسي ويعرف كيف يطوع واقعه ويوجهه نحو اهدافه بذكاء ومسئولية وبروح تفاعلية مجرد من كل الشوائب والادران التي قد تخلق حساسيات اجتماعية منفرة ..!!
واشنطن اذا تدفع بالسعودية لتغرق بالوحل اليمني والهدف الاحتوى المزدوج لتقاليد وقيم وموروثات مزعجة ثقافية وسلوكيا ، ومن هذه الزاوية فكروا في العدوان وما قد يتمخض عنه في النطاقين اليمني والخليجي ، الامر الاخر اتمنى ممن ينسب لولد الشيخ مثلا تهم فوق طاقات الرجل ان لا يغرقوا في هذا المربع فابن الشيخ والنظام السعودي والخليجيين بصورة عامة ومعهم العرب هم عبيد مامورين ينفذوا ما يطلب منهم ، فلا تستهلكوا اوقاتكم في جدال ينقلكم من ساحتكم الحقيقية الى ساحات بديلة عقيمة ولا جدوى من الخوض فيها ..!!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)