ريمان برس - خاص -
الف وأربعمائة وخمسين عاما وبضعة أعوام مرة من هجرة سيدنا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من مدينته مكة إلى المدينة بسبب ( طغيان قريش) وهروبا من استبدادها وغطرستها..قرون وعقود وسنوات متوالية مرة على أول وأهم وأعظم هجرة في التاريخ، كانت فاتحة لتأسيس اول دولة عربية إسلامية في التاريخ..
نعيش اليوم أمام ذكرى تلك الهجرة القسرية التي لم تفرضها (قريش) بطغيانها قطعا ولكنها إرادة الله الذي فرضها على رسوله كما اصطفاه نبيا ورسولا واتخذه خاتما للأنبياء والمرسلين، وجعل الهجرة له عنوان لمرحلة تاريخية وحضارية للأمة في عصر التوحيد، نعم كانت (قريش) سببا عابرا في الهجرة لكنها لم تكن محور الحدث بل أداة لمرحلة ما كانت تخطر بذهن العرب حينها بما فيهم (قريش)..
لكن بالمقابل شكلت تلك الهجرة عنوانا لمسلسل من الهجرات والتهجير عاشها الإنسان العربي والمسلم خلال الحقب التاريخيه المتلاحقة، هجرات لم يطمسها القاموس العربي الإسلامي بل راح يجترها حتى وقتنا الراهن المليء بمشاهد التهجير والنزوح والموزعة بين هجرات الجماعات والأفراد، وهجرات العقول والقيم والأخلاقيات وصولا لهجرة (الدين) الذي جاء به سيد المرسلين لينظم حياة العباد على الأرض..!
ذكرى الهجرة النبوية نواصل الاحتفاء بها وتأدية طقوسها السنوية في ظل قوافل تهجير ونزوح تتواصل في جغرافية أمة محمد ولكل هجرة دوافعها واسبابها لكن الحصيلة أن كل تلك الهجرات تتمحور في رغبة المهاجرين في الوصول للملاذات الآمنة..؟! |