الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
السبت, 29-أغسطس-2020
ريمان برس - خاص -

قد يتفاجأ البعض بما سوف أسرده في هذه التناولة ومعه حق فما سأتطرق اليه قد يكون جديدا علي وعلى القاري وقد لا يعجب البعض وقد يكيل بعضهم تهم لا حصرا لها للعبد لله ومع ذلك فأن من الأهمية بمكان التطرق لموضوع العلاقة العربية _ الإيرانية بعيدا عن العواطف والتعصب الاعمى والغير منطقي الذي يتحفنا به البعض ممن يسعون إلى ( شيطنة ) إيران وتصويرها وكأنها ( البعبع ) الذي يهدد وجودنا القومي والقطري حتى ذهب بعضنا إلى الاستنجاد بالكيان الصهيوني والتحالف معه بذريعة مواجهة إيران والتصدي لنفوذها في المنطقة ..؟!!
بعض مثقفي هذه الأمة للأسف يذهبون أبعد مدى في تأكيد العداء لإيران حين يتحدثون عن ( جدلية الصراع السني _ الشيعي ) ويذهبون حد التأكيد اليقيني بأن ثمة تحالف سري وغير معلن بين إيران والكيان الصهيوني وحتى أمريكا وغاية هذا التعاون والتحالف الثلاثي هو تدمير ( أهل السنة ) ؟!!
مصطلحات ومفاهيم ونظريات وأفكار تم صياغتها ونسجها عن إيران وعدوانية إيران على العرب معادلة كرست وترسخت في الوعي الجمعي لدى بعض العرب دفعتهم إلى إسقاط العدو الصهيوني من خانة العداء التاريخي والوجودي للأمة واستبداله بالعدو الإيراني بل والتحالف مع العدو ( الحقيقي ) الذي أصبح ( أخا وصديقا ) لدى بعض العرب ضد العدو (الوهمي ) المصطنع والمفتعل وهو إيران واقع مؤلم تم نسجه وصناعته خلال العقدين الماضيين أو فلنقل أن هذه القناعات بدأ تسويقها والترويج لها مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي لم تروق لحكام المحميات الخليجية وللكيان الصهيوني وأيضا لعرابتهم الولايات المتحدة الامريكية ومن يقف إلى جانبها من دول الهيمنة الاستعمارية التي لا تؤمن ولا ترحب بحرية أي شعب واستقلاله بما في ذلك شعوب الأنظمة الحليفة والمرتهنة لها والتابعة لها حد الخنوع نموذج الشعوب الخليجية التي لا تعرف معنى للحرية ولا للكرامة فقط مجرد قطعان تأكل وتشرب وتنام وتلقى لها الفتات من مكارم شيوخها وامرئها وملوكها الذين يحكمون بالحديد والنار ويبثون الخوف والقهر في أوساط شعوبهم التي لا تجرؤا على التعبير عن معاناتها لدرجة أن هذه الشعوب وصلت حد التسليم وتطويع الذات والاستسلام لرغبات الحاكم وإرادته .؟!!
فيما أبرز أنشطتها الحضارية والتقدمية وعنوان تطورها تتمثل في إعداد وتنظيم ماراثونات سباق ( الهجن ) وسباق ( الخيل ) ومتابعة المباريات الرياضية لأندية العالم دون أن نغفل أهمية عروض الأزياء التي يعشقها اثرياء الخليج .؟!!
يتحدث الصهاينة والامريكيون صراحة في سيناريوهات مخططاتهم التأمرية عن سياستهم في تطويع وتهجين دول المنطقة والكثير من النظريات الاستراتيجية التي تنتجها المطابخ الاستعمارية تتحدث عن مؤامراتها في المنطقة وكانت نظرية الاحتواء المزدوج ونظرية الصدمة والرعب والفوضى الخلاقة وفرق تسد والكثير من الأفكار الاستعمارية التي تم تطبيقها وتم تجنيد لها للأسف فقهاء وعلماء دين وفلاسفة ومفكرين وساسة ومثقفين وصحفيين وكل هولاء دوخونا بحديثهم عن عدوانية إيران واطماعها وخطورتها وعن الاطماع الفارسية والهلال الشيعي والصراع السني _ الشيعي ومخطط استهداف اهل السنة حتى أن ثقافة شيطنة إيران انست البعض القدرة على التفكير والتأمل وتحكيم العقل والمنطق والسلوك في كل هذه المزاعم وتداعيات المنطقة حتى صار البعض مؤمن حد اليقين بعدوانية إيران وبصداقة الصهاينة وكما صارت المقاومة رجسا من عمل الشيطان صارت صداقة الصهاينة هي غاية وهدف وأمنية لدى هولاء البعض الذين يصرون على أن نصدقهم ونسلم بمنطقهم وإلا ..؟!!
ولنفترض جدلا صحة القول بالنفوذ الإيراني في المنطقة ؟ فلماذا الحديث عن نفوذ إيران وتجاهل النفوذ التركي والبريطاني والفرنسي والامريكي والصهيوني والروسي والصيني ؟!! لماذا تم تسخير ماكينة إعلامية جبارة وعلى مختلف المجالات والوسائط وينفق عليها مئات المليارات فقط لشيطنة إيران دون سواها ؟!
إيران دولة ذات سيادة ومشروع وهوية مثلها مثل أي دولة تتطلع لتحقيق أهدافها والانتصار لمشروعها الاستراتيجي وهذا حق مشروع ومكفول لإيران وفق كل القرارات والقوانين والتشريعات الكونية وليس هناك نص يحرم هذا لا على إيران ولا على غيرها من الدول التي لديها مشروعا حضاريا وتسعى للانتصار لقيمه ؛ لكن ثمة من يركزوا على إيران لدوافع سياسية وتنافسية غير شريفة ؛ إذ من حق أي دولة أن تنافس ولكن بشرف ومن يحاول شيطنة إيران خصوم غير شرفاء ليس لانهم وظفوا الدين والمذهبية كسلاح في مواجهة إيران بل لانهم ضعفاء ومفلسين وبالتالي ارتهنوا للشيطان الاستعماري الصهيوني وراحوا يتبنون فكرته ومشروعه لمواجهة التطلعات الإيرانية .؟!!
أنا أتمنى لوا أن هناك مشروعا قوميا عربيا لمواجهة إيران وتطلعاتها ونفوذها ولكن للأسف هذا لا يوجد والسبب أن من يزعمون مواجهة إيران ومشروعها اليوم هم ذاتهم الذين وقفوا في مواجهة المشروع القومي العربي الذي مثله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بالأمس ؛ هل كان عبد الناصر ( شيعيا ) حين واجهته دول الخليج وتأمرت عليه وعلى مشروعه وأهدافه القومية جنبا إلى جنب مع الكيان الصهيوني وبرعاية وتخطيط أمريكي ؟
كيف برزا الخطر الإيراني فجأة بعد أن تحولت إيران من دولة حليفة للصهاينة والاستعمار ومعادية للعرب ولوجودهم ولهويتهم في زمان الشاه إلى دولة معادية للوجود الصهيوني والاستعماري وداعمة ومناصرة لقضية فلسطين وللحقوق العربية المشروعة ؟
أعود وأقول من حق العرب أن يكون لهم مشروعهم القومي في مواجهة كل المشاريع الإقليمية التي تستهدف وجودهم ودورهم وتطلعاتهم ؛ لكن أين هم العرب ؟ وأين مشروعهم القومي ؟ هل تحولت اسرة آل سعود إلى رمزا قوميا وحاضنة للعمل القومي ؟ أم أن هذا الفعل الحضاري والتقدمي تمثله أسرة ( زائد بن سلطان ) ؟!!
عام 1974م وخلال القمة العربية في الرباط _ المغرب _ ورد في خطاب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أمام القمة فقرة تدعوا القمة الى إدخال نص في البيان الختامي للقمة يطالب فيه ( إيران بالتخلي الفوري عن احتلال الجزر الإماراتية واحترام سيادة دولة عربية ذات سيادة ) .. هل تعرفوا ماذا حدث ؟ لم يكاد الرئيس السوري يفرغ من خطابه حتى قام الشيخ زائد يقبل رأسه ويرجوه متوسلا أن لا يتعرض لهذه القضية وأن لا يشار لها بالبيان الختامي للقمة مؤكدا ( أن القضية ستحل وديا مع الاخوة في إيران دون الحاجة لتدخل أحد ) هذا الكلام موثق لمن يريد المعرفة ؛ لكن هذه القضية أثيرت بعد قيام الثورة الإيرانية كورقة ضغط على طهران ..العراق وقع اتفاقية الجزائر عام 1975م بينه وبين إيران ووقعها عن الجانب العراقي الرئيس الشهيد صدام حسين ثم الغى صدام رحمه الله هذه الاتفاقية ودفع الرئيس صدام والعراق لخوض الحرب مع إيران نيابة عن أمريكا ودول الخليج وقدمت أمريكا دعما غير عادي للعراق ورامسفيلد وزير دفاع أمريكا خلال غزو واحتلال العراق كان صديقا شخصيا للرئيس الشهيد صدام وللعراق خلال فترة الحرب العراقية _ الإيرانية ؛ ولكن انهى العراق الحرب وقبول ايران لنهايتها طواعية وخروج البلدين متماسكتان وهذه النهاية لم تعجب أمريكا بعد أن أدركت فشل خطتها في تدمير البلدين لقدراتهما ذاتيا فدفعت أمريكا العراق لغزو الكويت ؛ أن المنطق يتطلب قدرا من التأمل والانصاف وقراة الاحداث بسياقها الطبيعي وليس من خلال العواطف أو من خلال قربنا من هذا الطرف أو بعدنا عن ذاك ..؟
أن إيران شريكتنا في الوطن العربي بالجغرافية والتاريخ والدين والتبادل الاقتصادي ؛ ومع ذلك أن شئيتم دعونا من إيران الإسلامية واعتبروها دولة ( فارسية ) لها مشروعها الحضاري وتسعى للانتصار له ؛ فأن ثمة عوامل تفرض علينا كعرب تسوية مشاكلنا مع إيران بطرق سليمة ومن خلال حوار عربي _ إيراني يفترض أن ترعاه ( جامعة الدول العربية ) التي يفترض أن يطلق عليها اليوم وبامتياز ( جامعة العهر العربي )..؟!! إذ ليس من مصلحتنا كعرب معاداة إيران وليس من مصلحة إيران معادات العرب بل يجب أن يكون تفاهم عربي _ إيراني مشترك وعلاقة عربية _ إيرانية مسئولة وندية واحترام متبادل يفترض أن يكون وتعاون مشترك فيما يخدم قضايا البلدين ..
لقد اسقط العرب العراق وساعدوا الاحتلال الأمريكي لاحتلاله ولعبتها إيران صح ودعمت فصائل مقاومة كما دعمت وتدعم المقاومة في لبنان وفلسطين ؛ تأمر العرب على سوريا ووقفت إيران الى جانب سورية ؛ حشد العرب جيوشهم نحو اليمن وناصرت إيران اليمنيين إعلاميا ومعنويا وهي مشكورة على كل ما تقوم به والذي كنت أتمنى أن تقوم به دولة عربية ..
فهل إذا يعقل أن تصبح إيران هي العدو والصهاينة والامريكان أصدقاء ؟ وفق أي منطق يمكن قبول هذا ؟
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)