الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - قال الكاتب والمؤرخ العربي فاضل الربيعي إن قصيدة "نشيد الأنشاد"، هي من عيون الشعر الجاهلي الضائع، الذي كُتب بلهجة من اللهجات العربية القديمة، وتدعى "العبرية"، وهي لهجة من لهجات اليمن، وإن الشعر الذي كُتبت به القصيدة ونقلت إلينا التوراة بعضاً منه، هو شعر "جاهلي".

الإثنين, 28-يناير-2013
ريمان برس - متابعات -
قال الكاتب والمؤرخ العربي فاضل الربيعي إن قصيدة "نشيد الأنشاد"، هي من عيون الشعر الجاهلي الضائع، الذي كُتب بلهجة من اللهجات العربية القديمة، وتدعى "العبرية"، وهي لهجة من لهجات اليمن، وإن الشعر الذي كُتبت به القصيدة ونقلت إلينا التوراة بعضاً منه، هو شعر "جاهلي".

وأضاف الربيعي في محاضرة أقامتها له رابطة الكتّاب، ضمن فعاليات "ملتقى السبت الأدبي"، واستعرض فيها "مقاربات نقدية تكشف حقيقة نشيد الأنشاد"، أن ترجمة "الشعر العبري القديم" في نصوص التوراة أمر ضروري، من أجل فتح نقاش خصب ومثمر حول مسألة لطالما ظلت شائكة، وتبدّت في أحيانٍ كثيرة دون حل، وهي وجود "شعر عربي قديم، يُعرف بالشعر الجاهلي".

يشار إلى أن "نشيد الأنشاد" هو أحد الأسفار في الكتاب المقدس "التوراة"، واسمه في العبرية "شير هشيريم" أي "ترنيمة الترانيم"، بمعنى "أجمل الترانيم"، وهو سفر صغير "ثمانية أصحاحات".

وبيّن المحاضر أن علماء الآثار في اليمن، حصلوا مؤخراً على بعض النصوص الشعرية القديمة، المدّونة فوق صخور الجبال والأودية، واتضحّ أن بعضها كان نصوصا لقصائد دينية كُتبت بلهجات مختلفة، بعضها غير معروف حتى للمتخصصين بخط المسند.

وأشار الربيعي إلى أن أحد علماء الآثار في اليمن، وهو د.يوسف عبدالله، تمكن من قراءة نصّ "القصيدة الحميرية"، بمعونة مباشرة من علماء ألمان وبريطانيين، مشهود لهم بمعرفتهم الواسعة بخط المسند اليمني القديم. وقد أشار إلى أحد المقاطع التي كتبت باللهجة الحميرية: "نشترن/ خير/ كمهذ/ هقحك / بصيد/ خنون/ مأت/ نسحك /وقرنو/ شعب/ ذقسد/ قسحك/ ولب/ علهن/ ذيحر/ فقحك/وعليت/ أأدب/ صلع/ فذحك/وعين/ مشقر/ هنبحر/ وصحك".

وأوضح المحاضر أن نصّ القصيدة يبيّن بجلاء أن الشكل التقليدي للشعر "العمودي" كان مألوفاً ومستخدماً منذ وقت طويل، وأن القصيدة امتازت بتقيّدها الصارم بالقافية الشعرية، موضحاً أن النص الذي قام بترجمته عن لغته الأصلية "العبرية" تعرض في الترجمة العربية للتوراة إلى تشويه فظيع، وإلى تلاعب لا حدود له، نجم عنه استعصاء وعسر لا سبيل لمعالجتهما.

ورأى الربيعي أن القارئ للتوراة يواجه صعوبة في فهم النصوص، لأنه عندما نقوم بإعادة ترجمة هذه القصائد ووضعها ضمن بيئتها الثقافية التاريخية دون تلاعب، سوف نحصل على "شعر جاهلي" ضائع، أو منسيّ. وأولى قواعد الالتزام بالأمانة العلمية وأهمها هو التقيد برسم وتهجئة الكلمات.

واعتقد المحاضر أنه حصل تلاعب من مترجمي التوراة بالكثير من أسماء المواضع في هذه القصائد، وهذا ما أدّى إلى ضياع المعاني والصور الحقيقية، حيث تلاشي "البيئة الثقافية" التي صدرت عنه، لافتا إلى أن الصعوبة تكمن في أن هذه النصوص الشعرية "تنتمي للنسيج الشعري العربي القديم"، وتتميز بكونها قصائد تعنى بالمواضع والأماكن، مثلها مثل الشعر الجاهلي.

وساق الربيعي مثالا على ما يسمى "نشيد الأنشاد"، المنسوب خطأ إلى سليمان النبيّ والملك، بالقول إن هناك مقاطع كثيرة ترد فيها أسماء مواضع لا يعرف عنها المترجمون أي شي، ولم يتمكنوا من فهمها، كأسماء مواضع، وبدلاً من ذلك قاموا بتأويلها استناداً لسياق النص كتوصيفات شعرية.

وتابع الربيعي: لقد ترجموا اسم "أفيق" إلى بحيرة، وهذا ما ليس له أساس في العبرية، فالاسم ينصرف إلى موضع بعينه يدعى "أفيق"، والصحيح هو: "عيناك مثل حمامتين فوق مياه أفيق". مبينا أن "أفيق" هو اسم جبل بعينه، ورد ذكره في نصوص كثيرة في التوراة. فلماذا تُرجم هنا إلى "بحيرة"، بينما ورد في نصوص أخرى كاسمٍ لمكان، وبهذا المعنى؟ فقد حدث تلفيق استشراقي النزعة للشعر العبري في التوراة، لطمس أي معالم محتملة، لوجود قرابة ثقافية حقيقية بينه وبين الشعر العربي القديم.

وأشار المحاضر إلى أن التغنيّ والتغزل التقليدي الذي نراه في الشعر القديم (ما يدعى في التراث العربي التشببّ بالنساء) هو في الأصل نوع من المناجاة الشعرية للإلهات. ليس ثمة فتاة اسمها سلمى، أو عنيزة، أو لبنى. هذه أسماء إلهات عربيات، تغنى بهن الشعراء، وقاموا بأنسنتهن، وبحيث تبدين على مرّ العصور كما لو أنهن فتيات بشريات، فيما هن مواضع جبلية ووديان. فالشعر القديم هو شعر "مواضع وأماكن".

وقال الربيعي إن هذه القصائد تتضمن توصيفات مدهشة لمواضع وأماكن في جغرافيا اليمن، وليس في أي مكان آخر. وهذا وحده سيكون كافياً لنسف الأسطورة الزائفة والرائجة عن علاقة قصص التوراة بفلسطين.
وقال المحاضر إن التوراة كتاب ديني من كتاب يهود اليمن، وإن اليهودية دين عربي قديم، داعيا إلى التمييز بين بني إسرائيل واليهودية. فالمفهوم الأول ينصرف إلى قبيلة عربية بائدة، والثانية تنصرف إلى الدين.

ودعا الربيعي إلى استرداد تراثنا العربي الضائع، القديم والتاريخي الذي كُتبت بعض نصوصه بلهجات عربية منقرضة، مشددا على أهمية استرداد التراث الشعري، وخاصة "أشعار الغزل والحب القديمة"، فهي مهمة كبرى تستحق العناء، وهي تشمل اللهجات المندثرة التي يمكن أن يقدم لنا علم الآثار بعض نصوصها الثمينة.

وخلص إلى أن هذه القصيدة تتحدث عن جبل سلمى "يصور فيها الشاعر فتاة راعية بالاسم نفسه هام في حبها".
وزارة الثقافة الاردنية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)