الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
لحظات موجعة تلك التي قضيتها _ صباح اليوم _ في محراب أربعينية المهندس جمال قائد مدير ( شركة ناتكو لتقنية المعلومات ) الذي وافته المنية يوم 22 أغسطس قبل الماضي ؛ مصدر الوجع كان أثر ومأثر رجل يتحلى بكل صفات الإنسانية قلما نجد له شبيه في زماننا الاستثنائي الراهن ..
في التابين وبعد كلمات الترحيب وكلمات الرثاء المعتادة تابعت والحضور

الخميس, 07-أكتوبر-2021
ريمان برس - خاص -

لحظات موجعة تلك التي قضيتها _ صباح اليوم _ في محراب أربعينية المهندس جمال قائد مدير ( شركة ناتكو لتقنية المعلومات ) الذي وافته المنية يوم 22 أغسطس قبل الماضي ؛ مصدر الوجع كان أثر ومأثر رجل يتحلى بكل صفات الإنسانية قلما نجد له شبيه في زماننا الاستثنائي الراهن ..
في التابين وبعد كلمات الترحيب وكلمات الرثاء المعتادة تابعت والحضور ( فيلم وثائقي قصير بعنوان : رحيل الأسطورة ) عرض قليلا من كثير من قصة رجل جبل بكل مكارم الاخلاق ؛ في الفيلم تحدث ( والده )  الحاج قائد عبد الله الصلوي وأبنائه ( أحمد )  ذو الثانية عشرا ربيعا ؛ و أبنته ( كون ) بنت العاشرة وللفقيد أبنة كبرى ( رؤى ) `16 عاما لكنها لم تكون ضمن المتحدثين ؛ كما تحدث الكثير من أصدقائه ومن زملائه في الشركة وجميعهم تقريبا لم يكملوا الفترة المحددة للتعبير عن مدى حزنهم برحيل الفقيد ( الأسطورة ) إلا بعيون تفيض بالدمع وحناجر (متحشرجة) تطلق حروفا مبعثرة لا يقوى ناطقيها على لملمتها ..غير أن دموع ذرفتها عيون ( أحمد  جمال وشقيقته ( كون ) وعبارات مكلومة تفوه بها ( والده ) كانت أشد قساوة وإيلاما على مسامع المستمعين ..
جمال قائد وبرغم كل ما قيل فيه في ذكرى رحيله الأربعينيي وما حملته صفحات ( الكتيب ) الذي وزع على الحاضرين ؛ إلا أن كل ما قيل وكل ما سيقال قد لا يكفي لأن يفي الراحل حقه من الانصاف ..
جمال قائد هو خريج ( جامعة دايتون أوهايو ) بالولايات المتحدة الأمريكية بشهادة ماجستير هندسة حاسوب .. ليلتحق عام 1993 بشركة ناتكو كمهندس كمبيوتر ولأنه عاشق لهذا التخصص ومغرم به فقد قضى 28 عاما في معتركه المهني والتقني والمعلوماتي ؛ وبعصامية طموحة وثقة واقتدار وكفاءة ومنظومة من القيم الأخلاقية التي تحلى بها بالفطرة ورافقته طيلة فترة طفولته وشبابه ودراسته وعمله حتى ارتقى أعلى السلم الوظيفي في الشركة _ ناتكو لتقنية المعلومات _ التي أعطاها كل حياته كما اعطته الشركة كل ممكنات النجاح والإبداع ..
عرف الراحل بتواضعه كما عرف بمواقفه الإنسانية والأخلاقية ؛ وعرف بمثابرته واصراره على النجاح والتفوق والارتقاء بكل عمل يؤكل إليه ؛ فساهم في تأسيس شبكات المعلومات التقنية في الجمهورية طالت البنوك والمؤسسات والوزارات المدنية والعسكرية ومحلات الصرافة ؛ فكان الفارس الفعلي في منظومة تطوير الوسائط المعلوماتية وتقنيتها والمرجعية التقنية لكل باحث عنها وعن أدواتها .
تألق الراحل في القطاع المعلوماتي والتقني الرقمي ؛ لكنه تألق أكثر في قلوب كل من عرفوه عن قرب أو حتى من خلال معرفة عابرة ؛ فالرجل _ رحمة الله تغشاه _ كان يتمتع بشخصية أسرة وكارزمية ساحرة تجعل من يلتقيه لأول مرة يحبذ أن يلقاه مرات ومرات ..
كان مهندسا متمكنا في مجال تخصصه _ تقنية المعلومات _ وكان دمث الاخلاق مع زملائه ؛ كما كان قياديا ناجحا وإداريا مؤهلا يمتلك القدرات والمهارات التي تمكنه من تجاوز أي عائق يواجهه مهما كنت صعوبته .
نؤمن كما كان جمال مؤمنا بأن الموت هو الحقيقة المطلقة في الحياة وإنه المصير المرتقب لكل مخلوقات الله سبحانه وتعالى .. لكن للأمانة كان رحيل جمال فاجعة لكل محبيه بدءا من أطفاله وأفراد أسرته وصولا لكل زملائه وأصدقائه ..والأصعب إن رحيله كان صدمة لي أولئك الذين كانوا يجدون فيه ملاذ عند الحاجة ونافذة الأمل عند احتدام الشدائد في حياتهم ؛ فجمال لم يكن ناجحا في تخصصه وعلاقته وحسب ؛ بل كان أيضا ناجحا ومتميزا في إنسانيته ومواقفه وافعاله الخيرية .. وكما كان الأب الحنون والأخ الأكبر لموظفيه وزملائه في العمل ومسيرته المهنية ؛ كان الإنسان الذي لم يخذل محتاج لجاء إليه ؛ بل كان يبحث عن محتاجين يعرفهم ويسعى هو إليهم إنه الرجل النادر في كل مواقفه العامة والخاصة .
لست كاذبا لو قلت أني ورغم مرور أربعين يوما على رحيله ؛ ورغم إيماني بأن الموت علينا حق ؛ وإيماني بالله سبحانه وتعالى إلا أني وأنا اتجه للمناسبة كان ينتابني ثمة شعور  بأن صاحبي لم يرحل وأنني سأجده في ذات لحظة وذات مكان وقد فجرت في كيان ومشاعري طفلته ( كون ) حين قالت وهي تحاول مسح دموعها ( أبي لم يمت كان يتنفس إنه في الإنعاش ) هذه العبارة أجبرتني قهرا وقسرا وأنا أحافظ على رباطة جاش أن أنتزع  نفسي من على المقعد واغادر القاعة قبل اكتمال التابين وأنا مثقلا بكل جبال الحزن ..لكنها إرادة الله الذي لا راد لقضائه.. رحم الله الأخ والصديق جمال قائد عبد الله وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ؛ وأسال الله أن يعصم قلوب أبنائه وأفراد اسرته وزملائه وأصدقائه وكل محبيه ومعارفه بالصبر والسلوان .. أن لله وأن إليه راجعون ..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)