ريمان برس -
عاما مرا من طوفان العزة والكرامة.. عاما مضى من صمود اسطوري غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي _الصهيوني، عاما مضى من أعوام المجد والشموخ صاغت سيرته سواعد أبطال فلسطين ولبنان والعراق واليمن.. عاما هو الأسوي في تاريخ العدو، عاما سقطت فيه كل أساطير العدو وتعرت فيه اقنعة الزيف التي ظل يرتديها لعقود.. عاما من البطولات والتضحيات سطرت خلاله معجزات وملاحم بطولية نسج أحداثها شباب آمنوا بربهم وبحقهم في الوطن والحرية والاستقلال والكرامة.. نعم كانت هناك تضحيات وتضحيات كبيرة وجسيمة ومؤلمة، تضحيات لا يقدمها إلا رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال استثنائيون، وابطال لا يشبهون إلا أنفسهم ولا يشبههم احد وليس لهم أندادا، أبطال هم نخبة الأمة وحماتها وإيقونة حريتها وكرامتها.. هم ( رجال الشمس) وعبق الزيتون ورائحة البرتقال، هم أبطال معركة انتصار الدم على السيف، هم أحفاد اسود (كربلاء) واحفاد أبطال (حطين، وعين جالوت).
ابطال صنعوا خلال عاما ملحمة أسطورية بقدراتهم الذاتية وبامكانياتهم المحدودة وبأرادة وعزيمة لا حدود لهما، بأجسادهم واشلاء أطفالهم ونسائهم وشيوخهم هزموا آلة الموت الصهيونية _الأمريكية _الغربية الاستعمارية _الرجعية، وبصلابتهم قهروا الجلادين وكشفوا وجوه الخونة والعملاء والمتأمرين.. عاما من المواجهة الدموية واجه فيها أبطال فلسطين قوات العالم الاستعماري وخيانة العملاء والخونة.. عاما سطروا خلاله اروع الملاحم وقدموا في سبيل هذا الصمود أنبل القادة، واشجع القادة، وأعظم القادة، وأكرم القادة، وأنقى القادة، وأوفاء القادة، وأصدق القادة، وأبرزهم سيد النضال العربي وقائد النضال العربي ورمز النضال العربي سيد الشهداء على طريق القدس السيد المجاهد حسن نصر الله _رضوان الله عليه، وقدس الله سره _هذا المجاهد الذي صدق في إيمانه وجهاده وأوفاء بعهده وأنذر لفلسطين بحياته..
عاما من الانتصارات العربية على طريق القدس ومن أجل تحرير فلسطين كل فلسطين، عاما لم يعرف العدو بكل تاريخه الاستيطاني له مثيلا ولم يعرف في كل تاريخه ابطالا بهذه القوة والصمود والبطولة، فكان أن لجاء إلى ارتكاب الجرائم الوحشية وخرج عن تقاليد الحروب وقوانينها وادبياتها وتجردا جيشه من كل القيم والأخلاقيات والاعراف والقيم العسكرية والقانونية والاخلاقية والإنسانية معبرا عن إنحطاط لا يماثله سوي إنحطاط النظام العربي الرسمي، وانحطاط المجتمع الدولي الذي تماهي إنحطاطه مع انحطاط النظام العربي وانحطاط العدو الصهيوني _الأمريكي.
الآف من الجماجم لاطفال ونساء وشيوخ ومدنيين عزل سقطوا في فلسطين، ومنازل ومدارس وجوامع وكنائيس وجامعات ومستشفيات دمرت على رؤس من فيها، نزوح وتشريد وحصار وتجويع، وكل هذه الجرائم رغم وحشيتها لم تثني أبطال طوفان الأقصى ولم تربكهم ولم تحد من صمودهم، فكان قرار العدو التوجه إلى لبنان بعد أن فشل طيلة عاما كاملا من تحقيق أيا من أهدافه المعلنة في تدمير المقاومة واستعادة الاسري، وفي لبنان أعتمد على استراتيجية _الصدمة والرعب _أملا أن يصل بهذا البلد العربي الى مرحلة _الفوضى الخلاقة _عقابا له على إسناد المقاومة في فلسطين فكانت جرائمه في لبنان التي ابتداها بتفجيرات أجهزة التواصل والاتصال، ثم استهداف قادة المقاومة الإسلامية وصولا إلى جريمة الضاحية الجنوبية في بيروت التي استهدف بها سيد المقاومة وإيقونة النضال واهما نفسه انه باستهداف سيد المقاومة سيربك المشهد وسيحقق هدفه، ولكنه كان كمن يستجير من الرمضاء بالنار..؟!
لقد تجاهل العدو ان دماء القادة في ثقافة أمتنا تتحول إلى وقود حارقة، وأن جبهات الإسناد لن تنطفي مشاعلها المتوقدة التي تنير للأحرار الطريق نحو اهدافهم المقدسة، تلك الأهداف التي ذهب لأجلها كل هؤلاء القادة العظام الذين قدموا أرواحهم فدا لقضيتهم العادلة،ومن أجل فلسطين هناك الآف بل ملايين من أبناء الأمة مستعدين للتضحية من أجل هذه القضية العادلة وفي سبيل نصرة الشعب الفلسطيني وحريته ومقدساته.
عاما كان فيه النظام العربي أشد انحطاطا من العدو وأكثر خيانة وعمالة وارتهان.
لقد خسر العدو وانهزم العدو وانكشفت أساطير العدو، كما افتضح عملاء العدو، وسقطت اقنعة الزيف عن وجوه هذا العالم الذي ظهر على حقيقته وبكل قبحه،ورغم التوحش الصهيوني وانحطاط سلوكه، ورغم هذا الصمت المريب لأنظمة _العهر العربي _ورغم جسامة التضحيات في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا، فأن المعركة وهي تدخل عامها الثاني ستكون أكثر ايلاما للعدو وزبانيته وأكثر فعالية في المنازلة التي افقدت العدو اتزانه كما افقدته قدراته في إستعادة الهيبة المفقودة وتحقيق الانتصارات الخاطفة وهذا ما دفعه الي الهروب من فلسطين الي لبنان واليمن وسوريا والتهديدات المتواصلة التي يطلقها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. نعم لأول مرة في تاريخ الكيان نجده يطلق تهديداته يسارا ويمينا وشرقا وغربا وهو الذي اعتاد أن ينفذ ويستهدف من يريد كما يريد ومتى ما يريد وهذا ما يؤكد حقيقة الهزيمة التي يعيشها العدو ..؟!
6 أكتوبر 2024م |