ريمان برس - خاص -

بعد سيطرة حركة طالبان على افغانستان بشكل كامل قرأت عدد من المقالات لكُتاب كبار وصحفين ومثقفين جُلها تتباكي على افغانستان من سيطرة حركة طالبان.وكل مرة وبعد كل مقال يقع في يدي اصاب بحالة من الدهشة والإستغراب.
قبل الدخول في ثنايا مقالى احب توضيح شئ في غاية الاهمية كي لايحدث لغط وفهم خاطئ لكلامي..وهو انا ضد التشدد والغلو والتطرف الديني وضد الإرهاب بكافة اشكاله وانواعه وصوره.أين كان وممن كان .
اعُد الى مقالي واقول اين كان هولاء الذين يتباكون على افغانستان اليوم عندم كانت افغانستان تحت الإحتلال الإنجلو امريكي الصهيوني منذ عشرون عاماً .؟ لم نسمع لهم كلمة.
اين كانوا هولاء المُتباكين اليوم على افغانستان من حركة طالبان عندما استخدم التحالف الدولي بقيادة امريكا والصهونية العالمية كافة اسلحة الدمار الشامل والمحرم دولياً ضد الافغان.؟
اين كانوا المُتباكين ع افغانستان اليوم من حركة طالبان عندما كان الجنود الامريكين والغربيين يرتكبوا المحرمات ويقتحمون منازل المواطنين وينتهكوا كل القوانين والاعراف الدولية والشرائع السماوية ويغتصبوا الفتيات والنساء في افغانستان.؟
اين كان المتاكين اليوم ع افغانستان عندما كانت اجهزت الإستخبارات العالمية وعلى راسها الموساد الصهيوني والسي.اي.اية الامريكي يصولوا ويجولوا في افغانستان  وهم يهينوا الشعب الأفغاني ويهينوا انسانية الانسان وكرامته وحريته في وطنه ويملون السجون بالمعتقلين ويعذبو هم وينكلوا بهم ويعدموهم خارج القانون ؟
اين كانوا عندما نصبت امريكا واسرائيل ارجوزات ودُمى لتحكم افغانستان ويدينون بالولاء والطاعة للغرب ويمارسوا كل الموبقات ضد شعبهم وكانوا من ارخص الخونة والعملاء في العالم.ولم يقدموا شئ يذكر لوطنهم وشعبهم بل كانوا مجرد موظفين عن الامريكان والصهاينة ويتعامل معاهم الغرب وامريكا  كما يتعاملون مع عمال النظافة ومجاري الصرف الصحي في بلادهم.؟.
اين كنتم ياهولاء طيلة عشرون عاماً خلت؟.
والمثير للتقزز والغثيان هو بعض ممن يقارنوا حركة طالبان بمليشيات الكهنوت الحوثية وبمليشيات الاخوان المسلمين .
ياهولاء نعم انتم يامن تقارنوا بين الحوثي والاخوان وطالبان.
ألا تعلمون ان حركة طالبان هي حركة وطنية بإمتياز بغض النظر عن تشددها الديني وما تحمله من فكر مُتطرف وتغالي في الدين إلا انها حركة وطنية ولائها لأفغانستان ولشعب افغانستان.وغير مرتبطة باجندات خارجية وليست مُرتهنة للخارج او لإي دولة اخرى.
قد نختلف مع الحركة في الوسائل وطرق كيفية إدارة الدولة وبنائها.ولكنها تضل حركة وطنية بإمتياز.وعندما شن التحالف الدولي عليها حرب مُدمرة وبأسلحة محرمة دولياً ليس لكونها مُتهمة باحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م .وانما لحيائها بتسليم رموز تنظيم القاعدة لانهم وقفوا بجانبها في تحرير افغانستان من السوفيت حين ذاك .فوقعت في موقف صعب ومحرج تريد تحفظ الجميل لمن ساعدها ومابين تسليمهم لإمريكا ونظراً لعدم كفاية الأدلة التي قدمتها امريكا في يومها ونتيجة عدم وجود دليل قطعي عن تورط اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة يومها ففضلت عدم تسليمهم.ودفعت ثمناً باهضاً..
اليوم وبعد عشرون عاماً عادت حركة طالبان الى السيطرة الكاملة ع افغانستان.ولكني اتوقع ان تكون حركة طالبان اليوم مُختلفة عن طالبان الأمس.خصوصاً ان هذه السيطرة جاءت بعد سلسلة طويلة من اللقاءت والمفاوضات والحوارات مع الامريكان وبرعاية قطرية ودول اخرى.
لذلك لايوجد شئ اسمه مقارنة مع مليشيات الحوثي او اي مليشيات اخرى.لان هذه المليشيات تدين بالولاء والطاعة لدول خارجية وتقوم بتنفيذ اجندتها وخدمة مصالحها ولتحقيق اهدافها ومشاريعها المعادية للدول العربية والامة العربية بشكل عام.
الحوثي يقدس ايران وولاية الفقي اكثر من تقديسة لليمن وشعبها.
الاخوان يقدسون المرشد اكثر من تقديسهم للوطن والشعب وينفذون اهداف الجماعة ومرتبطين بتنظيم دولي يتاجر بالدين والدماء والدموع كألحوثي تماماً.
حركة طالبان جاءت لتبني وطنها .
بينما جاءت مليشيات الحوثي لخدمة الثورة الإسلامية الإيرانية وخدمة مصالح ايران ولديها مشروع سلالي طائفي مذهبي عفن وهي على إستعداد تام لتدمير اليمن وقتل الشعب اليمني كي ترضي عنها ايران .
جماعة الاخوان يلهثون خلف سراب اخبرهم عنه حسن البناء اصبح من الماضي وإن حكموا فهم فاشلون .وكلاهما (الحوثي والاخوان ) يتاجرون بالدين وبالله ورسولة وبالجنة والنار.فريق منهم يدعي انه وكيل الله في الارض والفريق الاخر يدعي انه وكيل رسول الله وعلي والحسن والحسين وفاطة الزهراء .وكلاهما كذابين ودجالين .
ختاماً لست هنا بصدد الدفاع عن حركة طالبان ولا من مناصريها وليس لي صلة بها.ولا ايدها لتحكم افغانستان بعقلية الماضي .وايدين غلوها وتشددها بالدين .فقط انا مع تحرير افغانستان من الاحتلال الأجنبي وتخليص الشعب الافغاني من الخونة والعملاء المنبطحين لأمريكا وللغرب عموماً ..اليوم تبكون على افغانستان لان طالبان حررتها من تحت الاحتلال الصهيو امريكي وتتباكون على نساء افغانستان لانهن سيلبسين الحجاب .ولم تبكوا عندما كان الجنود الامريكان يغتصبهن وحولهنٓ الى سلعة في اوكار الدعارة
تبكون لان حكام افغانستان ليسوا عملاء لامريكا وكنتم فرحانين بمن يحكم افغانستان من الخونة والعملاء والخانعين والخاصعين والمنبطحين لامريكا..تبكون لان طالبان هي من حررت افغانستان ورمت بالخونة في مقالب الزبالة والقمامة .طيب كنتم تعالوا انتم حرروا افغانستان بدلاً عن طالبان من اجل توفروا دموعكم..على العموم لنترك الايام تكشف ماذا تخبي للافغان وعليكم الصمت .
من يدري قد نكتشف بعد عشرون عاماً وافغانستان قد اصبحت من النمور الآسيوية وتنافس ماليزيا وسنغافورة.في ضل حكم طالبان ...لله في خلقه شؤون.ويضع سره في اضعف خلقه.
نظير العامري