الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 01-يوليو-2019
ريمان برس - خاص -

جسدت ظاهرة جوليان أسانج حدة الخلاف داخل أروقة مكاتب صناعة القرار الأمريكي وفيما كان الديمقراطيون يسعون لتشويه صورة الجمهورين وتحميلهم وزر ومؤبقات التجاوزات التي ارتكبوها في الداخل الأمريكي أو في الخارج بعد أن اعتمد تيار المحافظين الجدد استراتيجية غير مسبوقة قائمة على فلسفة ( الصدمة والرعب والفوضى الخلاقة ) ناهيكم عن اعتمادهم لسياسة داخلية وخارجية أضرت بالتاكيد بسمعة أمريكا وبصورتها وفيما كان الديمقراطيون يختارون بعناية تجاوزات الجمهورين بهدف توظيفها في الداخل للتأثير على قناعات الناخب الأمريكي تعمد الجناح المتطرف في الحزب الجمهوري والمرتيطين يالمحافظين الجدد إلى صناعة ظاهرة أسانج وتسريب كل المعلومات لموقعه بصورة تؤدي إلى إحداث صدمة في وعي المتلقي داخل أمريكا وخارجها وإشغالهم في ظاهرة غير مسبوقة دون أن يغفلوا فضح وكشف أسرار الطرف الأخر وهم الديمقراطيون لذا وكما تسربت فضائح الجمهورين تسربت فضائح الديمقراطيون وخاصة المرشحة هيلاري كلينتون التي كان فوزها مضمونا على مرشح الجمهوريين دونالد ترامب لكن قرصنة بريدها الالكتروني وبريد حزبها الديمقراطي فعل عكس سلوك ومزاج الناخب الأمريكي ..بالوثائق المسربة عن السيدة كلينتون كشفت علاقتها برجال المال والاعمال في وول وستريت وبعض البنوك الأمريكية التي كانت كلينتون تقدم لهم خدمات مقابل عوائد مالية ودعم معنوي وتمويل حملات دعائية ..ناهيكم أن التسريبات برمتها حدثت في عهد حكم الديمقراطيون لأمريكا وبالتالي جاءت ظاهرة أسانج لتخلط كل الاوراق ولنسمع وول مرة عن تدخلات روسية في الانتخابات الأمريكية وهذه ظاهرة غير معهودة إذ يعلم كل العالم أن واشنطن هي من كانت تتدخل بكل انتخابات دول العالم وكان العالم كله ودون إستثناء يشكي من تدخلات واشنطن وسفاراتها في شئونهم الخاصة بما فيها الشئون السيادية وجميعنا نعرف المقولة القائلة ( أن أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحدث فيها إنقلابات لأنها ببساطة لا توجد فيها سفارة أمريكية )؟!!!
كان المحافظين الجدد قد دشنوا ( إستراتيجية الصدمة والرعب ) بأحداث 11سبتمبر إيلول ثم غزو افغانستان والعراق وكان المفترض أن يتولى الديمقراطيون تدشين ( إستراتيجية الفوضى الخلاقة ) غير أن تداعيات داخلية وخارجية حالت دون تنفيذ المخطط كما ينبغي له أن يتحقق ويكون بدءا من النتائج الكارثية لحكم المحافظين الجدد وما أسفرت عنها تداعيات احتلال افغانستان والعراق وفشل واشنطن في تبني سياسة خارجية متوازنة ومقبولة تعزز مكانتها الدولية إذ فشلت واشنطن تقريبا في كل المسارات الخارجية بدءا من فشلها في تحقيق استقرار حلفائها في متطقة الشرق الاوسط وأيضا فشلها في تحجيم الدور الروسي والنمؤ المتسارع للتنين الصيني هذا إلى جانب أزمات وتحديات داخلية أمريكية بدءا من تبعات إعصار كاترينا وما تركه في نفوس وذاكرة المواطن الأمريكي مرورا بحالة الكساد الذي يعيشه الاقتصاد الأمريكي ناهيكم أن أمريكا التي يبلغ حجم دينها الخارجي عشرين ألف ترليون دولار تحتاج خلال العشر السنوات القادمه من 15إلى 20ترليون دولار لتجديد مقومات البنية التحتية من شبكات الطرق والجسور والسكك الحديدية إلى شبكات الطاقة والهاتف ..كل هذا دفع بمجموعة من المخططين الاستراتيجين في مفاصل الدولة والمؤسسات الأمريكية إلى تبني ما يمكن وصفه ب ( إستراتيجية الصدمة ) للداخل الأمريكي وكان أسانج هو الأداة والوسيلة الذي حقق من خلاله الاستراتيجيون الامريكيون حدثين مهمين الأول تمثل في إحداث صدمة داخلية طالت مؤسسات صناع القرار ..الثاني إحداث صدمة مماثلة خارجية طالت حلفاء أمريكا وخاصة تلك الأنظمة التي كانت قد أصبحت بمثاية عالة على واشنطن ..والاهم تحريك حالة الجمود السياسي على الخارطة الدولية في محاولة لإعادة واشنطن ودورها إلى واجهة الأحداث ..لكن ليس كل ما يراد يتحقق حتى في سياسة و إستراتيجية الدول العظمى ..؟!!
فالذين دفعوا بالسيد أسانج للواجهة لم يكونوا يتوقعوا النتائج التي برزت على سطح الأحداث حتى مع وصول شخص غير متوقع وصوله للبيت الابيض كدونالد ترامب ..الذي جاء للبيت الابيض نتاج لأزمة عميقة في مراكز صناعة القرار الأمريكي لكن وصوله حمل بعض الايجابيات فيما يتصل بفك عقد حبل المشنقة الذي كان يلتف حول رقبة أمريكا جراء التزامات وتعهدات خارجية أبرزها الاتفاقات النووية المبرمة مع روسيا الاتحادية والاتفاق النووي مع ايران والاتفاقات التجارية مع الصين ومحاولة كسر جليد العلاقة مع كوريا الشماليه والموقف الخجول والمتردد مع العملاق الصيني ..ملفات كان لابد من تحديد مواقف منها على ضوء فشل مخطط واشنطن في المنطقة التي تطلق عليها - مجازا - بالشرق الاوسط ..؟!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)