ريمان برس - خاص -
كانت ولاتزال مجموعة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم وشركائه أحدى أهم المجموعات الاقتصادية الوطنية التي نمت وأتسعت وتطورت وطورت أنشطتها الاقتصادية لتشمل العديد من المجالات الاقتصادية والصناعية، راسمة في خط سيرها التطوري حاجة الوطن ومتطلبات المواطن لتغدو إحدى أبرز المجموعات الاقتصادية الوطنية وشريكة محورية في التنمية الوطنية والمساهم الأبرز في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، في رحلة نضالية مجبولة بالكثير من التحديات والأكثر من مقومات وإرادة النجاح، وعلى مدى ثمانية عقود استطاعت هذه المجموعة أن تشكل بوجودها ونشاطها نموذجا لنجاح يحتذى به، بفضل سعيها وسعى قيادتها للأخذ بكل جديد ومجاراة عوامل التطور معتمدة على منهجية علمية وإدارة مؤهلة وشفافية في التعامل مع قوانين التحولات الاقتصادية، مكرسة في ذات الوقت العمل المؤسسي القائم على دراسات احتياجات السوق الوطني والأسواق المجاورة، خاضعة كل أنشطتها الصناعية والتجارية لمتطلبات السوق.
هذا النجاح الذي تحققه المجموعة جاء على مراحل وتطور بتطور الحاجة الوطنية، كما ارتبطت منتجات المجموعة الصناعية برغبة المستهلك الوطني وتطورت بتطور حياة المستهلك الاقتصادية والاجتماعية، على قاعدة أن الاستهلاك ثقافة، في المقابل ومع تطور النشاط كان هناك أيضا التطور الإداري، فالمجموعة في زمان وعهد المرحوم هائل سعيد أنعم وشركائه المؤسسين تختلف في إدارتها وأنشطتها عنها في عهد الجيل التالي من القادة الذين في عهدهم اتسعت أنشطة المجموعة وتوسعت اهتماماتها الاقتصادية، ومع التطور الزمني وتطور أنماط الاستهلاك وثقافة المستهلك، من الطبيعي أن يشمل هذا التطور وأدواته المجال الإداري، وحين تصبح المجموعة رافعة اقتصادية وطنية وذات حضور إقليمي ودولي فإن من الطبيعي أن يرافق هذا التوسع تطور في القيادة والإدارة، وهذا ما وصلت إليه المجموعة اليوم حيث أصبحت ذات حضور إقليمي ودولي وبالتالي والحال كذلك لابد من إيجاد كوادر قيادية ذات أفق استراتيجي وقدرة على التعامل والتعاطي مع الانفتاح والشراكة مع المنظومات الاقتصادية الإقليمية والدولية فالمجموعة هناء تصبح بحاجة لرفد قيادتها الإدارية بخبرات وكوادر غير محلية وهذا ليس انتقاصا من كوادر الداخل الذين تحتفظ المجموعة لهم بكل مواقفهم في تطورها وإخلاصهم في الإسهام الفعال بهذا التطور والنجاح، لكن رفد المجموعة بكوادر وخبرات خارجية هو فعل طبيعي تتطلبه مرحلة التوسع والمكانة التي بلغتها المجموعة دون أن يعني هذا الانتقاص للكوادر المحلية ولا التنكر لادوارها..
الاستاذ نبيل هائل سعيد أنعم الذي أوكلت إليه مهمة الأدارة والإشراف على إقليم اليمن في المجموعة وربما أيضا على أنشطة المجموعة في دول الجوار، يعرف عنه وكما يتناقله الكثيرون بأنه شخصية ديناميكية وذو آفق اقتصادي واسع، ويقال عنه إنه اول من بدا عملية الانفتاح والتوسع من خلال تأسيس (شركة ناتكو للسيارات) ثم (ناتكو للأجهزة المنزلية) و(ناتكو للإلكترونيات) واستطاع فعلا أن ينقل المجموعة إلى مجالات اقتصادية أوسع وأكثر نشاطا في تلبية رغبات المستهلك الوطني وحاجة الوطن، وقد لعبت (ناتكو) دورا محوريا في تطوير وتحديث قطاع تقنية المعلومات وإدخال أجهزة الحاسوب لمختلف المرافق السيادية الوطنية ولقطاع المصارف، كما أحدثت هذه الشركة نقلة في القطاع الاقتصادي، وكل هذا جعل المجموعة في مصاف المجموعات الاقتصادية الرائدة ليس على مستوى اليمن بل والدول المجاورة وصولا إلى العالمية حيث أصبحت المجموعة شريكة موثوقة للعديد من المنظمات الدولية وبالتالي فأن من الطبيعي أن يرافق هذا التطور تطور إداري وان تدخل دماء جديدة مؤهلة بغض النظر عن انتمائها المهم قدرتها في نقل المجموعة إلى آفاق العالمية كمجموعة رائدة تحمل اسم اليمن وتطلعاته وتضعه في مصاف الدول الحاضرة في أجندة الاقتصاديات الدولية..
مؤسف أن هذه المجموعة ورغم الدور الذي تؤديه وتلعبه في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، تظل عرضة للابتزاز والاستهداف من قبل أعداء النجاح الذين لم يتركوا أزمة إلا وإلصاقها بالمجموعة وكأن هناك من يريد النيل من المجموعة ونجاحها.. وخلال الأسابيع الماضية ارتفعت بعض منتجات المجموعة بصورة غير طبيعية دون أن يصدر من المجموعة أي إعلان وهي من عودة المستهلكين بالإعلان عن أي زيادة لمنتجاتها، لكن ما حدث كان بفعل بعض (التجار) وربما الوكلاء الذين ضاربوا في بعض منتجات المجموعة فتم تحميل المجموعة وزر ذلك مع ان المجموعة تتكبد الكثير من الخسائر وخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها الوطن التي لم تعرف الربح من الداخل الوطني منذ عقد تقريبا وتغطي عجزها في الداخل بارباحها الخارجية فيما نشاطها بالداخل لا يغطي نفقاتها على الكوادر العاملة والمساهمات الاجتماعية والنفقات التشغيلية ناهيكم عن الاتاوات التي تدفعها وكذا تكاليف الاسهامات في الأعمال الخيرية وهي المجموعة الوحيدة الحريصة على الإسهام الفعال في الأعمال الخيرية والإسهامات المجتمعية..
خلال الأسابيع الماضية قمت بجولة على المحلات التجارية والبقالات مستفسرا عن الزيادة الجنونية مثلا في أسعار (سجائر روثمان) و(انا من مستهليكيها) فتفاجأت بالجميع يعيدوا الأمر على الموزع الذي لا ينزل لهم أكثر من (عروستين أو ثلاث بالكثير) الأمر الذي رفع سعر العلبة من (600 ريال إلى 2000 ريال) فبدت الظاهرة وكأنها سياسة تطفيش للمستهلك، طيب انا مدخن واستهلاكي يوميا (ثلاث علب سجائر) يعني 6000الف ريال هذا لا يعقل ؟!
لكن اتضح أن الأمر ليس كذلك وان ثمة مؤامرة (شيطانية) تستهدف المجموعة وبهذه الطريقة وعلى غرار ما حدث (لمصنع السكر في مدينة الصليف بمحافظة الحديدة)؟!
فيما آخرون يسعون جاهدين لإعادة السبب لظواهر أخرى لم تنال إعجابهم تتصل بالتحولات الإدارية التي تعيشها المجموعة باتجاه تأهيلها لتكون جزءا من المنظومة الاقتصادية الدولية، وهؤلاء للأسف افقهم ضيق ويرغبون في إبقاء هذا الصرح الاقتصادي الوطني يدار بعقليات عقد الثمانينيات من القرن الماضي..! |