ريمان برس - خاص -
أشقائنا وأبناء جلدتنا وشركائنا في الوطن والتاريخ والجغرافية والهوية والمصير المشترك، بداية أن دافعي لمخاطبتكم في هذه التناولة نابع من دوافع وطنية لا يشوبها أي شك في أنتمائكم الوطني ومثلكم خصومكم الذين تناصبوهم العداء بعد خلافكم علي السلطة والنفوذ، وقناعتي الشخصية كمواطن أنتمي لهذا الوطن الذي أوشكت فيه أن أودع الدنياء دون أدني شعور ربما يكون قد أصابني يوما فيه ما يدل علي مواطنتي وأنتمائي له، وبصريح العبارة فأني منذ وعييت في هذه الدنياء وأنا أحمل هم وطن لم يكترث بي يوما ولم أعرف أنه أشعرني يوما بأنتمائي له أو قدم لي أو لاولادي ما يدل علي مواطنتي فيه.. بل عرفت فيه المطاردات والمتابعة والزنازين والسجون وجلادين الأمن الوطني سابقا ثم الأمن السياسي لاحقا، وعرفت سلوكيات طائفية وعنصرية ومناطقية وقبلية مورست بحقي وبحق ملايين من أبناء الشعب الذين حلموا بمجد هذا الوطن وتقدمه وأستقراره ووحدته الوطنية وبمواطنة متساوية في كنف دولة النظام والقانون، دولة تكفل لمواطنيها حقوقهم وواجباتهم، وطن ذهب ضحيته ومن أجل تقدمه وحريته واستقلاله ألاف الابطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجله، فيما الوطن لم يمنحهم سوى الجحود والانتقاص والتهميش والتشرد والسجون ومقاصل الجلادين الذين لم يروا في هذا الوطن سوى إقطاعية خاصة بهم معتبرين بقية شركائهم من أبناءاليمن مجرد (رعية) كان هذا سائدا قبل الثورة ثم عاد ليسود ولكن بطرق أكثر تحضرا في مراحل بعد الثورة وخاصة بعد العام 1967م، إلا أن أشرقت ومضة وطنية عام 1974م، ومضة شعرنا فيها بانتمائنا الوطني وأن الوطن للجميع، غير أن هذه الومضة سرعان ما أنطفأت عام 1977م لنعود والوطن إلي كنف الهيمنة والتحكم والتملك الذي مارسته القلة علي غالبية الشعبية، وأعرف أن الظلم طالكم والقهر والتهميش ولكن ما طالكم لم يكن من أخوانكم في الوطن والهوية بل من رموزكم القبلية الذين أذاقونا وكل الشعب ما ذقتموه منهم وتشهد أحداث المناطق الوسطي وأحداث الحجرية والسجون والمشانق التي علقت لكل دعاة الحرية والكرامة، وما نلتموه أنتم في محافظة صعده قد لا يساوي سوى القليل مقارنة بما ناله وتعرض له أخوانكم في بقية مناطق اليمن، ومع ذلك تمسكنا بوحدة الهوية والجغرافية والشراكة الوطنية، وأضطرينا إلي مهادنة نظام التسلط القبلي ليس حبا فيه بل حبا بهذه البلاد وخوفا عليها من التشرذم والتمزق، علي أمل أن يعقل من بيدهم مقاليد الأمور ويقبلوا بدولة النظام والقانون والمواطنة المتساويةوأن تصبح هذه البلاد يوما وطنا يحتضن كل أبنائه علي قاعدة العدل والمساوة وواحدية المواطنة، مؤمنين بأن النضال الوطني قضية عادلة لا ننضر إليها من زاوية الثار والانتقام ولا رغبة بالاستحواذ علي السلطة لفرض خيارات بذاتها علي الوطن والشعب والانتقام والثار لرفاقنا الذين تساقطوا علي درب النضال الوطني،
فالنضال الوطني لا يقاس ولا يقراء من هذه الزاوية، إضف لكل هذا أن المشروع الوطني لم يكون يوما ذا هوية قبلية أو مذهبية ويعلم الله أن الرهان الوطني كان كبيرا علي ( أنصار الله) وكان الامل معقودا عليهم بتخليص الوطن من سطوة القبيلة ورموزها والعمل علي تأسيس دولة نظام وقانون ومواطنة، ولكن للاسف حدث ما خيب أملنا وأمل الكثيرون الذين أبتسموا برحيل النظام السابق المحكوم والمؤطر قبليا متفائلين بشباب بسطاء ذاقوا قدرا من الظلم، وكان الرهان أنهم سيقدموا نموذج عادل لمرحلة وطنية أكثر أستقرار وتطور وسيادة وتقدم أجتماعي، خاصة بعد أن رفع هولاء الشباب البسطاء مصطلح (المسيرة القرآنية) بما يحمل هذا المفهوم من قيم ومعاني تبث في النفوس كل ممكنات ومقومات السكينة والاستقرار الاجتماعيين.
لكن ما حدث ويحدث لم يكن بالحسبان إذ أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.. وما يحدث لم يكن في المخيلة الوطنية.
يتبع
1 أكتوبر 2023م |