ريمان برس - متابعات - قال شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، بأن غياب الشاعر الكبير سليمان العيسى يشكل خسارة فادحة على الشعر والابداع والثقافة العربية ، بوصفه واحداً من الرموز القومية والإنسانية ، بما يمثله شعره من نزوع وطني وقومي نحو الوحدة العربية ودوره المنقطع النظير في اعطاء الطفل العربي نصيبا وافرا من الشعر والحكايات ذات المستوى الراقي وما كان يهدف اليه هذا الجهد العظيم من توحيد ذاكرة بناء الامة العربية التي تتعرض منذ أكثر من قرن لتخريب النفوس وتمزيق وشائج الإخوة العربية. واكد الشاعر المقالح في تصريح لوكالة أنباء الشعر، بانه كان يتابع الحالة الصحية لصديقة الراحل أسبوعيا. مشيراً إلى أن الفقيد كانت تربطه ذكريات جميلة مع اليمن ومع المبدعين والمثقفين اليمنيين، لافتا إلى أن أعماله الأدبية والشعرية شهدت على محبته لليمن، الذي بادله الحب أيضا وأعتبره على مدى عشرين عاما قضاها في اليمن واحدا من أبنائها المخلصين. وقال المقالح" نحن أصدقاؤه وتلاميذه في اليمن نشعر بحزن عميق على غيابه عن ساحة الابداع والشعر والثقافة ، رضوان الله عليه".
كان أباً وأستاذاً ورمزاً
وحول ما كان يمثله له الفقيد، يقول المقالح في موضع آخر" كان بالنسبة لي وللعشرات من الشعراء والمبدعين أباً وأستاذاً ورمزاً وكان في مواقفه وفي شعره وفي سلوكه وإنسانيته نموذجاً يعز نظيره في الواقع العربي الذي امتلأ بالمزيد من تجَّار الحروب وتجار الحروف ومن بائعي الضمائر والمشاعر بأبخس الأثمان. كان في استطاعته وهو من مؤسسي الحزب الذي حكم في قطرين عربيين كبيرين أن يصل إلى أعلى المستويات في السلطة لكنه اختار طريقاً مخالفاً ومختلفاً وعاش في "بدرومه" المتواضع سنوات طويلة قبل أن ينتقل إلى هذه البلاد(اليمن) التي يعدها جزءاً لا يتجزأ من وطنه الكبير.
العيسى كان يكره "النميمة"!
وحول المزايا والصفات التي شدت المقالح إلى الشاعر الكبير سليمان العيسى، يقول شاعر اليمن الكبير" كثيرة جداً هي الصفات التي شدتني إلى هذا الشاعر الكبير ومن أبرزها أنه يكاد يكون الشاعر الوحيد الذي يخالف السائد في الأوساط الأدبية القائمة في جانب كبير منها على الأنانية المفرطة والتنافس المقيت، وأحياناً على مجالس النميمة والتحذلق، كان شديد الترفع عن هذه العادات السائدة بين العديد ممن ينتمون إلى عالم الأدب، وعندما كان يسمع أحداً يهاجم شخصاً آخر يسد أذنيه أو ينصرف عن المجلس فوراً حتى لا يكون شاهد زور على ما وصلت إليه الحياة الأدبية في أقطارنا العربية من انحطاط في القيم الأخلاقية التي هي جوهر العمل الإبداعي ومنطلقه الروحي والاجتماعي. وعلى مدى الفترة التي أمضاها هنا في (مهد العروبة) كما كان يحلو له تسمية هذه البلاد، لم اسمعه يوماً يتحدث عن أي إنسان بما لا يليق بما فيهم أولئك الذين كانوا يخاصمونه ويناصبونه العداء..".
وكالة انباء الشعر |