الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 22-يوليو-2018
ريمان برس -خاص -


الخوض في القضايا الإسلامية وخلافها قضية شائكة ومعقدة وقد سبق لمئات بل لإ آلاف المفكرين العرب والمسلمين الخوض فيها ولكن دون جدوى لأن معسكر المجتهدين عززوا مواقعهم وزادوا من تحصيناتهم كلما تطور العقل الإنساني ومع إزدياد وسائل التطور التقني والحضاري وتطور ثورة المعلومات زادت معسكرات المجتهدين من تحصيناتها رافضة كل فكرة تدعوا للتوقف والبدء بحوار فكري عقلاني يقوم على إحترام عقل المتلقي المسلم وعلى قاعدة التمسك بما ورد في كتاب الله وما جاءت به سنة رسولنا الكريم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ..
ومع تسليمي بأني لست شيئا مذكورا في هذا المحيط المتلاطم الأمواج الذي أخفق في الإبحار في مياهه عتاولة الفلاسفة والمفكرين عبر تاريخنا الإسلامي إلا أني أجد نفسي _ مشدودا _ لهذا الجانب وكلما حاولت أن أبتعد عنه أجدني دون شعور أخوض فيه ..وكأن ثمة طاقة تدفعنا للخوض في هذا المسار الشائك خاصة وأنا أرى وأشاهد مفاهيم وسلوكيات تمارس يرفض العقل تقبلها أو اعتبارها جزءا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف أو أن لأجلها بعث الله نبيه الخاتم صلوات الله وسلامه عليه القائل _ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق _ إذ أرى أن هناك فجوة شاسعة بين ما ورد في كتاب الله الكريم وبين ما نمارسه من سلوكيات وطقوس ومفاهيم قيمية وثقافيه لا علاقة لها بدين الله ولا بما ورد في كتابه الكريم ولا بسنة رسوله الخاتم ..إذ أن المتأمل في كتاب الله يجد فارقا بل فجوة عميقه بين نصوص وأيات الله سبحانه وتعالى وما أمر به ونهى عنه وبين ممارسات وسلوكيات ثقافيه مكتسبة نعيشها وكأنها تجسيدا لقيم الدين وتعاليم الله سبحانه وتعالى وسنه نبيه الكريم ..الذي أرسل رحمة للعالمين كما وصفه الله المرسل الذي يقول عنه أيضا وإنك لعلى خلق عظيم ..ويقول عليه الصلاة والسلام عن الدين إنه حسن الخلق ومن لا إخلاق له لا دين له ..!!
فالله ورسوله لم يإمرونا بالتمذهب ولم يقول الإسلام بالمذاهب بل قال سبحانه مخاطبا رسوله ( أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ) ويقول سبحانه ( وأنزلناه حكما عربيا) ويقول أيضا ( وأنزلناه قرأنا عربيا غير ذي عوج ) ويؤكد سبحانه على دور الأمة بقوله ( وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهدأ على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ..صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم وكذب اتباع المجتهدين وأقول اتباع المجتهدين فالمجتهدين لم يقولوا بضرورة أتباعهم او أن نتخذ منهم أصناما نبجلهم ونقدس ما ورد منهم بعيدا عن الكتاب والسنة وهذه الأخيرة علينا أن نأخذ منها ما يصدقه العقل ويوقره القلب فليس كل ما جاء تحت عنوان ( السنة ) قابل للتطبيق على ضوء كمية المغالطات التي أغرق بها عقل المتلقي المسلم وهي في غالبيتها جاءت لخدمة رموز الحاكمية ..!!
فالإسلام لم يقر المذاهب أيا كانت ومهما كانت ولم يكن من ننسب إليهم نوازعنا وثقافتنا المذهبية سواء ( مجتهدين) حاولوا تقديم رؤى لقضية الصراع الذي تفجر بين المسلمين بسبب السلطة والخلافة والحكم ..فالمذهبية لم تعرف في عهد رسول الله ولا في زمان خليفته أبو بكر ولا في عصر الخليفة عمر بل بدت المنازعات الصراعيه الأشد دموية عند مقتل الخليفة عمر وبداية عهد الخليفة عثمان ..
نعم بدت مؤشرات الخلاف يوم ( السقيفة) حين دخل أبو سفيان على الصحابة وعامة المسلمين مخاطبا ( بني هاشم ) بقوله : يا أولاد العم لقد أكرمكم الله بالنبؤه وشرفكم بها عن سائر العرب إما وقد أختار الله رسوله ليكون إلى جواره فأن الحكم بعد محمد رسول الله هو لنا ..ويقصد لنا ( قريش ) ..فاعترض الأنصار وهم أهل اليمن على طرح أبو سفيان وفي المقدمة كان الصحابي وزعيم الأنصار سعد بن عباده الذي اعترض على طرح قريش وعلى خلافة أبي بكر الذي اعترضت عليه قريش أيضا وكادت الفتنة أن تقع يوم السقيفة على الحكم وليس على الدين فتخلصت قريش من سعد زعيم الأنصار بالقتل وقالوا أن سعد وقف ( يتبول على حفره يسكنها الجن فبقر الجن بطنه )؟!
أتفق الصحابة على أبو بكر وهو ليس قرشيا بل من تميم وأثناء ما كان التشاور على خلافة أبو بكر هرول أبو سفيان نحو الإمام علي وطلب منه أن يمد يده ليبايعه وبعده قريش ليكون خليفة المسلمين بعد رسول الله ..فرده الإمام علي بقوله ( إنها الفتنة يا أبى سفيان ولن أكون منها ) ..ورأى زعيم قريش أن من الأفضل أن يكون الخليفة هاشميا من قريش من أن يكون من خارج قريش ..!!
تم الاتفاق على خلافة أبو بكر الذي كان يدرك أن قريشا لن تدعه بسلام وأن الأنصار أيضا لن يهادنوا عهده ..شاع خبر وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم في الجزيره والامصار وتنصيب أبو بكر خليفة المسلمين فحدث الهرج والمرج وارتدت بعض القبائل وبرز مسيلمة الكذاب وسجاح بدعاوي النبؤة وفي ذاك العام شحت الخيرات فعجز البعض عن دفع الزكاة فكانت الشدة من الخليفة بدافع الخوف من تفشي التمرد وخروج الناس عن الطاعة فحرك الجيوش لقمع المرتدين من ناحية ومن الأخرى حصن المدينه ومكة من فتنه كانت قريش تعد لها فانشغل الكل بما يسمى بحروب الردة التي قضى فيها عشرة ألف من حفظة القرأن الكريم وكانت تلك بداية لفتنة أجلها عمر بن الخطاب وكبار صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ..
لم يستمر حكم أبو بكر كثيرا حتى توفاه الله وتم اختيار عمر أبن الخطاب خليفة المسلمين بعد أبو بكر وكان الإمام علي بن أبي طالب أول من بائع الخليفتين أبو بكر وعمر ولم يخرج موقفه  عن موقف أصحابه صحابة رسول الله بغض النظر عن كل الترهات والخزعبلات التي ألفها البعض عن بيعه الإمام علي للفاروق أو لأبو بكر إذ كل ما قيل في هذا من نسج خيال أدوات الفتنة الذين برزوا لاحقا وفيهم من حكى مثل هذه القصص فيما الواقع يقول أن هؤلاء لم يكونوا قد ولدوا ومنهم لم تكن أمة قد ولدت ولا والده ..؟!!
بل فيهم من أساء للإمام علي واظهره وكأنه رجل جبان عجز عن الدفاع عن زوجته السيدة فاطمه التي تصدت لصحابة والدها حين جاؤا لدارها ليجبروا الإمام علي زوجها على البيعة والذي اختبى بدهليز الدار ولكن الخليفة عمر دخل عنوة للدار بعد أن خلع الباب وألقى السيدة فاطمه على الأرض وبسبب هذه الضربة أو السقطه أسقطت السيدة فاطمة جنينها ..؟!!
مثل هذا الكلام تسوقه أدوات الفتنة الذين بسببهم وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من تمزق وتشرذم وابتلينا بعاهات فكريه فاقت عاهات وشعوذات بني إسرائيل وأساطيرهم الجنونية ..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)