ايمان برس - خاص -
" علي ..عنده مفاتيح صنعاء "، هكذا طالما علق والدي بتهكم وبسخرية شديدة ايضا ، على كثرة انشغالي وطول تغيبي -الخارج عن ارادتي طبعا - عن الكثير من المناسبات الاجتماعية و التي شهدتها قريتنا خلال السنوات الماضية ولفترة تجاوزت أكثر من ثلاثة عقود من الزمن تقريبا.
ومن كثرة ما وصلني هذا القول وآلمني أن تناقلته ألسن العديد من أصحاب البلاد .. فقد أضطررت إلى كتابة مقال عنوانه : "مشغول جدا.. !!" .
أكدت فيه للجميع أنني أعمل في مهنة المتاعب ، وقد حصرت نفسي ربما في "ظل" دائرة الضوء التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وأنه فعلا كان من الصعوبة بمكان الحصول على إجازة أو مأذونية حتى ليوم أو يومين كل شهرين على أحسن تقدير!!.
وفي غمرة انشغالنا بهذا العمل الممتع واللعين في آن واحد ..تجاهلنا تماما أن راتب العسكري في الجيش وحده لايكفي !!، فهو ضئيل ..ولا يغطي الحد الأدنى من المصروف الشخصي للفرد ، خصوصا أثناء تأديته للمهام الموكلة إليه في مجال الإعلام العسكري تحديدا ، لأنه بالضرورة يتطلب مهارات خاصة وعناء سهر ، ومشقة تفكير ، ومجهود ذهني مضاعف ، وجهود مضنية !!. |