الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أن واقع الحال العربي والإسلامي يحتاج لمراجعة نقدية وشجاعة، مراجعة تتجاوز دعوات البعض من النخب العربية والإسلامية المتأثرين بثقافة وأفكار (المستشرقين) أو من المتأثرين بثقافة الآخر الحضاري من رموز

الثلاثاء, 04-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -
  
أن واقع الحال العربي والإسلامي يحتاج لمراجعة نقدية وشجاعة، مراجعة تتجاوز دعوات البعض من النخب العربية والإسلامية المتأثرين بثقافة وأفكار (المستشرقين) أو من المتأثرين بثقافة الآخر الحضاري من رموز (العلمانية) والليبرالية، وكل هؤلاء بوعي أو بدون وعي قد انطلقوا في مواقفهم الناقدة لحال العرب والمسلمين رغبة منهم في محاكاة تطور الآخر الحضاري والتسليم بإمكانيته وقدراته ومن ثم الرغبة في تقليده على أمل التماهي معه في امتلاك عوامل التطور التي لا يمكن امتلاكها إلا بفصل الدين عن الدولة، ونقد الخطاب الديني وتجديد هذا الخطاب، وفق مفاهيم مناهضة لكل قيم الإسلام الذي لا يتعارض مع كل عوامل التطور والتقدم الحضاري للبشرية، بل كان الإسلام اول من دعى وطالب معتنقيه بامتلاك كل عوامل التطور الحضاري والإنساني، وجاء بقيم ومفاهيم وتشريعات ونواميس راقية لم تتمكن البشرية رغم كل مظاهر تطورها ورغم كل طروحاتها الفكرية والفلسفية من امتلاك رؤى كتلك التي جاء بها الإسلام قبل (الف وأربعمائة وأربعين عاما)منذ بعث الله رسوله النبي العربي محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، والذي ارسل رحمة للعالمين، ومن يصفه الله بهذا الوصف لا يمكن أن يأتي بتشريعات ونواميس (قاصرة) أو مرتبطة بفترة زمنية محدودة.
أن مشكلة العقل العربي والإسلامي أن هذا العقل لم يستوعب_ بعد كل هذه القرون الفاصلة بين اللحظة  الراهنة وبين لحظة بزوغ فجر الإسلام _ جوهر وقيم ومثل الدين الذي يزعم الانتماء إليه سوا تعلق الأمر بعلاقة الفرد والمجتمع مع هذا الدين أو علاقة الحاكمية والنخب الفقهية والفكرية والثقافية بهذا الدين التي بدورها تشربت قيم ومفاهيم الدين الإسلامي الحنيف إنطلاقا من انتمائها الفكري وارتباطها المجتمعي وتراثها الثقافي الذي شكل قناعتها وفهمها للدين..!!
وان كانت النصوص القرآنية صريحة وواضحة ولا لبس فيها في كل ما يتصل بشئون حياة المسلمين، فإن ثمة من حاول ويحاول المضي في طريق توظيف النص القرآني بما يتسق مع نوازعه وهناء كانت ولا تزل تكمن مشكلة المسلمين الذين لا يجمعهم دينهم ولا يوحدهم، بقدر ما تجمعهم وتوحدهم انتماءاتهم المذهبية والطائفية ومورثاتهم الثقافية والفكرية التي انتزعوا منها لغة القرآن وهي اللغة التي تشكل إحدى أهم المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي وهي لغة القرآن الكريم ولا يمكن لمسلم أن يكون مسلما ما لم تكن لغة القرآن هي لغته ولغة دولته ومجتمعه..
ان القرآن هو نور انزله الله على رسوله والله  هو نور ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور، وقد انزله الله قرأنا عربيا غير ذي عوج، وانزله  حكما عربيا، وجعل من أمة العرب، أمة وسطي   لتكون شاهدة على الناس_  اي المسلمين _  ويكون الرسول العربي عليها شهيدا، وهو سبحانه من جعل هذا الأمة خير أمة أخرجت للناس، أن التزمت بما جاءا به رسوله الكريم الذي به كرم الله هذه الأمة، ولكن للأسف لم تستوعب هذه الأمة  مكرمة الله لها فهانت نفسها حين تركت دينها وراحت تخوض معاركها الدنيوية التي اوصلتها إلى الحالة التي تعيشها اليوم..!!
بيد إنه وبمعزل عن كل المبررات والذرائع التي يستند عليها رموز ومرجعيات المدارس والمذاهب والطوائف  الإسلامية، فإن كل هذا التراث الذي يستند عليها ويقدمها كل هؤلاء، تبقى بعيدة عن كل القيم والمفاهيم الروحية والمادية والتشريعية التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف الذي لم يترك ثغرة من مسارنا الحياتي والوجودي إلا وتناولها بل وتناول حياتنا بعد الموت وحتى البعث، وجاء لنا بكل القوانين والتشريعات والنواميس التي تنظم حياتنا حتى علاقتنا بالطبيعة والبيئة وعلاقتنا بالحيوانات والتنوع البيولوجي وبكل الظواهر الطبيعية، ولم يترك ديننا حتى أدق التفاصيل في حياتنا إلا وعلمنا كيف نتعامل معها، ومع ذلك، نجد تعاملنا مع ديننا وقيمه وقوانينه ونواميسه، يتم بصورة وطرق سطحية عابرة، ونجد أنفسنا نؤغل بالاهتمام بالطقوس الشكلية ونرى فيها أنها تعاليم الإسلام وهي ليست كذلك، بل تعد أبعد ما تكون عن الإسلام، ومثال على ذلك إصرار البعض على أن تكون أول مادة دستورية في دساتير المجتمعات والدول الإسلامية تنص على أن (الإسلام هو مصدر التشريع وهو دين الدولة والمجتمع)..! لكن في الواقع لا نجد أثرا لا للشريعة الإسلامية ولا لقيم وأخلاقيات الإسلام..؟!
وان كان رسولنا الكريم وفي آخر وصاياه في خطبة الوداع قد حرم على المسلمين دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فإن هذه الوصية وكل تعاليم الله ورسوله قد تجاهلها المسلمين ما أن فارق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى آله هذه الحياة منتقلا ألي جوار ربه، لتدخل أمته على إثر وفاته دائرة( الهرج والمرج) مشفوعة بتبني ثقافة (التهريج) وخلال أربعة عشرا قرنا ونيف والمسلمين يخوضون في هذه الدائرة صراعهم الدامي بعد أن تفرقوا إلى (شيعا وأحزابا) وفرق وطوائف ومذاهب ومدارس ولا زال المسلمين يتفننون في إنشاء وابتكار مدارس تحمل هويات إسلامية وهي في الحقيقة بعيدة عن كل قيم وأخلاقيات الإسلام وتعاليم الله ورسوله، ومن (الخوارج) وحتى (القاعدة، وداعش) وما بينهما من فرق وطوائف انهكت الجسد الإسلامي وشوهت الدين وقيمه وأخلاقياته ودفعت العالم إلى الإيغال في استهداف الإسلام والمسلمين حتى تشكلت ثقافة كونية عن (فوبيا الإسلام أو الإسلام فوبيا) كما تم وصم الإسلام والمسلمين ب (الإرهاب) وهذا ظلم فادح تسبب به بعض المحسوبين زورا على الإسلام والمسلمين وهم لا علاقة لهم مطلقا بالإسلام ولا ينتمون إليه ولا يحملون قيمه وأخلاقياته وان انتسبوا لمكوناته الاجتماعية..؟!
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)