الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأربعاء, 25-يوليو-2018
ريمان برس -خاص -

تميز عهد الخليفة عثمان بالكثير من الفوضى والإنفلات والمحابة ومجاملات الأقربا والإحسان إليهم والتغاضي عن تصرفات وسلوكيات بني أمية وتسهيل مهمتهم وتلبية كل مطالبهم من قبل الخليفة ..فزاد عبث ( معاوية ) في الشام وزاد الخليفة من توسيع رقعة نفوذه فأضاف له ولاية حمص وحلب والأردن ثم فلسطين فتحول ( معاوية ) إلى قوة إقطاعية وفاقت قدرته ونفوذه قدرة ونفوذ الخليفة والحال كذلك مع عمرو ابن العاص في مصر ..ولكي بتخلص الخليفة من منتقديه حاول استرضاء بعض الصحابة الذين منعهم الخليفة عمر من مغادرة المدينة وقنن عليهم صرفياتهم من بيت المال فأقدم عثمان بالسماح لهم بالمغادرة إلى حيث يرغبون من الأمصار والأقاليم وزاد في عطائهم من بيت المال التي تركها الخليفة عمر عامرة بالأموال ..بدأ الناس يتحدثون عن تصرفات الخليفة عثمان وعن ميله لاقربائه ولكبار قريش وإقطاعييها من. بني أمية ..وبدأ بعض الصحابة يقدمون نصائحهم سرا للخليفة الذي لم يستمع لهم ولم يأخذ بنصائحهم ولم يشاورهم في الأمر ..
في ظل هكذا واقع بدأ بعض الواعضين من الصحابة والفقهاء وما بقى من حفظة القرأن يتحدثون في أمور الحاكمية وما يجب أن تكون عليه جهرا بعد أن أخفقت نصائحهم للخليفة سرا  ..وقدم الكثير النصيحة  لافتين نظره إلى سوء العاقبة لكن الخليفة لم يستمع لنصيحة أحد من رفاقه وصحابة رسول الله صل الله عليه وسلم وبدأ يعين أقربائه في الولايات والامصار ..وكان يردد أمام كل ناصح أو ناقد ( خيركم ..خيركم لأهله ) ..؟!!
فبدت الناس تضج خاصة والخليفة تعمد تهميش ( الأنصار ) وهم ذات حضور وقوة على حساب محاباته لقريش وأقربائه ..وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال هو قيام الخليفة بعزل والي الكوفة سعد ابن أبي وقاص ووالي البصرة أبى موسى الأشعري وعين خلفا لهما ..ففي الكوفة عين شقيقه من أمه ( الوليد بن عقبة بن مليط) وفي البصرة عين عبد الله بن عامر وهو من أقربائه ..!!
لكن دعونا نقف أمام شقيق الخليفة من أمه ( الوليد بن عقبة بن مليط ) وهذا الرجل هو من نزلت عليه الأية الكريمة القائلة ( يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسقا. بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة) وقصته أن رسول الله صل الله عليه وسلم أوفده لأحد القبائل العربية ليتسلم منهم ما عليهم من واجبات وحين علم وجها تلك القبيلة خرجوا بجموع غفيرة لاستقبال موفد رسول الله فشاهدهم موفد الرسول الوليد بن عقبة فذعر منهم وضن إنهم قاتليه فعاد ألى رسول الله وابلغه أن من أرسله إليهم رفضوا دفع ما يتوجب عليهم دفعه ..؟!
فأوفد الرسول بعده خالد بن الوليد الذي لاقى ترحابا وحفاؤه فأخذ منهم المقسوم وعاد للرسول الكريم وأخبره فغضب رسول الله وطرد الوليد بن عقبة من المدينة وبعد وفاة الرسول توسط له عمر بن الخطاب وأخيه عثمان لدى الخليفة أبو بكر الذي رفض عودته وقال لا يدخل المدينة رجل  غادرها بأمر رسول الله وظل بعيدا عن المدينة حتى عهد عمر الذي عفاء عنه ..وكان تعيين هذا الرجل واحدة من كوارث عهد عثمان بن عفان ..
الذي بدت في عهده الفتن كما بدت في عهده الاجتهادات الفكرية والجدل حول الحاكمية وشروطها وواجباتها ..لكن المعاناة زادت حين برزا ثلاثة من صحابة رسول الله الذين تزعموا المعارضة ضد الخليفة عثمان هم أبو ذر الغفاري ..وعمار بن ياسر ..وعبد الله بن مسعود ..ثم قام بعض صحابة رسول الله الذين كانوا يشكلون المجلس الاستشاري وعددهم 10 من الصحابة فنصحوا الخليفة بالاعتزال وترك المسلمين يختاروا خليفة لهم فرفض الخليفة العرض وأصر على أن لا يترك ما ولاه الله عليه ..؟!
بعد أن شاهدوا. الصحابة وعامة المسلمين مواقف الخليفة وميله للمقربين منه وتساهله المفرط مع بني أمية والتغاضي عن ممارسات رموز ( قريش ) وكبراءها على حساب الأنصار تحديدا ..اتسعت رقعة الاحتجاجات وبدت ثورة ما أطلقوا عليهم ب ( الخوارج ) الذين اتهموا بدينهم واعتبروا إنهم مصدر الشر والفتنة وهو قول غير صحيح بل هم وفق العقل والمنطق والظروف خرجوا عن طاعة الخليفة الذي أسرف في انحيازه للمقربين ورموز بني أمية وبالتالي لم يخرج الخوارج عن طاعة الله بل عن طاعة الخليفة والملاحظ أن أهل ( السنة ) يرفضون الحديث عن هذه الفتره ويعطون هالة من القداسة والقدسية على فترة وحكم الخلفاء الراشدين وكأنهم منزهين أو معصومين من الأخطاء لدرجة أن نقد عصرهم وسلوكياتهم يعد لدى بعض فقهاء أهل السنة ( كفر ) والعياذ بالله والمشكلة ليست كذلك بل الرغبة في التغطية على أخطاء وقعت وقامت عليها مفاهيم وثقافات ندفع ثمنها حتى اليوم والأمر ذاته لدى ( الشيعة ) إذ أن كل طرف يتمسك بأساطيره ورؤيته المنافيه للعقل والدين والمنطق ..وكنتاج لهذه السلوكيات والمواقف أتسعت رقعة معارضي الخليفة الذين ذاقوا ذرعا بخلافته وغابت العدالة والمساواة في عهده فتذمر المسلمين في عدد من الأمصار والأقاليم من ولاة الخليفة الذين عينهم فيما كان ثعلب الشام ( معاوية ) ومعه بني أمية يرقبون الأحداث ويرصدون مسارها بل ويوجهونها إلى حيث تتقاطع مع مصلحتهم في السيطرة تنفيذا لرغبة قريش التي عبرا عنها  أبى سفيان  في واقعة السقيفة بكل وضوح وشفافية ..؟!!
في هذه الأثناء وقف الإمام علي حائرا بين موقف الخليفة وموقف المعارضين له وسعى في البداية ليكون وسيطا وحمامة سلام آملا التوفيق بين المتنازعين ولكن كل محاولاته لؤاد الفتنة لم تنجح بعد تنامي رقعة معارضي الخليفة وطريقة إدارته لشئون الدولة الوليدة والمترامية الأطراف ..


يتبع 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)