الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 

لعب التدخل الروسي في سورية دورا في أنتصارها على المؤامرة والجماعات الإرهابية التي خططت لها الأجهزة الاستخبارية الغربية وجمعت أفرادها من 89 دولة فيهم الارهابين المحترفين وفيهم مرتزقة يقاتلون بالأجر اليومي، وفيهم

السبت, 15-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -


لعب التدخل الروسي في سورية دورا في أنتصارها على المؤامرة والجماعات الإرهابية التي خططت لها الأجهزة الاستخبارية الغربية وجمعت أفرادها من 89 دولة فيهم الارهابين المحترفين وفيهم مرتزقة يقاتلون بالأجر اليومي، وفيهم ضباط متقاعدون وعاملون في العديد من الأجهزة الاستخبارية العربية والأوروبية والأمريكية..
صمود سورية  لم يكون عملا عابرا، بل كان حصيلة معرفة مسبقة بكل تفاصيل المخطط التأمري وأهدافه وأدواته، وفي حقيقة الأمر كانت سورية وعلى مدى كل سنوات المؤامرة تدافع عن الأمة العربية ووجودها وعن مستقبل النظام الدولي وعن العدالة الدولية التي كانت ستداس بالأقدام أن سقطت سورية، كذلك الأمة العربية كانت ستدفع ثمنا باهضا أن انتصر المخطط التأمري على سورية.
قد لا يستوعب البعض مثل هذا الطرح وخاصة اولئك الذين متمسكين بقناعاتهم أن ما حدث على خارطة الأمة عام 2011 م كان (ربيعا عربيا) أو ثورات عربية شبابية ضد الأنظمة الفاسدة بمعزل عن نوايا البعض من الذين اندفعوا في تبني تلك الأحداث والمشاركة فيها والتحمس لها ومنهم من لايزل يدافع عنها، فهؤلاء تحركهم برأتهم غير مدركين لمخططات القوى الاستعمارية وأجهزتها القذرة التي تدفع بالناس لمعتركات في ظاهرها تلامس همومهم لكن في باطنها شيئا آخر ولها اهداف أخرى غير تلك المعلنة، ليجد بالاخير هؤلاء المتحمسين أنفسهم مجرد وقودا وضحايا تم استغلالهم في إحداث تستهدف وجودهم لكل مقوماته..!!
لقد سعت أمريكا وباسم مكافحة أو محاربة الإرهاب في العالم إلى استباحة سيادة دول وأنظمة، وخلقت (فوبيا الإرهاب) وراحت تستغلها وتوظفها لاستهداف دول ذات سيادة واستهداف أنظمة مستقرة وناجحة ولكنها ترفض الخضوع لمنطقها الاستعماري..!
ومن خلال ماكينة إعلامية جبارة وموجهة مورست سياسة كي الوعي في ذاكرة العرب والمسلمين والرأي العام واوهمتنا أن (تنظيم القاعدة) هو عدو العالم والبشرية ووضعته في أجندة استهدافها كبديل (للاتحاد السوفيتي) وربما أكثر وتحول زعيمه (بن لادن) إلى أسطورة لم يحضي بها القائد(  النازي أدولف هتلر)..؟!
أمريكا بكل عظمتها وقوتها ونفوذها، إمبراطورية الكون و(السوبر باور) وضعت نفسها والعالم _للأسف _ندا ( لتنظيم القاعدة وزعيمه بن لادن) وهم أدواتها وهي رأعيتهم وهي من أطلقت عليهم لقب  (المقاتلين من أجل الحرية)..؟!
أمريكا التي غزت العراق بعد أن أقنعت العالم بخطورته وبامتلاكه( أسلحة دمار شامل)..؟!
وتامرت على سورية لأن نظامها ديكتاتوري ومستبد و.. و..؟
ودمرت ليبيا من أجل الديمقراطية وفي سبيل كرامة الليبيين التي لم يحققها لهم القذافي..؟!
طيب ليتسائل المتسائلون عن منجزات أمريكا في أفغانستان؟ وهل قضت على الإرهاب وانقذت البشرية منه؟!
ماذا حققت أمريكا في العراق؟ هل تخلصت من أسلحة الدمار الشامل العراقية..؟!
نعم تخلصت من قيادة وقائد ونظام أيا كان سلوكه وممارساته، لكنه قرر أن يبيع النفط باليورو بدلا من الدولار ومثله اتجه معمر القذافي في ليبيا ولهذا تم التخلص منهما ومن نظاميهما..؟!
يعني أن كل الحروب والغزوات والأزمات التي شهدها العالم على مدى الثلاثين عاما المنصرمة، كانت صناعة أمريكية ولاعلاقة لها لا بالديمقراطية وحقوق الإنسان ولا بنصرة الإسلام والمسلمين والشعوب العربية وتمكينهم من حياة الحرية والاستقرار والرفاهية..؟!
ولكن قامت كل هذه الحروب والغزوات والأزمات والفوضى والقتل والصراعات الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية، من أجل أن تتمكن أمريكا وشركاتها من السيطرة المطلقة والكاملة على منابع الطاقة وطرق امداداتها والتحكم باسواقها والتصدي لقدرات خصومها وأعدائها وخاصة روسيا الاتحادية وحلفائها، والصين وحزامها والطريق..!!
لكن يقال ان السياسة في تقلباتها أسواء من تقلبات المناخ القطبي، ومن تابع أعمال (قمة سيكا) المنعقد في العاصمة الكازاخستانية (استاذنا) يوم أمس الأول وما نتج عنه من تصريحات صدوة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي التصريحات التي (شخصيا أذهلتني ) رغم ابتهاجي بها، لكن الذهول ترتب على خلفية حالة انقلابية حدثت في حروب ومعارك الطاقة، إذ كان وكما اسلفنا هدف أمريكا وحلفائها هو إسقاط نظامي سورية والعراق بهدف تمديد خطوط نقل الطاقة من دول الخليج إلى تركيا ومنها إلى أوروبا لتحرير أوروبا من الغاز الروسي والهيمنة الروسية ولحرمان روسبا الاتحادية من عوائد بيع الطاقة حتى لا تتصاعد قدراتها وتصاعد حضورها الجيوسياسي..؟!
وقد أخفقت أمريكا وحلفائها في تحقيق هذا المخطط، إذ لم يمكنها احتلالها لأفغانستان من السيطرة على منابع الطاقة في بحر قزوين ومنطقة القوقاز ووسط اسيا، وايضا لم تتمكن من تأمين خطوط إمداد الطاقة من الخليج الي تركيا ومنها لأوروبا..؟!
تصريح الرئيس بوتين في قمة (سيكا) جاء بعد تفاهمه مع الرئيس رجب طيب أردوغان والمتضمن بناء محطة تخزين وقود عملاقة في تركيا تغذي من روسيا عبر خطوط أنابيب السيل التركي الممتدة من منابع حقول الطاقة الروسية إلى تركيا ومنها آلي أوروبا وبقية دول العالم..؟!
وهذا هو المشروع الذي كانت امريكا تتطلع لتحقيقه ومن أجله غزت العراق وتامرت على سورية واسقطت النظام في ليبيا وتفننت في إحداث أزمات في دول القرن الأفريقي، واليمن من أجل هذه الغاية، التي أخفقت في تحقيقها فجاء تحقيقها على يد روسيا الاتحادية وقد قابل الأتراك هذا الأمر بترحيب وحماس وتفاعل، ويعد بالنسبة للرئيس التركي إنجازا استراتيجيا يجعلني اقول ان أردوجان ومن خلال هذا المشروع الاستراتيجي قد ضمن ولاية رئاسية قادمة وبدون منازع..
فهذا المشروع سينقل تركيا إلى موقف متقدم وفاعل ومؤثر في سوق الطاقة العالمي بل وستكون لاعبة أساسية في تحديد الأسعار ناهيكم عن تمتعها بمكانة في سياق الحضور الجيوسياسي على مستوى العالم..
هذه الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الروسي هي بمثابة (رصاصة الرحمة) لمخططات واشنطن النفطية، فهي قد غادرت أفغانستان بعد عقدين دون أن تتمكن من تحقيق هدفها في بحر قزوين ولا في وسط آسيا، وفشلت في إسقاط سورية وغادرت العراق مقهورة ولم يبقى معها غير التمترس بشرق الفرات السوري خلف الجماعات الانفصالية التي توظفها ليس ضد (دمشق) بل ضد ( اسطنبول) حليفها اللدود وإحدى أكبر قوة عسكرية عضوا في الناتو..؟!
باختصار ما تم التوافق عليه في قمة (استانا) يزيد من أزمة واشنطن الجيوسياسية ويرسخ فكرة عالم متعدد الأقطاب الذي تقاومه واشنطن وتحاول إسقاطه في أوكرانيا ولكن يبدو أن الأوان قد فات على خلفية سلسلة أخطاء كارثية وقعت فيها واشنطن ربما اخطرها مغامراتها في المنطقة العربية
بيد أن قمة (سيكا) التي شهدتها مدينة (استانا) في وسط آسيا حملت رسائل استراتيجية عكست تطلعات غالبية الدول المشاركة في القمة لنظام عالمي عادل ومتوازن ومتعدد الأقطاب، وايظا عكست القمة رغبة الدول المنتجه للطاقة في عدم توظيف هذه السلعة لأهداف سياسية وهذا مبدأ فرضته أمريكا على دول الخليج ورسخته في أذهانهم ومواقفهم وتعاملاتهم حتى أصبحت الفكرة قانونا غير قابل للاختراق ومن هناء جاءقرار (أوبك بلاس) قبل قمة استانا بخفض الإنتاج اليومي والذي آثار غضب أمريكا من حلفائها التقليديين واتهمت واشنطن دول الخليج بالانحياز لموسكو ضدها..؟!
لكن تبقى الصفعة أن المشروع الذي حلمت وخططت واشنطن وحلفائها أقامته في تركيا سوف يتحقق على يد روسيا التي كانت المستهدفة من هذا المشروع وهناء يكون الانتصار الاستراتيجي الروسي.. وتكون هزيمة واشنطن الحقيقية في هذا القطاع الحيوي وفي معارك خاضتها ازهقت أرواح ودمرت بلدان وزعزعة استقرار شعوب وأنظمة، وفي النهاية وقفت أمام خيبة غير مسبوقة ستدفع ثمنها على المدى القريب.
للموضوع صلة
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)