عارف ابو حاتم - هناك خطر حقيقي يحيط بالعاصمة؛ وأية محاولة لتفجير الوضع فيها لن تكون مسؤولية «القاعدة» فهناك قوى لاتزال تتربّص بالبلاد وتتأبّط شرّاً، تريده أن يربك مرحلة الانتقال السياسي، حتى يشعر المجتمع اليمني بنقمة تجاه ثورة فبراير وثوّارها، رغم إدراك تلك القوى أنه لا بديل عن الانتقال السلس والآمن للسلطة إلا دمار البلاد، وبروز نتوءات أصحاب المشاريع الصغيرة.
وهناك من يتعامل مع خطوات الجيش الإيجابية تجاه اجتثاث جماعات الموت الإجرامية في المحافظات الجنوبية على أنها فرصة لتبييض صورهم في أذهان الناس، على غرار تبييض الأموال عند مختلسيها، في وقتٍ يوزّعون فيه الموت والرصاص في كل بيت يطأونه، وما هجوم الحوثيين المسلّح على أفراد اللواء 310 وقتل وإصابة عشرات الجنود إلا إحدى تلك الصور الأفعوانية المتلوّنة.
منذ الأيام الأولى لضربات الجيش المشكورة تجاه الإرهابيين كتبت أنني ضد بيانات التأييد، خاصة من قبل القوى السياسية؛ لأنها مزايدة رخيصة، فالجيش يؤدّي واجبه ووظيفته الطبيعية والأساسية، ولم يكن على خطأ حتى يحتاج إلى تأييد.
والتسابق في تأييد الجيش، لا يعني أن كل طرف يؤيد الجيش هو بريء من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مثلاً، بيانات الحوثي المؤيّدة للجيش في حربه ضد الجماعات الإرهابية في أبين وشبوة لم تكن بريئة أو صادقة في تأييدها، فالجماعة الحوثية قتلت 60 ألف جندي باعتراف عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي عبر قناة «الجزيرة» في 10 ابريل الماضي، وتأييد الحوثي للجيش كان مناورة تكتيكية، تأتي في سياق التأكيد على أربع نقاط أساسية:
أولاً: أراد أن يدفع عن نفسه صفة العنف والإجرام التي صارت صفة لصيقة بالحركة الحوثية منذ تأسيسها.
ثانياً: أراد مغازلة الغرب وأمريكا ولجنة العقوبات الأممية بسلمية الحركة الحوثية ونبذها كل فعل إجرامي، وعنف بحق الآخرين.
ثالثاً: لدى الحوثي رغبة جامحة في تصفية عناصر «القاعدة» ذات التوجه الوهابي السنّي، وهو ذو ميول شيعية جعفرية، وبالتالي يخاف من أن تقوى شوكة «القاعدة» وتثأر من الحوثيين ردّاً على ما اقترفوه بحق سلفيي دماج الوهابيين.
رابعاً: لا تخفى رغبة الحوثي في فت عضد الجيش وإنهاكه في حروب مع أشباح في جبال وصحارى الجنوب حتى تُرهق المؤسسة العسكرية ومن ثم يخلو الجو للحركة الحوثية لتحقيق طموحاتها في شمال الشمال..!!. |