الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأربعاء, 26-أغسطس-2020
ريمان برس - خاص -

بعد صمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية بقيادتها وكوادرها أمام جحافل القوات الصهيونية وحلفائها في لبنان من تيار المارونية السياسية والقوى الانعزالية المدعومة رجعيا وإمبرياليا وصهيونيا غادرت الثورة الفلسطينية بيروت قهرا وقسرا وعنوة وبتواطؤ الأنظمة العربية التي تركت الثورة بقواتها وقيادتها وكوادرها يواجهون مصيرهم دون أن يحركوا ساكنا ليضطر الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمغادرة بيروت بقوات الثورة التي توزعت على تونس واليمن بشطريه والجزائر وما كان كل هذا ليحدث لوا كان هناك موقف عربي مؤمن بقضية فلسطين وبوحدة المعركة وقوميتها وما كادت القوات الثورية الفلسطينية تغادر بيروت حتى قامت القوات الانعزالية مع الصهاينة بارتكاب أبشع المجازر بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وابشعها كانت مجزرة صبرا وشاتيلا والمؤسف أن بعض ابطالها لا يزالوا يمارسوا حياتهم السياسية في لبنان لليوم _ سمير جعجع _ آل الجميل _ تحديدا ودفعت تلك الجريمة الرئيس الشهيد ياسر عرفات أن يأمر بعودة قرابة جزءا من قوات الثورة الفلسطينية الى لبنان عن طريق ميناء طرابلس اللبناني وكانت العودة محفوفة بالمخاطر والاخطار والتربصات والمضايقات وكان النظام الرسمي العربي أشد خطورة على الثورة الفلسطينية من أعدائها ؛ تعمد الرئيس عرفات يؤمها أن يوسع من دائرة تحالفاته ويقدم الدعم للعديد من فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية رغم معرفته بتقلب قادة هذه الفصائل وتعددت ولاءتهم ورغم ذلك كان تفكيره محصور في مقاومة الوجود الصهيوني وحلفائه وحماية المخيمات الفلسطينية الموزعة من جنوب لبنان الى شماله مرورا ببيروت والبقاع ولعبت الثورة الفلسطينية دورا محوريا في مقاومة الوجود الصهيوني وحلفائها وتأكيد هوية لبنان وعروبته فانحصر الوجود الصهيوني على الشريط الحدودي وقام العدو بأنشاء دويلة سعد حداد ثم بدت بتجنيد الشباب للالتحاق بمليشيا حداد الضابط السابق بالجيش اللبناني لتبدأ على أثر ذلك معركة أخرى متعددة الجوانب استخبارية وعسكرية وإعلامية وسياسية وإلى لبنان هرعت قرابة نصف أجهزة الاستخبارات الدولية ترصد وتراقب وتجند وتتدخل وتشعل الحرائق متى استدعى الامر ذلك ..؟!!
سياسيا وضعت مبادرة ولي العهد السعودي التي سبق واشرنا إلا أن كاتبها كان الصحفي الأمريكي توماس فيردمان ؛ وضعت هذه المبادرة كخيار وحيد لا بديل له أمام الثورة الفلسطينية وقيل للرئيس عرفات إما أن تقبل هذه المبادرة أو أن تنتحر أنت وشعبك فلا علاقة لنا بكم ولا بقضيتكم ..؟!!
كانت كل التداعيات الإقليمية والدولية تسير لغير صالح القضية وكان العرب رغم كل خطابهم الإعلامي وضجيج وسائل إعلامهم الرسمي عن القضية وفلسطين والقدس يمارسون التظليل والخداع والكذب على شعوبهم ومواطنيهم وفي الواقع كانوا يمارسون ضغوطا على الثورة أسواء من تلك التي يمارسها أعداء الثورة على الثورة ؛ ومع ازدياد الخلافات العربية _ العربية الرسمية كانت تلك الخلافات تلقي بظلالها على الثورة والقضية وكانت الكانتونات الخليجية تنهج مع الثورة نهج رسمته لها واشنطن مسبقا ولم يكن هناك موقفا خليجيا مشرفا أو ذا مصداقية ؛ وفيما كانت العراق تعيش مواجهتها مع إيران كانت سورية تعمل جاهدة على تطويع وجودها في لبنان مع ما يتسق بمسؤوليتها كدولة دخلت لبنان بطلب من الجامعة العربية ومجلس الامن الدولي عام 1976م وكان التصريح بدخول سورية عربيا ودوليا هو لحماية ( المسيحيين ) بعد مواجهة ( تل الزعتر ) ثم وجدت سورية نفسها تغوص في المشهد اللبناني في ذات الوقت غاص في هذا المشهد رموز الفساد السوري وفي المقدمة كان عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي وعلي دوبا وهؤلاء وبمعزل عن الحزب والدولة في دمشق مارسوا تصرفات بشعة وحولوا لبنان الى مرفئ للتهريب والإثراء وسياسيا جعلوا هولاء الثلاثة من لبنان مسرحا لتحقيق مصالحهم الخاصة والإثراء ومارسوا ولسنوات التظليل على القيادة في دمشق وانعكست تصرفاتهم هذه على الثورة الفلسطينية على الساحة اللبنانية فيما هناك بعض الأنظمة راحت وبدلا من تقديم الدعم للثورة وتقوية نفوذها وامكانياتها راحت بعض هذه الأنظمة تشكل لها مجاميع مسلحة تتبعها مباشرة فكان للعراق مقاتليها في لبنان ولليبيا مقاتليها فيما العلاقة بين المنظمة داخليا تراوحت بحسب توجهات ورغبات الأنظمة العربية وكانت مواقف المنظمة السياسية تلقي بظلالها على علاقة الرئيس الشهيد ياسر عرفات وحركة فتح وهي أكبر الحركات الفلسطينية وأقدمها وأكثرها قدرة وتسليحا وتنظيما ؛ والمؤسف أن التباينات في المواقف السياسية كانت تلقي بظلالها على الحركة الأكثر عرضة للاستهداف والحصار والمتابعة والتنكيل من قبل بعض العرب كانت ( جبهة النضال الشعبي ) في لبنان تتبع العراق وحزب البعث العراقي وكان هناك ( قوات اللجان الثورية ) وتتبع مباشرة ليبيا ؛ وكانت جبهتي ( الشعبية _ جورج حبش _ والشعبية القيادة العامة _ احمد جبرئل _ والديمقراطية _ نائف حواتمة _ كانت هذه الجبهات مرتبطة بعلاقة ممتازة مع دمشق وموسكو واليمن الديمقراطي وألمانيا الشرقية بل ولها علاقات متميزة بدول المعسكر الاشتراكي ؛ وكانت كل هذه المسميات تخضع بالضرورة في أنشطتها لرغبات ( الرعاة ) سلبا أو إيجابا ؛ وكانت حركة فتح تواجه كل هذا وغير مسموح لها ليس الاستقلال بالقرار الفلسطيني والتحرك باتجاه الأهداف الوطنية للثورة والقضية بل كان مطلوب أن تخضع لمنطق العلاقات العربية _ العربية وتلبية رغبات متناقضة لهذه العاصمة العربية أو تلك .. لم يكن للمحميات الخليجية في كل هذه التداعيات أثرا أو وجودا على المشهد إلا بمقدار ما تحمل هذه الكانتونات أو المحميات من رسائل أمريكية وغربية تأتي غالبا بصورة نصائح أو رسائل خاصة مشفوعة بتحذيرات من مغبة تجاهلها أو حتى تهديدات كانت تطلقها هذه المحميات لقيادة الثورة الفلسطينية .؟ّ!
بعد عودة قوات الثورة الفلسطينية الى لبنان بعد الخروج الكبير عاشت الثورة أمام تحديات خطيرة لكن الشهيد أبو عمار استطاع ترتيب العودة واستمرارية الوجود على الساحة اللبنانية بفعل ديناميكيته السياسية وعلاقته بالحركة الوطنية اللبنانية وساهمت الثورة بعد عودتها الى لبنان من الاسهام الفعال في دحر قوات الاحتلال الصهيوني من منطقة ( خلدة والدامور والبقاع الشرقي والأوسط ) وتم دحر القوات الصهيونية من كل هذه المناطق حتى استقر بها المقام في الشريط الحدودي بعد أن شكل الصهاينة مليشيا سعد حداد الذي اتخذ من ( ضيعته ) عاصمة له ومقرا والتف حوله ابنا ضيعته ثم استقطب شباب المسيحيين وتم تدريبهم وتسليحهم من قبل الصهاينة الذين كانوا يضعون هولاء في الواجهة لكن في الواقع كان الجيش الصهيوني هو الذي يقوم بكل المهام والأنشطة حتى السجون التي أنشئت كان الصهاينة هم المسئولين عنها وهم المحققين والحراس والجلادين والقضاة ؛ لكن حداد وبعده أنطوان لحد كانوا مجرد واجهة ديكوريه منحوا الشرعية للصهاينة بالبقاء داخل الشريط الحدودي اللبناني ..
في عام 1988م اعلن الرئيس الشهيد ياسر عرفات امام المجلس الوطني المنعقد في الجزائر عن قيام دولة فلسطين وكان هذا الإعلان خيارا فلسطينيا للبدء في السير في مسار التسوية وكان يعني أيضا أن حركة فتح كبرى الفصائل ومصدر قوة الثورة تتخلي عن الكفاح المسلح أو ما تم وصفه ب( الإرهاب ) وكان هذا مطلب العديد من دول العالم وقد حدث ؛ وكان على حركة فتح أن تبدأ بمرحلة نضالية جديدة وخاصة في لبنان وفيما يتعلق بالكفاح المسلح تحديدا ؟!
خلال هذه الفترة الممتدة من عام 1988_ الى عام 1991م مع الإعلان عن بدء تطبيق اتفاق الطائف في لبنان وبين اللبنانيين ظلت حركة فتح هي أيقونة الكفاح المسلح وعنوانه ولم تتخلي يوما عن هذا الخيار ولكن مارسته بطريقتها مدركة أن كل المسارات السياسية تبقى غير مأمونة ما لم تكون قائمة على أرضية صلبة وراسخة ؛
وقد عانت الثورة الفلسطينية وقادتها وكوادرها الكثير من الحصار والتضييق والتهميش حتى العام 1990م حين تم اقناع فصائل الحركة الوطنية اللبنانية بالتوجه الى مدينة الطائف السعودية للحوار والتفاهم ليبرز عن هذا اللقاء والرعاية السعودية _ الأمريكية _ الفرنسية عن بلورة اتفاق اطلق عليه ( اتفاق الطائف ) ..؟!!
قبل بدء هذا اللقاء قال الرئيس الشهيد ياسر عرفات ( هذا اللقاء سينتهي بكارثة على الثورة ووجودها في لبنان ) مضيفا ( آن الوقت أن يكون لنا ولو كيلوا متر مربع داخل أرضنا ومنه سنواجه وبكل الخيارات المتاحة وأما النصر أو الشهادة ) ..كان الشهيد خليل الوزير ( أبو جهاد ) قد هندس للانتفاضة الأولى عام 1987م وهي الانتفاضة التي هزت العالم وكان تأثيرها طاغيا وهي التي تسببت في تصفية القائد أبو جهاد في تونس ؛ اغتيال رعته أمريكا ونفذه الصهاينة وعلم به وغض الطرف عنه مسئولين توانسة .؟!!
كما تم تصفية الشهيد ( محمد أبو الهول ) قائد قوات ال 17 والشهيد ( صلاح خلف )( أبو أياد ) حدث كل هذا تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المعسكر الاشتراكي وإعلان أمريكا انها أصبحت سيدة العالم الحر وان مرحلة جديدة يجب أن تقوم على انقاض المرحلة السابقة ونهاية الحرب الباردة ؟ وأيضا حدث هذا تزامنا مع نهاية الحرب العراقية _ الإيرانية والغزو العراقي للكويت ومن ثم قيام معركة تحرير الكويت والغزو الأمريكي للوطن العربي ودخول الاساطيل الامريكية ولأول مرة الى الوطن العربي والخليج تحديدا بعد أن ادركت واشنطن ان حلفائها في المنطقة خيبوا املها وخاصة الصهاينة وعرب الخليج فجات بقواتها لتحمي مصالحها بصورة مباشرة ودون الحاجة للوكلاء ودعمت أمريكا اتفاق الطائف الذي نصت اهم بنوده خروج القوات الأجنبية من لبنان والمقصود بالقوات الأجنبية هي قوات منظمة التحرير الفلسطينية ثم كلفت الجامعة العربية القوات العربية السورية بالانتشار في كل لبنان والبدء بتأهيل الجيش اللبناني وتصفية كل السلاح الغير لبناني ؛ والمقابل كان مؤتمر ( مدريد للسلام ) الذي كان مجرد اكذوبة اجبر قيادة الثورة الفلسطينية الى التوجه نحو ( أوسلو) الذي تمخض عن دولة ( غزة _ اريحا ) وقبل به الرئيس الشهيد ياسر عرفات مجبرا لا بطلا مدركا أن لا عرب يمكن الرهان عليهم لنصرة القضية ؟
للموضوع صلة وتكملة توضيحية .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)