ريمان برس - خاص - بعض من جيراني من يعزون على لديهم مناسبة تستدعي الحضور شبه يوميا ..
ولان لي بضع من السنين لم اخرج فيها لاى مناسبة اجتماعية غير واجب العزاء او المؤتمرات والندوات قررت الذهاب ..لبست وظهرت بمظهر عادي جدا لم يمر على جلوسي بضع ثواني حتى أفجا بامرأة تهمس بأذني هل تلك الحذاء ذو الفص اللامع لك ..؟؟!! اخبرتها على سرعة من امري نعم هي لي .. فمدت يدها من خلف ظهرها لتحضرها لي !!إستغربت الامر وضحكت كثيرا لما يا جارتي احضرت لي حذائي .. قالت خشيت ان يُسرق ولا أجد قدما تليق به غير قدمك .. شكرتها وأخذت الحذاء منها دون مبالاة رميته تحت طاولة تتربع أمامي ..
بعد كم يوم ذهبت مرة اخرى فحدث نفس الموال لكن مع صديقة اخرى تعزُ على كثيرا وتربطني بها قرابة .. لم تكد تصل للمجلس حتى هرولت الي بقلق ظاهر ارعبني اتفاجاء بها تسأل بقلق هل تلك الحذاء التى يتربعها وردة ملكك ..؟؟ قلت لها نعم صديقتي لم تمر ثواني حتى احضرتها بأدب داخل حقيبة ووضعتها أمامي . إستغربت امرها فشرحت لي انها خشيت سرقتها .. عندها قهقهت بقوة قلبي المتعب.. المرهق .. قلت لها يا سيدتي ماهو الا حذاء لا يقدم ولا يؤخر شئ ..اى نظرة تلك التى ننظر بها للمواطن اليمني سوا كان رجل او امرأة .. اى سرقات تلك التى يخشونها وقد سرق وطن بكامل شعبه .. قالت يا عزيزتي لا اتخيل قدم امرأة غيرك يتربع داخل هذا ألحذاء..اشكرك صديقتي .. اشكرك جارتي ..
أشكرك حكومتي فقد سرقت ما هو أهم من الحذاء .. سرقت كرامة المواطن اليمني بكل قيمه المتعارف عليها..
لا اعلم هل السر في هذا القلق هل لان الحذاء ماركة خمس دول متعارف عليها ام انها قدمي اليمنية .. فكل الطرق تؤدي الا ان الحذاء نحن من نلبسه وليس هو من يلبسنا ..لم يكن للحذاء حكاية أرويها كل ما في الامر هي الصداقة التي تربطنا وعلاقتنا بالناس ورقي الاخلاق من يجمعنا.. وحكومة ترفعنا لا تضعنا..
ولم تكن تلك المرة الاولي التى اسمع بها عن مدى روعة الحذاء في قدمي فقد سمعت مثل هذا الحديث كثيرا من رجال ونساء
وقد شهدت الكثير من الحرص من كثير من الصديقات والزملاء بحذائي والحرص على عدم ضياعه او سرقته.. ما جعلني الان أذكر هذا الموضوع هو تربيت أبي لنا في الصغر وشديد حرصه على ان نلميع احذيتنا وننظف ملابسنا وقبل هذا او ذاك علينا بتلميع قلوبنا من احقاد وتكبر وتجبر على الغير .. ومقولته الشهيرة التى لطالما تذكرتها الحذاء ونظافته يعبر عن شخص لابسه ..
فالحذاء النظيف وان لم يكن غالي الثمن يعبر عن شخص تمسك بمبادئ الرقي .. والحذاء الغالي الثمن ونظيف فهو شخص راقي ومثقف .. والحذاء الغالي الغير نظيف فهو شخص مقلد لا علم له بشئ غير تقليد الاخرين مثل حذاء كثير من وزرائنا في حكومتناسوى كانت موقرة ام غير موقرة
علمني أبي انه من حذاء الشخص قد اعرف اى شخصية تلك التى اتعامل معها.. منهم من احنى قبعتي له احتراما .. ومنهم من ابصق عند قدمه وامضي قدما ..
علمني أبي اننا لانحتاج للكثير لتلميع أحذيتنا.. لكننا نحتاج دهور لتلميع قلوب ونفوس البعض من احقاد علقت بها لا قدرة للأشياء البسيطة او الثقيلة بإزالتهااو تلميعها..
ترى بعد قرار العزل السياسي الغير متوقع هل سوف تلمع أحذيتهم الموحلة بدماؤ الشعب وقلوبهم الحاقدة من جراء مصالح لا شأن للمواطن اليمني بها ..
كلمة لمن يهمه الأمر .. ان هذا الشعب شعب خلق من سبع جبابرة لا تهزمه عواصف رياح مصالحكم ..ولا زلزال ظروفكم ولا أروقة مصالحكم ولم يهزم سده فأركم ..ولم يقتله هدهدكم الناطق بأفواههكم المتشدقة..ولا سيل عراككم العارم على السلطة والثروة.. ولم يفنيه انقطاع ضؤكم المتعمد.. لم ينهيه رفع شعاراتكم المضللة نحو دولة مدنية لصالحكم..
انه شعب صمد أمام تبع وقتبان واتبع امه بلقيس وهزم جبروت سليمان .. شعب قلبه عامر إيمان بالله وليس بجمال ولا الزياني
شعب آمن ان الروح من عند الله ولن يقبضها إلا اللـــه..
فلا ترهقوا أنفاسكم فأنفاسهــم طــــويلة..!
|