الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في التداعيات التراجيدية للمشهد اليمني، يمكنني القول إن في هذا البلد المثخن بالصراعات الدموية تاريخيا من أجل السلطة والنفوذ، ويخوض فيما بين مكوناته السياسية اليوم  صراعا دمويا منذ عام 2011م وهو صراع لن يكون فيه منتصر ومهزوم

الإثنين, 28-أغسطس-2023
ريمان برس - خاص -

في التداعيات التراجيدية للمشهد اليمني، يمكنني القول إن في هذا البلد المثخن بالصراعات الدموية تاريخيا من أجل السلطة والنفوذ، ويخوض فيما بين مكوناته السياسية اليوم  صراعا دمويا منذ عام 2011م وهو صراع لن يكون فيه منتصر ومهزوم من المتصارعين ، ولن يكون فيه طرف رابح واخر خاسر منهم، بل الوطن والشعب اليمني هما الخاسران  الوحيدان في هذا الصراع الذي يضاف إلى سلسلة الخسائر التي تعرض لها الوطن والشعب عبر تاريخهما على يد النخب المتسلطة  وان كان هناك توصيف للنصر والهزيمة فإن المهزوم الحقيقي هو الشعب اليمني الذي يدفع ثمن انتهازية نخب ورموز فاسدة ومتخلفة عديمة الشعور بالهوية والمسؤولية الوطنية ، نخب ورموز  ربما يكونوا قد حققوا مكاسب مادية واخرى معنوية عابرة غير أنهم  سيكللون ب  (العار) الذي سيتوجهم به التاريخ بغض النظر عن المبررات والأسباب التي يسوقها كل طرف  من أطراف الصراع ليحافظ  من خلالها  على ثقة  وتبعية انصاره في بلد مجتمعه يدين بالولاء والطاعة العميا للرموز الوجاهية وبعيونهم يرى الدين والوطن والوطنية..!
أن من الصعوبة بمكان الحديث عن مستقبل بلد تتنازعه الولاءات المذهبية والطائفية والمناطقية والقبلية كاليمن، وشعب يرى الوطن بعيون رموزه ونخبه وشيوخه ومرجعياته، وعلاقته بالوطن مرهون بعلاقة رموزه بالوطن وفهمهم للوطنية..!
وربما تكون الأزمة التي يعيشها اليمن حاليا بأرضه وانسانه هي الأكثر قبحا وبشاعة على خلفية الثقافة التي يتداولها  المتصارعين وأتباعهم ضد بعضهم في خطابهم الإعلامي، وفي وصف أطراف الصراع لبعضهم، بما يوحي زيفا توهم كل طرف قدرته على حسم الصراع لصالحه..؟!
مع ان كل أطراف الصراع اليمني الحالي عاجزين بالمطلق عن حسم صراعهم أو تحقيق ولوا بعض من أهدافهم من خلال هذا الصراع الذي لم تعد قضية نهايته وكتابة صفحته الأخيرة بأيديهم ولا حتى بأيدي رعاتهم الإقليمين، بل أصبح مستقبل اليمن ومستقبل رموزه المتصارعة أسري لحسابات محورية دولية، ومرهونين لمواجهات ساخنة ومصيرية تمتد من بحر الصين ومحيطات العالم، إلى أوكرانيا وصولا للقارة السمراء بما يعتمل فيها من أحداث، واليمن غدت بفعل غباء نخبها ورموزها وانتهازيتهم في سياق هذا المعترك الجيوسياسي الساخن والحافل بالمخاطر، وتزداد تعقيدات المشهد اليمني مع تفاهمات إقليمية تسير برعاية دولية نحو مساومات جيوسياسية تلبي مصالح ورغبات الفاعلين المؤثرين في الإقليم على حساب بؤر التوتر الممتدة من ليبيا إلى  سورية ولبنان والعراق مرورا بفلسطين والسودان والصومال وصولا إلى اليمن.
والمؤسف إن الغباء السياسي للنخب اليمنية، دفع هذه النخب للإيغال في التمترس ضد بعضها  خلف متارس من (القش) غير مستوعبة المتغيرات الدرامية التي تشهدها المنطقة والعالم، والتي تجري بطرق سرية وعلنية، متغيرات دفعت أنظمة مرتهنة وتابعة إلى التحرر والانعتاق من دوائر الارتهان والتبعية، فيما أطراف المشهد اليمني لايزالون يعزفون ضد بعضهم ذات النغمات الشاذة التي صدحوا بها عند بداية الأزمة، متجاهلين المتغيرات التي تحدث والتي حتما ستلقي بظلالها عليهم أن لم يتراجعوا ويفتحوا فيما بينهم قنوات التواصل من أجل اليمن ومصالحه ومصالح شعبه ، وهي خطوة أن قامت بها الفعاليات اليمنية فيما بينها طواعية تعد أكثر من إيجابية بدلا من أن تفرض عليهم قسرا وعنوة من الخارج..؟
وكلمة اقولها للتاريخ أن أي طرف يمني من أطراف الصراع سيكون واهما لو تصور أن بإمكانه تحقيق أهدافه أو فرض خياراته وارادته على الآخر الوطني، إذ يستحيل على ترويكا (سلطة الامر الواقع) في صنعاء فرض شروطها والتفرد بالحكم والسيطرة دون توافق وطني شامل ، كما يستحيل على (الشرعية) الانتصار لخياراتها وتجاوز الآخرين وان كانوا خصومها ، فيما (الانتقالي) يكون واهما لو  تصور أن  بإمكانية  الانتصار لاهدافه، وفرض اجندته الانفصالية، والأمر ينطبق على بقية المكونات الرديفة المتعلقة بهذا الطرف أو ذاك..!
أن الأطراف اليمنية ستكون شجاعة ووطنية أن فتحت نوافذ وأبواب الحوار فيما بينها طواعية ودون رعاة ليجنبوا أنفسهم والوطن والشعب خيارات مريرة أن ظلوا متمترسين في مواقفهم الكيدية النزقة التي لا تعبر عن نضوج سياسي ولا عن شعور ومسؤولية وطنية.
يتبع
28 اغسطس 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)