الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 06-أغسطس-2018
ريمان برس -خاص -


بوفاة الإمام الحسن أنتقلت زعامة المعارضة للإمام أبي عبد الله الحسين ..الذي كان يتمتع بشخصية عكس شخصية شقيقه الحسن الذي كان يميل للسلم ورآب الصدع بين المسلمين وإنفاذ أمر الله كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ..الحسين كان أقرب لوالده الإمام علي رضي الله عنه لا يهادن بالحق ولا يساوم عليه ولا يخشى في سبيل الانتصار للحق أي عواقب مهما كانت مؤلمة ..
كان معاوية قد نكث العهد في أهل العراق خاصة بعد أن ولى عليها زياد أبن أبيه الذي الحقه معاوية في نسبة وأصبح يدعى زياد بن أبي سفيان وكان لهذا الإلحاق مساحة من جدل واسع بين المسلمين وهو الجدل الذي دفع أهل العراق إلى إسقاط بيعتهم لمعاوية وكانت العراق مقسمة الولاء بين أنصار الإمام علي وخوارج لم يترددوا في إعلان تمردهم على علي وعلى معاوية وثمة وجهاء وأتباعهم من أصحاب المصالح كانوا مع معاوية ..لكن كانت غالبية العراق من أنصار الإمام علي واولاده من بعده ..وكان حجر بن عدي الكندي أبرز وجها العراق واعلمهم وأكثرهم تأثيرا من أبرز معارضي بني أمية وانصار الإمام علي وشارك مع الإمام علي معركة الجمل عام 36 للهجرة ومعركة صفين عام 37 للهجرة ومعركة النهروان عام 39 للهجرة وبعد وفاة الإمام علي بائع الحسن وبعد وفاة الحسن بائع الحسين لكنه لم يشارك الحسين مأساته فقد قتل بطريقه بشعة أثارت مقت عامة المسلمين بحكم بني أمية وكانت جريمة قتل حجر عند معاوية مشابهة لجريمة الحجاج في سعيد بن جبير ..ويجزم المؤرخين أن جريمة قتل معاوية لحجر بن عدي بلغت دار معاوية ..ويقال أن معاوية ذات يوم كان يصلي وطول في صلاته وما أن أكمل حتى قالت له زوجته بارك الله فيك وتقبل منك لولاء إنك قتلت حجر وقد رؤى هذه الواقعة كثير من المؤرخين وأجمعوا عليها فيما قال الحسن البصري لو لم يكن لمعاوية مثلبة غير قتل حجر لكفت لإسقاط عنه ما انتزع ويقصد الخلافة..!!
خلال الفتره من 50هجريه حتى 55 ارتكب بني أمية على يد زياد بن أبيه جرائم بشعة في أهل العراق بدءا من قتل حجر بن عدي مرورا بقهر اتباعه واضطهادهم وبقسوة غير معهوده إلى تصفية الخوارج والتنكيل بهم ليغادر العراق 40 من كبار فرسان وقاده الخوارج فعلم زياد بخروجهم فأرسل بعدهم حسب المؤرخين الفان من الجند يطالبوهم بالعودة والطاعة والبيعة فردوا عليهم بالرفض فنشبت بينهم المواجهة فاستطاع 40 فردا من الخوارج هزيمة جند زياد ليعود قائدهم للكوفة ليتعرض لسخريه ما بعدها سخرية حتى الأطفال كانوا يسخرون من هذا القائد الذي لا يحضرني أسمه ليقوم زياد بإرسال 4000 ألف جندي بقيادة رجل يدعي عباد فلما لحق ب الخوارج طلب منهم العوده والبيعة فرفضوا فنشب بينهم القتال فقاتل الخوارج قتالا مستميتا تحت قياده رجل منهم يدعى بلال فلما رأى بلال أن صلاة العصر توشك أن تذهب عنهم طلب هدنة من عباد للصلاه فوافق الأخير الذي ربما استعجل الصلاة او إنه لم يصلي وأصحابه فهجموا على الخوارج وهم في الصلاة بين ساجد وراكع وقائم فاعملوا فيهم السيف وقتلوهم جميعا ولم يتحرك أحدا منهم عن صلاته او ينحرف لقتال بل سلموا أمرهم وقابلوا ربهم وهم ركعا وسجودا وقائمين ينظرون وجه الله ..
بهذه الواقعة الجريمه تخلص بني أمية من الخوارج في الكوفة وبقى أمامهم اتباع الإمام علي الذين صارت زعامتهم للحسين الذي بائع معاوية مع أخيه الحسن لكنه ظل معارضا وناقدا لجبروت وطغيان بني أمية وحتى عام 55 للهجرة ظل بنو هاشم معارضين غير مواجهين في قتال حتى أشار الخبثاء لمعاوية بتخليف ولده يزيد من بعده لتبدأ نار الفتنة تستعر إذ كانت بيعه الحسن لمعاوية على أن يترك بعده فرصة للمسلمين لاختيار خليفتهم وحين اقترح معاوية أن يكون الحسن وليا للعهد رفضها الحسن وقال ليكون الأمر شورى ..لكن بوفاة الحسن واستتباب الأمور لمعاوية ودانت له الأمصار إلا من بعض المنغصات التي رآها سهلة أقدم على أخذ البيعة لولده يزيد وليا للعهد وخليفة من بعده فاستن بهذا الفعل سابقة لا وردت في كتاب ولا سنة وخالف فيها أمر الله سبحانه وتعالى وتجاوز بها كل قيم وأعراف الإسلام وثقافة المسلمين واقتدا بملوك فارس والروم وسن سنة توارثها المسلمين من بعده وهي باطلة وليست من الإسلام في شي ناهيكم أن معاوية بهذا الفعل عزز مواقف معارضيه وشق وحدة الإسلام والمسلمين وشطرهم إلى ( سنة وشيعة ) ولم يتوقف الأمر هناء بل بلغ حد تشطير الدين ذاته حيث خضع الكتاب والسنة لمزاج فقهاء التيارين مع أن الأمر كان سياسيا بإمتياز ويتمحور حول سلطة ومعارضة ..
بوفاة معاوية وجد المسلمين أنفسهم في كنف خلافة يزيد ولو كنت أنا كاتب هذه السطور مواطن في ذلك العصر لما بايعت يزيد ولو ارتكبت بحقي ألف كربلاء..؟!!
طبعا خوفا من بطش بني أمية الذين صاروا يمتلكون السلطة والقوه والثروة خضع الكل لسلطتهم إلا ما رحم ربي وهم قلة من البشر ..هناء نرى المشهد سياسيا وليس دينيا أو مذهبيا بل صراع على السلطة بين قوة متسلطة تحكم بقيم الدنياء ومتطلباتها وبين معارضه تريد تجمع بين أوامر ونواهي الدين ومتطلبات الدنياء..!!
صراع بين أولاد عبد مناف وأحفاده ..صراع يمكن وصفه بالصراع الطبقي داخل أسرة تنتمي لعرق واحد وجد واحد فهاشم بن عبد مناف هو شقيق عبد شمس بن عبد مناف ..ولهاشم ينسب بني هاشم ولعبد شمس ينسب بني أمية ..
الصراع داخل هذه الأسرة مستمر منذ العام 200 قبل الهجرة وحين بعث الله محمد رسولا عليه الصلاة والسلام تزعم المعارضة ضده اولاد عمه بني أمية إقطاعيي قريش وعلى رأسهم أبى سفيان والد معاوية ..يوم وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كان إبى سفيان أول من أفصح عن الرغبة في الحكم في المقابل كان العباس عم رسول الله تواقا لها ومتطلعا لها لوا لم يكن حديث العهد بالإسلام لكان نصب نفسه خليفة لرسول الله ولكنه لم يفعل وأثر ولد أخيه الثاني وهو الإمام علي الذي لم يكن يفكر بالإمامة والخلافة لكن العباس لم يتركه ثم جاءت الفتنة فوجد الإمام علي نفسه مجبرا على تحمل المسئولية ومحاولة منه المضي في طريق الحق غير أن طريق الحق كانت مزروعة بالشوك والإلغام والفتن والدماء الجارفة وأشلاء المسلمين ..!!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)