الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كانت عملية أغتيال الرئيس السادات بمثابة رسالة واضحة من حيث المكان والتوقيت وأيضا من حيث الأسباب والدوافع، ويكفي أن عملية الأغتيال جاءت والرجل يحتفي بنصر أكتوبر الذي يتباهي بصناعته وبين( أولاده) 

الأحد, 22-أكتوبر-2023
ريمان برس - خاص -
           
كانت عملية أغتيال الرئيس السادات بمثابة رسالة واضحة من حيث المكان والتوقيت وأيضا من حيث الأسباب والدوافع، ويكفي أن عملية الأغتيال جاءت والرجل يحتفي بنصر أكتوبر الذي يتباهي بصناعته وبين( أولاده)  كما كان يصف أبناء الجيش، ولم تكن  أمريكا وأجهزتها بعيدة عن عملية الأغتيال بل كانت حاضرة في كل تفاصيل العملية وأن حملت التهمة ( الجماعات الإسلامية)  علي غرار ما حدث لاحقا في أحداث 11 سبتمبر عام 2001م في أمريكا..!!
كانت عملية أغتيال السادات عملية حتمية بالنسبة لأمريكا والكيان الصهيوني علي خلفية مواقف الرجل ونزوعه النرجسي من ناحية ومن الأخري صعوبة مضي المخطط الصهيوأمريكي في المنطقه، خاصة وكانت أتفاقية ( كمب ديفيد)  قد أبرمت وأقرت وتعمدت وأصبحت سارية المفعول، وكان الخوف من إقدام السادات علي نسف هذا الأنجاز، لذا تم التخلص منه وتصعيد نائبه (  مبارك)  الذي قدم لاحقا خدمات للصهاينة والأمريكان لم يقدمها أحدا قبله ولن يقدمها أحدا بعده، نعم ( مبارك)  قدم للصهاينة وبرعاية أمريكا ما كان يعد بنظر الصهاينة وأمريكا من الأفعال المستحيل تحقيقها، وأبرزها أجتياح الصهاينة للعاصمة اللبنانية بيروت عام 1982م بهدف تصفية الثورة الفلسطينية، ثم جاءت مواقف مصر خلال حرب الخليج بعيدة عن مواقف وإردة الشعب العربي في مصر لتبدأ مسيرة تصدع الجبهة الداخلية المصرية بما رافقها من أزمات أجتماعية وسياسية وأقتصادية وصولا إلي فقدان مصر دورها ومكانتها ورسالتها ومواقفها علي الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو الضعف الذي أزعج أمريكا والصهاينة  الذين استنزفوا النظام،  وأصبحوا بحاجة إلي  أستبداله بأخر، خشية من أن يؤدي الحال بالنظام للسقوط من خلال إنقلاب عسكري أو ثورة شعبية تأتي بقيادات وطنية قد يكون أول مهامها إلغاء أتفاقية كمب ديفيد..؟!
لذا عملت أمريكا علي التخلي عن نظام مبارك والتعاون مع ( جماعة الاخوان) لإسقاطه عبر ومن خلال حلفاء أخرين لأمريكا في المنطقه، وكانت رغبة واشنطن والصهاينة تتجسد في إيجاد توتر إجتماعي داخلي في مصر يبعد هذه الدولة عن أية قضايا إقليمية أو دولية، كما كان الرهان علي إحتمالية تعاون الاخوان بتصفية قضية فلسطين من خلال مخطط التهجير واستيطان سيناء وهو مشروع  صهيوني قديم، غير أن ثمة عوامل ذاتية وموضوعية أفشلت هذا المخطط كما فشل الاخوان بحكم مصر..؟!
أدي الاجتياح الصهيوني لبيروت عن فقدان مصر لقوتها الناعمة ولتأثيرها الجيوسياسي وحتي الثقافي لدرجة أن دولة صغيرة كقطر أستطاعت أن تجرد مصر من دورها ومكانتها ونصبت نفسها ندا لها بل وأكبر منها قدرة وتأثير.. وبالمناسبة يعلمنا التاريخ أن قوة مصر لم تأتي من موقعها الجغرافي ولا من تعداد سكانها، ولا من قدراتها الاقتصادية والعسكرية، بل تكمن قوة مصر في قوة وشخصية وكارزمية من يحكمها أي الرجل الأول فيها، فإذا كان الرجل الأول في مصر ذو شخصية قيادية وكارزمية بإمكانه جعل مصر محور القضايا الإقليمية والدولية، وأن غير ذلك تبقي مصر في دائرة الانكفاء وغارقة في همها الذاتي..!!
لكن ومع كل هذا تبقي مصر شعبيا حاضنة العروبة ومعمل الوعي القومي وأرض العروبة العصية شعبيا علي التطويع والتبعية والانسياق الارتهاني خلف حكامها وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأعرف شباب ومقاومين كثر من مصر مسلمين ومسيحيين كانوا ضمن المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان وفيهم من ألتحق في وقت مبكر بالمقاومة، وظل هولاء المقاومين جزءا من المقاومة العربية الفلسطينية حتي العام 1991م حين تم إبرام أتفاق الطائف وإخراج قوة الثورة الفلسطينية بموجبه هذا الاتفاق من لبنان باستثناء أولئك الذين ينتمون للمخيمات الفلسطينية في لبنان، الذين تم إلزامهم بترك مواقعهم علي الحدود مع فلسطين والبقاء داخل المخيمات..!!
إذا مصر وطيلة فترة حكم مبارك الممتدة من عام 1981م وحتي عام 2011م كانت رسميا خارج المعادلة والفعل ولكنها شعبيا كانت كما هي مصر حاضنة لقضايا الأمة متفاعلة معها وفي المقدمة القضية المركزية للأمة قضية فلسطين.
19 أكتوبر 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)