الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأربعاء, 26-يوليو-2017
ريمان برس - خاص -

ثمة مشكلة عضوية يعاني منها المثقف وتعاني منها النخب السياسية الوطنية والقومية والتي اودت بنا على الصعيدين الوطني والقومي إلى حالة الأنهيار الذي تعيشه امتنا ونعيشه نحن في اليمن ويمكن ان نكون نحن النموذج الأكثر ترديا في علاقتنا ، حيث عملنا ولا نزل على إبراز نوازع الحقد والكراهية والرغبة في إلغاء الأخر الوطني كتعبير عن حالة إفلاس وفشل في التعاطي مع القيم السياسية حيث سياسة فن الممكن والتنافس السياسي الشريف الخالي من العقد والترسبات والأحقاد ..في علاقتنا السياسية طغت ثقافة الحقد والكراهية والرغبة في إلغاء وإنكار دوره ووجوده ، هذا السلوك هو من أوصلنا إلى مربع التناحر والنزيف والأحتراب الأجتماعي ، ونخب هذه عقلياتها يصعب عليها أن تقدم نماذج إيجابية لعمل وطني يمكن الرهان عليه ، هناء ومن خلال المتابعة والرصد لمسار النخب السياسية والحزبية وخطابهما الإعلامي والثقافي والفكري لا نرى ولا نجد نخب راقية تستوعب معطيات اللحظة والحاجة الوطنية ، فهذه النخب وبعد دورها في تكريس ثقافة الحقد والكراهية والرغبة في إلغاء الأخر الوطني وتهميشه وإزدراء أدواره ، نرى إنها بهذا الدور السلبي الذي قامت به على مدار قرابة خمسة عقود ارتكبت من الجرائم بحق الشعب والوطن وهويتهما ما يفوق الجرائم التي ارتكبتها الأنظمة بأضعاف ، ولينتهي بها المطاف بالارتهان لقوى العدوان الخارجي وجزءا منها ارتهن لقوى الاستبداد الداخلي ولم يبرز من هذه النخب من تميز وانحاز للوطن والشعب ، ، فالأنظمة وأن كانت فاشلة وفاسدة فأن النخب السياسية والحزبية وترويكا المثقفين ومن على شاكلتهم هولاء مجتمعين بوعي أو بدون وعي ساهموا وبصورة فعالة في تكريس قيم وثقافة ومفاهيم الحقد والكراهية وإلغاء الأخر والتحريض عليه ومحاولة كل مكون او تكتل تقديم نفسه وكأنه المالك الحصري للحقيقة والبقية زنادقة وكذابين ، يحدث هذا من قبل المكونات الدينية المتنافرة فيما بينها ، ويحدث هذا بين المسميات الحزبية ذات المنطلقات الأيدلوجية والعقائدية قومية كانت او يسارية أو ليبرالية ..!!
نعم لم أجد خلال أربعة عقود من خوضي لمعترك العمل السياسي الوطني والقومي ، قوى بذاتها تتحدث بوعي وإنصاف عن قوى أخرى تشاركها في الهم الوطني ، الأمر الأخر عملت هذه القوى على مزج هويتها السياسية بهويات أخرى دونية لا تتسق مع طروحاتهم بل تتعارض معها ، لكنهم وظفوها لتحقيق أهدافهم الانتهازية كتعبير عن حقيقة الفشل وعدم القدرة على التفكير بعقل مفتوح وبرؤى وطنية وقومية جامعة تتسع لاستيعاب كل المكونات المجتمعية بكل تناقضاتها ومن ثم العمل على صهرها وتذويبها ليعمل الجميع وفق مبدأ التنافس من أجل الوطن والشعب وفي سبيلهما وبعيد عن نزعات الأنانية والمفاهيم ( النرجسية ) القاتلة لحاملها ..!!
أن ما أريد أن اصل إليه وأقوله هو أن مشكلتنا مركبة وسببها هولاء الذين يزعمون زورا إنهم حاملين للهم الوطني ولقضايا الشعب وتطلعاته ، والذين يمارسون العمل السياسي برؤى حاقدة وبكراهية للأخر وإزدرائه والتقليل من اهميته وغالبا إنكار وجوده ودوره بالمطلق ، وعلى سبيل المثال فقط دعوني اتوقف أمام حدث عظيم كحدث الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، فثورة سبتمبر يقول ( الناصرين ) أنها ثورتهم وان قادتها منهم غالبا ومنهم الشهيد علي عبد المغني ، في المقابل يقول ) البعثيين ) ان ثورة سبتمبر هي ثورتهم وان الشهيد علي عبد المغني هو احد كوادرهم ..، جنوبا نجد ثورة أكتوبر بانها ثورة الجبهة القومية ، ويرى اخرين في جبهة التحرير إنها ثورتهم وأن القومية سرقت وبتواطؤ مع قوات الاحتلال جهودهم بل وتم تصفية كوادر ورموز ونشطاء جبهة التحرير على يد الجبهة القومية ومعسكريي ( الليوي وشبر ) اللذان سلمتهما بريطانيا بكامل تسليحهما للجبهة القومية والتي بدورها سخرتهما لتصفية جبهة التحرير وفيما نرى ان 30 نوفمبر يوما للاستقلال يرى كوادر واعضاء جبهة التحرير ان هذا اليوم كان يوما أسودا حيث تم تصفية غالبية كوادرهم ونشطائهم في هذا اليوم يوم تغسلت فيه مدن دار سعد والشيخ عثمان وكريتر والتواهي بدماء قادة وكوادر ونشطاء جبهة التحرير ..؟!!
إذا عدنا شمالا سنرى الصراعات الدامية التي تفجرت بعد قيام الثورة ولا اقصد الصراع الذي قام بين الجمهوريين والملكيين ، ولكن اقصد الصراع الأخر والأكثر دموية الذي تفجر بين قوى الثورة والجمهورية ( ناصرين_ بعثيين _ ماركسيين ) وكان يطلق عليهم مجتمعين ب( الحركيين )..!!
هولاء تقاتلوا فيما بينهم وخاضوا معارك طاحنة فيما بينهم البين ، وكل طرف يرغب في ان يبسط سيطرته ويكون هو الرقم الأول وفي المقدمة ، وانتهى المطاف بكل هولاء ان تم تصفيتهم جميعا وجاء رموز الإقطاع السياسي والقبلي والوجهاء والاعيان ليخرجوا البلاد من دائرة العنف الثوري لنستقر في دائرة التبعية الرجعية والارتهان لجارة السؤ..!!
جنوبا شاهدنا الصراع الدامي المتتالي وسمعنا عن اليسار الرجعي واليمين الانتهازي واليسار الانتهازي وانتهينا لكارثة ينائر ..!!
محطات تنم عن حالة فشل سياسي ونخبوي وإخفاق سلوكي في ترجمة قيم الولاء والهوية ..بعد قيام دولة الوحدة انظمت ترويكا سياسية متناحرة ومتنافرة ومتناقضة انظمت لبعضها في مواجهة الصراع على السلطة واعتبر البعض الوحدة ( ظم وإلحاق ) ونتائح الانتخابات ( اغلبية عددية ) ؟!!
تنافر سلوكي كرسته النخب ، وثقافة إستلابية تم تدجين وحقن الوعي الوطني والشعبي بها ، لنرى ونسمع بعد حرب 94 م كيف هبط الخطاب السياسي النخبوي إلى الحضيض وكيف تحول التنافس السياسي بوعي هولاء إلى تنافس مذهبي ومناطقي وطائفي وقبلي ، كتعبير عن فشل وسقوط هذه النخب وأجدني اجزم ان جرائم السلطة السياسية الحاكمة ايا كانت هويتها والتي تتابعت على إدارة شئون البلاد بشطريه ولاحقا في ظل دولة الوحدة ، كل هذه الجرائم قد لا توازي جرائم النخب السياسية التي تدثرت بدثار المعارضة او حتى المستقلة ، نعم كل مثقف شارك بجريمة إستلاب الوعي الوطني ، فقد انحصر اهتمام كل هولاء على السلطة والثروة والحكم والمغانم ، وتركوا الذاكرة الجمعية تغرق في مفاهيم قاصرة وتعبئية خاطئة ،لا بل لم يتركوها حتى لهذا بل زجوا بها ووظفوها في خدمة انتهازيتهم السافرة ، وأجبروها على الإستلاب بين النوازع الطائفة والمناطقية والمذهبية والقبلية وكل أشكال العصبية حتى وجدنا انفسنا امام خطاب للأخوة في ( الحراك ) يرفضون فيه وصفهم ( باليمنيين ) وإنهم ( جنوب عربي ) ويتجاهل هولاء حقيقة يرددها كل العالم بأن كل عربي لا ينتمي لليمن ليس بعربي ..؟!!
هذا الأستغفال للوعي وهذه الانتهازية السلوكية لدعاة الوعي تثبت بان هولاء ليس لديهم رؤى او وعي بل أطماع ذاتية يسعون لتحقيقها والانتصار لها ..!!
أعرف أن العمل الوطني تتميز به نخب واعية تملك من القيم والمبادئي ما يجعلها تعيش حياة الإيثار والتضحية والاستعداد للفداء والتضحية بالمال والنفس دون ان يفكر بائذا رفاقه أو أخرين لهم نفس إهتمامه وقناعته ، وكثيرون قدموا حياتهم قرابين فداء لوطنهم وشعبهم ولم يبخلوا ولم يغلبوا مصالحهم الخاصة على مصلحتي الشعب والوطن ..
بيد ان ما يميز نخب هذا الزمن الأغبر هو إنهم مسكونين بكل قيم الحقد والكراهية والنزوع لإلغاء الأخر الوطني وتحقيره وإزدرائه ، والمؤسف ان هناك البعض ممن يطلقون على انفسهم مثقفين او نشطاء حزبيين او سياسيين ، هولاء الذين ضاقت بهم أحزابهم الأيدلوجية والعقائدية لأسباب متعددة منها طموحات لم تحققها لهم أحزابهم فغادروها إلى أحزاب ومكونات اخرى ، هولاء أجدهم اكثر حقدا وكراهية للأخر ، مع ان العمل السياسي هو عمل تنافسي على خدمة الوطن والشعب ومن لديه القدرات والمؤهلات لتحقيق هذه الغاية فليفعل وليكون الشعب هو الحكم وهو من يقرر من الأفضل ، وبعيدا عن المزايدة دعونا نتوقف أمام ذكريات بعض الزعامات العربية ناصر _ صدام _ حافظ _ بومدين _ القذافي _ الحمدي _ سالمين _ فتاح .. فقط اذكروا هولاء امام أي تجمع وقيسوا رد الفعل من خلالهم ، تاريخيا اذكروا هارون الرشيد _ عمر ابن الخطاب _ عمر بن عبد العزيز _ صلاح الدين الأيوبي ، وقيسوا رد فعل قراء التاريخ عن هولاء ، لم اشير للرئيس صالح الذي ايا كان عهده يكفي ان نرى ما يحدث اليوم لنقيم عهد الرجل والذي قطعا سيقيمه التاريخ سلبا أو إيجابا ..
الخلاصة ان المصيبة التي نعيشها ونعانيها هي مشكلة نخب انتهازية ونرجسية اخضعت الممكن لتحقيق الذات وجعلت منطق إلغاء الاخر هدفها فكانت هي اول من وقع في هذا المربع الانتهازي المقيت ، ان السياسي والناشط الوطني لا يمكن ان يحمل الحقد ولا يمكن ان يكون حاقدا إطلاقا ، ومن يلجى لمثل هذا السلوك لن يفلح مطلقا ولن ينتصر في معركة المواجهة ضد الجهل والتخلف لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، ومتى كانت نخبنا السياسية نخب وطنية صادقة سيتعدل مسارنا وسننجح في تحقيق اهدافنا وسنقضي على كل النوازع والترسبات الجاهلية المقيته ..؟!
وأن كان البعض من هولاء يتحدث عن فساد نصف قرن او ربع قرن او اربعة او ثلاثة عقود وبالتالي هو يرى إن الناس صمتت على الفساد طيلة هذه الفترة ثم خرجوا اليوم ليتحدثوا عن الفساد ..؟!
لعمري هذا المنطق هو المنطق الأكثر فسادا وإنحطاطا وتخلفا وهمجية واستغفال للوعي الوطني الجمعي ، فأنت ايها المناضل محسوب على ثورة جاءات بأسم مكافحة الفساد وبالتالي منطقك التبريري يفضحك ويكشف حقيقة خداعك للرأي العام وتضليلك للشعب ، انت حين تبرر الفساد القائم بفساد سابق انت لا تخدم التيار الذي تنتمي إليه وتزعم إنك تدافع عنه ، بل انت تهين تيارك وتكشفه وتحرض الرأي العام ضده ، نعم انت تقول ما تقول لأنك مثلا قدمت من حزب عقائدي همشك ولم تجد مكانتك فيه رغم السنوات الطويلة التي قضيتها بكنفه ، وترى ان الان هناك فرصة توفرت لك لتحقيق ذاتك الفردية فتحاول الدفاع عن تيارك بالتضليل والدفاع عنه بالكذب وانت غلطان لو تصورت إنك بهذا تخدم جماعتك الجدد بل انت تستغفلهم وتبرر لهم ما لم يبرر وهذا السلوك لن يمكن اي طرف يسلكه من الديمومة في السلطة وان دانت له الناس فغدا سياتي بما لا تتوقع وليكن امثال هولاء على ثقة أن كل ما وصل إليه لم يدوم لغيره لكن يبقى الوعي الراقي والسلوك الحصيف والقويم والتعبير عن الذات الوطنية بصورة جمعية وان كنت فردا فتلكم هي المثالية التي يستحقها شعبنا ووطننا ولا شيء غير هذا ..دمتم

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)