ريمان برس - متابعات - لم يعد بوسع أبناء المكلا القول أن سلطات المدينة باتت خير من يمثلهم أو يُراعي مطالبهم ويحرص على تنفيذها. كان قرارها الأخير بإعادة افتتاح سوقا جديد لبيع القات بمثابة صدمة كبيرة للسكان.
تعود حيثيات القضية إلى مطلع الأسبوع الماضي حينما أقدم المئات من المواطنين الغاضبين على حرق أحد أكبر سوق بالمدينة لبيع هذه النبتة المنشطة ( سوق العمودي ) ومنع البيع في السوق الأخر (الغليلة) وذلك عُقب مقتل شاب حديث السن برصاص أحد باعة القات أثناء تظاهرة احتجاجية تُطالب بمنع استيراد وبيع هذه الشجرة بحضرموت.
السلطات المحلية بالمدينة ظهرت مؤخراً بصورة المتحدى لرغبات الناخبين الذين أوصلوها إلى السلطة قبل نحو سبع سنوات عجاف. هذا التحدي جاء عُقب إعلانها بدء الإجراءات الرسمية والعملية لتحويل مبنى المسلخ العام للمكلا سوقاً بديلاً للبيع القات.
أهالي منطقة أمبيخة التى يوجد بها مبنى المسلخ عبروا عن غضبهم الشديد لقرار السلطات المحلية لمدينتهم ، واعتبروه بمثابة سرقة لأمالهم التى لطالما راودتهم عن الانتعاش الذي ستشهده منطقتهم بالتزامن مع افتتاح مشروع (المسلخ) والذي كلفت عملية إنشاؤه نحو المائة مليون ريال ، كونه أحد المشاريع الحيوية للمدينة. كما أن محاولة السُلطات لاعتقال إمام مسجد المنطقة بتهمة عرقلة مساعي افتتاح السوق وتحريض السكان عليه، زاد من حجم الغضب وتأليب الرأي العام ضد السلطات.
الأمين العام للمجلس المحلي بمدينة المكلا برر تجاهل السلطات لمطالب الناخبين بذريعة أن القرار كان قد أُتخذ قبل مدة طويلة، وأنهم قد تعاقدوا بشكل رسمياً مع المستثمر.
وهو ما يعني أن السلطات ستستمر في السير بخطتها رغم رفض الأهالي الأمر الذي سيفتح باب المواجهة بين الطرفين على مصرعيه، خصوصاً بعد أن شدد الأهالي على رفضهم لما يُمني به ممثلي الشعب أنفسهم بعد أن أصبحوا لا يمتلكون من التمثيل إلا أسمه. ناهيك عن أنهم أصبحوا فاقدين للشريعة بعد انتهاء صلاحيتهم القانونية.
عدن الغد
|