خالد الصرابي -
لم تعد عرقلة المرحلة الانتقالية وبناء الدولة تقتصر على صراع النوع السياسي او كما عرف سابقا ب\"الحرب الباردة\"كونه وصل الى ماهو ابعد من ذلك بكثير ليتجاوز من خلالها مستوى الاعاقة قافزا الى حد \"الدمار\".هذه هي حقيقة ومكاشفات واقعنا اليمني اليوم. طرف يعيث في الارض فساد _يقتل , يدمر, يسيطر- مفردات من لغته القائمة على اعتاب حضارة الانسان اليمني , وما تبقى له من جزيئات الامان في وطن يحتاج لفترة هدوء كاملة قد تصل الى سنوات طويلة حتى يستعيد عافيته .لكننا مازلنا في انتظار ذلك الامل , ولكن ليس قبل ان نعود مجدد الى نقش ابيات البردوني \" أتدرين يا صنعاء ما الذي يجري\". اليوم ستدرك صنعاء ما الذي يجري حولها وسندرك لماذا كلما مر بنا الزمان اسكرتنا ابيات البردوني من اوجاع الحاضر !!,

إنها تنبؤات أصابت الاهداف في اعماقنا ..والمشكلة اننا مازلنا مصرين على ان ما يحدث هو \"صراع\"كأننا غير متوقعين نشوب حرب , وهذا من جمال بديهياتنا كيمنيين. فهل يمكن ان يخبرنا ما الذي يريده هذا الصراع المتخبط والأعمى!! ان كان الهدف هو السلطة فلست جدير بها لان السعي اليها ليس بالدماء , وان كان مقصدك هو تدميرنا حتى لا نكون فب\"حجر الله\" حل عنا ..المرحلة غاية في الصعوبة والحساسية وبدلا من اصطفافنا لتمر بسلام ونجاح نبدي شيء مغاير تماما ..الجماعات المسلحة في اقتتال مستمر , وبلاشك تخلف نتيجة تنقلاتها من محافظة الى محافظة ومنطقة لأخرى دمار واسع وخسارة بشرية فادحة . هنا كان لابد ان نعي بان ذلك الخطر يهدد الوطن برمته لذا بات علينا القيام بكافة مضامين التصدي على ان تكون المواجهة المباشرة هي اخر ما يمكن استخدامه من الوسائل, وليس ان نهرول كما يفعله البعض للانضمام الى صفوف التخريب فلن يستوعب احد هذا الطريقة وهذا النوع من التعبير كونه غير مدرج في قاموس الانسانية في بحثها عن حياة حرة وكريمة ..لماذا نود ان نختلف عن العالم كله والذي يعيش في صراعات سياسية مستمرة دون المساس او حتى الاقتراب من خطوط البناء والتنمية !!

لماذا صراعنا دائما أعمى يصيب صاحبه في الركلة الاولى ! مثل الصبيان عندما يقذفون شجرة العلب بالحجارة وفي لحظة انتظارهم لحباتها المتساقطة واذا بالحجارة تعود فوق رؤوسهم ..اتعجب كثيرا لنفوس تكمن سعادتها في معاناة الشعب نتيجة الحوادث والعمليات الاجرامية , وان لم تحدث سعت بنفسها الى خلق المنغصات . لا ندري ما الذي قد تجنيه من وراء العيش في ظل اوضاع مزعزعة!! لكن خلاصة جملة تلك التخبطات العمياء تنم عن استيطان كامل للعجز في المناورة الفكرية , والولاء السباق الى البناء الوطني المتجرد من الاحقاد الانانية .حين اعزم التغلب عل خصومي السياسيين ليس بأساليب الهدم المعيقة للبناءات الوطنية واقلاق السكينة العامة فهذا صراع \"اعمى\" لا يصوب الهدف وانما من حوله ., ولكنني عندما ابذل كل ما بوسعي مقترن بالتضحية في سبيل هذا الوطن وابناءه حتما سيتحجم الخصوم عندما يرافق نجاحي حبا شعبيا وجماهيريا كبير