الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الثلاثاء, 25-أغسطس-2020
ريمان برس - خاص -


شكلت اتفاقية ( كمب ديفيد ) ثم الحرب العراقية _ الإيرانية بوابة رئيسية لاختراق الأمن القومي العربي أو ما بقى من هذا المفهوم الاستراتيجي في أصله وأهميته ومفهومه والمطاطي في خطاب النظام العربي الرسمي الذي حول هذا الهدف إلى مجردة مفردة مطاطية تعنون الخطاب الاستهلاكي للنظام العربي الذي أوغل بسلوكه ومواقفه في نحر هذا المفهوم والتخلي عنه بزعم الحفاظ على الأمن القطري الذاتي للأنظمة التي شيطنة الكثير من الأهداف الاستراتيجية القومية مثل الأمن القومي العربي ؛ التكامل العربي ؛ الهوية العربية والوحدة والمصير العربي المشترك ؛ كل هذه القيم تم شيطنتها بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر وبعد حرب أكتوبر تحديدا وكان من ضمن هذه المفاهيم المصيرية ما يتصل بالقضية الفلسطينية وثورتها وأهدافها النضالية ودور النظام العربي في معركة تحرير فلسطين .. فلسطين التي لا تنحصر مسئولية تحريرها على أبنائها بل أن تحرير فلسطين كانت ولا تزل وسوف تستمر قضية قومية ومعركة قومية ومحاولة التخلي عنها رغم تأكيد النظام العربي الرسمي الذي جعل منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وهو الاعتراف الذي لم يتبناه ويتمسك به النظام الرسمي العربي حبا بهذا الشعب ولا تكريما أو مكرمة لقيادته التي سعت وهذا من حقها لتكريس هذا الخيار في ظل محاولة بعض العواصم العربية توظيف القضية لخدمة مصالحها _ نموذج الموقف الاماراتي مع التطبيع _ ولكن في السياق الاستراتيجي والاعتباري والتاريخي فأن معركة تحرير فلسطين هي معركة قومية وتعني الامة العربية من محيطها الى خليجها مع جعل منظمة التحرير وقيادتها راس حربة في هذا الصراع الذي يقف العرب مجتمعين خلف المنظمة لا أن يتركوها تواجه الأمواج العاتية وحيدة بذريعة أنها المعنية والمسئولة وبالتالي هي حر في كل ما تمارس وهي المسئولة في كل المواقف وهي المعنية بخوض معاركها في التحرير ومواجهة اعتى احتلال استيطاني عرفه التاريخ الإنساني ..
والمؤسف أن اتفاقية كمبد ديفيد والحرب العراقية _ الإيرانية وكما شكلتا بوابة لاختراق الأمن القومي العربي فأنهما شكلتا أيضا ضربة للقضية العربية الأولى فلسطين وثورتها وأهدافها المشروعة .
وفيما كانت تداعيات كمب ديفيد تخيم على الوعي الجمعي العربي بصورة عامة وتكرس مفرداتها في مطابخ النظام العربي الرسمي كانت الحرب العراقية _ الإيرانية تزداد استعارا واستقطاب محوري لأطرافها إقليميا ودوليا تزامنا مع اتساع عبثية الحرب الأفغانية وشيوع ثقافة تقدسيها بالوعي الجمعي الإسلامي باعتبارها حربا مقدسة بين الكفر والإيمان داخل المجتمعات الإسلامية والمسيحية على حد سواء إذ كان العدا ل ( الشيوعية ) حسب مزاعمهم هو القاسم المشترك وأن كان الوسط الإسلامي هو من دفع فاتورة تلك الحرب دفاعا عن واشنطن والامبريالية مالا ودماء فيما الوسط المسيحي انحصر دوره في الاستضافة والتحريض والتدريب والتنسيق والاستشارة وتقديم كل اشكال التسهيلات اللوجستية ؛ في وسط هذا الخضم كان منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان تواجه منفردة تداعيات كل تلك الاحداث وتترقب مساراتها وتعد نفسها لما هوا آت كنتاج حتمي لكل هذه التداعيات انطلاقا من حرب غير منظورة كانت تجري بين المنظمة بكل مكوناتها وبين العدو استخباريا واعلاميا وكانت قناعة المنظمة وقيادتها السياسية والعسكرية والأمنية كانوا جميعا مستوعبين سيناريوهات المرحلة لكن لم يكن في حسبانهم عملية اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات وبتلك الطريقة التي تمت ؛ لان المنظمة كانت بقيادتها مقتنعة بأن مصر قد تشهد انقلابا عسكريا تصحيحيا يعيدها لمسارها القومي ولدورها الريادي في المنطقة ؛ لكن الأمريكيون والصهاينة والرجعية العربية المرتبطة بهم استبقوا تحرك الجيش العربي في مصر بخطة الاغتيال المركبة والتي بدت مثيرة لكنها أكثر فاعلية في سياق تعزيز ثقافة الارتهان وضرب بقايا أعمدة الامن القومي العربي وأعطى الاغتيال الضوء الأخضر للكيان الصهيوني باجتياح لبنان وضرب المفاعل النووي العراقي والعراق في ذروة المواجهة بحربه مع إيران ..؟!!
ومع كل هذه التداعيات لم يستوعب العرب دوافع وأهداف هذه التداعيات كما يجب وأن كان هناك من يستوعبها ويدرك ابعادها إلا أنه لم يكن قادرا على تحريف مسارها وبالتالي بقى كل طرف ينتظر حصته من المخطط وربما من محاسن الصدف أن كان في موسكو وقت الاجتياح الصهيوني للبنان ومواجهة الجيش العربي السوري إلى جانب المنظمة وفصائلها والحركة الوطنية اللبنانية وقيام قوات العدو باستهداف شبكات الدفاع العربية السورية وبدعم امريكي كامل وتدخل مباشر من قبل الاسطول الأمريكي الخامس المرابط في مياه البحر الأبيض المتوسط حينها ؛ أقول من محاسن الصدف إنه كان في موسكو رئيسا يكاد يكون بقيمه واخلاقياته ومشاعره قوميا عربيا هو الرئيس ( أندربوف ) رحمة الله تغشاه هذا الرجل كان رئيسا لجهاز المخابرات الروسية ال كي جي بي وتولى مهمة إيصال شبكة الدفاع الجوي لمصر عبد الناصر بعد نكسة حزيران يونيو 1967م وكان الرجل معروفا بحبه للعرب ومناصرا لقضاياهم العادلة وهو من دعم حين تولى رئاسة الاتحاد السوفييتي منظمة التحرير الفلسطينية ومدها بكل متطلباتها وهو من فتح مخازن السلاح الروسي الأكثر حداثة وتطورا يومها أمام الرئيس حافظ الأسد ومنها شبكات الدفاع الجوي الحديثة والتي مكنت الجيش العربي السوري من الصمود الأسطوري في معركة البقاع أمام جيش الدفاع الصهيوني الذي اضطر للتراجع وكان لدعم الرفيق ( أندربوف ) دورا كبيرا وفاعلا في احباط أحلام الامريكان وحلفائهم في لبنان واسقط أهداف الاجتياح وتطلعات بيجين وشارون من العملية برمتها حتى مع انتها الاجتياح بخروج منظمة التحرير الفلسطينية وكوادرها من بيروت نزولا عند رغبة أمريكا وحلفائها وفي مقدمتهم أنظمة الخليج العربي وكان فيليب حبيب هو عراب هذا الاتفاق الذي باركته أيضا مصر ( مبارك ) ..؟!
كان الاجتياح الصهيوني للبنان دليلا على سقوط كل منظومة ومقومات الامن القومي العربي بل وسقوط كل القيم والاخلاقيات العربية من وجدان ومشاعر وسلوكيات النظام العربي الرسمي ؛ إذ كان استئنزاف قدرات العراق عند البوابة الشرقية للوطن العربي يجري على قدم وساق يقابله استئنزاف للقدرات العربية السورية في لبنان ومعها قدرات منظمة التحرير الفلسطينية فيما الجيش المصري جرد من كل معتقداته العربية والقومية وكان المشهد يوحي بمرحلة قاتمة وهذا ما حدث حين هرولت الرياض ولأول مرة الى قمة الدار البيضاء في المغرب عام 1982م وهناك تجرأت السعودية ولأول مرة في تقديم ما اطلق عليه يؤمها ب ( المبادرة العربية للسلام ) والتي خطها لولي العهد السعودي يؤمها الصحفي الأمريكي ( توماس فريدمان ) الأكثر قربا من البيت الأبيض والبنتاجون وهي المبادرة التي رفضت من يؤمها وظلت حاضرة في ملفات النظام العربي الرسمي حتى اقرت في قمة بيروت عام 2002م تقريبا وربما من سخرية الاقدار أن تقر هذه المبادرة وفي بيروت بعد عقدين من كتابتها للتغطية على جريمة غزو بيروت من قبل الصهاينة وبتواطؤ عربي رسمي وفي ظل غضب شعبي لكنه الغضب الذي لا يولد سواء القهر لأصحابه .
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)