ريمان برس - خاص -
تلك الأيام ..لم تكن نبتة "القات" موجودة في القرية بكثرة ..ولم يكن أحد يهتم بها أو يعول ربحا على زراعتها ، أو حتى الاشتغال بها، كما هو حاصل اليوم ..
ولم يكن الرجال عامة والشباب خاصة ، يتعاطونه- " أي يخزنون "- أو يعيرونه أي اهتمام ..رغم وجوده في بضعة مغارس ، احدها كان يخص جدي (لأمي) وهو شيخ كبير وعلى مستوى القبيلة كلها .. وآخر تبع جدي (لأبي )، وهو من كبار الأعيان والوجهاء ..
يعني.. وجود القات في القرية فقط خاص بالناس الوجهاء الذين عادة كانوا يجتمعون في مجالس القات .. وهم بمثابة مجلس حكماء القرية واليهم الضيوف الوافدين من مشائخ القبل الأخرى وأعيانها أو من مسؤولي الدولة.
كانت اجتماعاتهم تلك بالضرورة إما لمناقشة هموم ومشاكل القرية الخاصة ، أو الخوض في شؤون العرف القبلي وأحكامه على مستوى القبيلة عموما ، أو الاهتمام بالقضايا العامة المشتركة ومتابعة المصالح المرتبطة بالدولة بشكل عام!!.
وكان "القات" محصورا في النوع البلدي بالذات، الذي هو عبارة عن أشجار كبيرة بعضها يستخدمون السلالم عند قطفه ، ورائحته مميزة و تفوح على مسافة أمتار ..لأنه بلا أسمدة ولا مبيدات ، ولم تدخل شجرة "البخاري" المعروفة حاليا بالقات الحداي والعنسي الا مؤخرا. |