الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الجمعة, 30-أغسطس-2013
ريمان برس - متابعات -
غني عن القول: ان البردوني كان من عباقرة شعراء الإنسانية القلائل؛ شديد الحساسية والفنية، حتى إن كلاسيكيته في الشكل الشعري - مثلاً - كانت أكثر حداثة من ناحية المضامين ولاتزال.. كما كان رائياً خصباً لا مثيل له في كل تشخيصاته، ولعل مواقفه مشهودة ضد كل السُلط منذ ما قبل سبتمبر 62م وحتى وفاته.

بينما لايزال مصير إرثه مجهولاً؛ مؤلفاته الأخيرة المختفية التي كان أعلن عن إنجازه لها قبل وفاته وتحوي دواوين وكتباً سياسية ونقدية وروايتين.

ونهاية 2011 كنت والصديق الشاعر احمد العرامي اصدرنا بياناً للكشف عن مصير إرث البردوني الضائع ، لكن كالعادة لا احد يستمع لا في وزارة الثقافة ولا في اتحاد الادباء .

على انني مع قرب ذكرى رحيل البردوني في 30 اغسطس اجدني مضطراً لاعادة نشر بيان المطالبة علّ هناك من يسمع:



نص البيان

الإخوة والسادة وكل أولي الشأن والاهتمام:

وزير الثقافة وأعضاء اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

وكافة قيادات ومنتسبي وناشطي الهيئات والمنظمات الحقوقية والثقافية والوطنية في البلاد.

نطالبكم الاضطلاع بالمسئولية التاريخية والأخلاقية للكشف عن مصير إرث شاعر ومفكر اليمن العملاق، ضميرنا اليمني الحي أبداً: الأستاذ عبد الله البردوني.

فبعد مضي أكثر من 12 عاماً على وفاته لايعرف اليمنيون إن كانت مؤلفاته الأخيرة المختفية رهناً لصراعات الإرث والأسرة، أم أن شخصيات نافذة في نظام علي عبد الله صالح هي من تحوز وتستأثر عليها بشكل مجحف ودنيء كنوع من العقاب على مواقفه السياسية والفكرية التي كان معروفاً بها ضد النظام.

ذلك أن دواوينه وكتبه الأخيرة التي كان أنجزها قبل رحيله، لازالت مغيبة على نحو ملغز، إضافة إلى مذكراته وروايتيه اللتين لم تخرجا للضوء أيضاً.

وإذ نشدد على أنه من غير اللائق بحقنا جميعا كيمنيين أن تظل جريمة مروعة كهذه قائمة بحق البردوني، كما بحق الذاكرة الثقافية اليمنية، فإننا ندعوكم للإعلان عن لجنة تحقيق رسمية ومستقلة مشتركة لحسم هذا الأمر وعدم إبقائه عالقاً وإعلان نتائج ما تم التوصل إليه للجمهور أولاً بأول وبشفافية تقتضيها الأخلاق الوطنية والمسئولية التاريخية.

تذكيراً: فإنه خلال السنوات الماضية للأسف لم تحسن وزارة الثقافة أو اتحاد الأدباء والكتاب كما كل المنظمات والهيئات الحقوقية والثقافية والوطنية في البلاد موقفاً حقيقياً من أجل رد الاعتبار لواحد من أعظم شعراء العربية، كما لم يتم على الأقل إعلان أي جهة تشعر بالقهر على إرث الفقيد الكبير رفضها لعدم استمرار كل هذه الممارسات السيئة ضده.

فيما لايزال التخوف منتشراً من أن يتم تحريف كتبه ومؤلفاته المختفية بهدف تشويه مواقفه مثلاً، إضافة إلى أن كتبه ودواوينه السابقة المعروفة أصلاً قد اختفت غالبيتها من الأسواق، فمنها ما نجده غاليا وبشكل نادر، بينما عرف عن البردوني أنه كان يدعم مؤلفاته ويطبع منها الكثير، ليحصل عليها الجمهور بسهولة تامة وبشكل رخيص جدا. أما الآن فكأن هناك تغييب ومحو متعمد من أجل إبادة إرثه الثقافي الهام عموماً.

وكذلك بشأن منزله الذي ما يزال رهين خلافات ورثته الأسريين بدلاً من أن تقوم الدولة بحل أي خلافات من هذا النوع لصالح تحويله لمتحف ثقافي كما كانت قد ادّعت الحكومة بذلك سابقاً، خصوصا أنه ثبت مؤخرًا أن المنزل كان باسم البردوني ولم يكن باسم أحد.

المجد للبردوني الذي عشق اليمن بأعصابه كلها، وظل مهجوسا بالديمقراطية والعدالة والتحرر والتقدم رغم كل المرارات، فارضاً رمزيته الثقافية والإنسانية المستمرة على أفئدة كل اليمنيين الشرفاء.



*صادر بتاريخ 25 ديسمبر 2011م - صنعاء - عن الشاعرين:



فتحي أبو النصر



أحمد الطرس العرامي.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)