الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
بداية أطلب من كل من يقرا هذا المقال أن يسامحني  وأن لا يذهب بعيدا في تحليل شخصيتي وقناعتي استنادا على ما قد يورد في هذا المقال من أفكار ورؤى ؛  فأنا لا زلت ذلك الإنسان  البسيط الحالم بالخير للجميع و المواطن الذي يريد أن يكون وطنه أفضل وأعظم الأوطان  و الكاتب الذي يتطلع ليوم يرى فيه  وطنه أمنا مستقرا ومواطنيه يتمتعون بكل قيم واخلاقيات المواطنة  من حيث هي حقوق وواجبات ؛ ويتمنى أن تكون أمته من محيطها لخليجها أمة عظيمة بعظمة

الجمعة, 22-أكتوبر-2021
ريمان برس - خاص -

بداية أطلب من كل من يقرا هذا المقال أن يسامحني  وأن لا يذهب بعيدا في تحليل شخصيتي وقناعتي استنادا على ما قد يورد في هذا المقال من أفكار ورؤى ؛  فأنا لا زلت ذلك الإنسان  البسيط الحالم بالخير للجميع و المواطن الذي يريد أن يكون وطنه أفضل وأعظم الأوطان  و الكاتب الذي يتطلع ليوم يرى فيه  وطنه أمنا مستقرا ومواطنيه يتمتعون بكل قيم واخلاقيات المواطنة  من حيث هي حقوق وواجبات ؛ ويتمنى أن تكون أمته من محيطها لخليجها أمة عظيمة بعظمة القيم التي تحملها وبعظمة رسالات السماء التي أوكلت إليه مهمة نشرها والدفاع عنها ..
لكن قبل الخوض في واقع  وطني وأمتي أكرر اعتذاري سلفا وأطلب  من الجميع المعذرة والمسامحة لأني وبصراحة وصدق أريد أكتب كتابة خارجة عن المألوف _ عندي وفي كتاباتي _ أريد أن أكتب عما توسوس به نفسي ؛ أريد أخرج من داخلي وتفكيري كل ما اعتبره من المحظورات في الكتابة والرأي ؛ أريد أنفس عن نفسي وتفكيري وأخرج منهما كل ما أخاف أن أفكر به بيني وبين نفسي حتى وأنا في غرفة مظلمة ؛ أريد أن أفكر بصوت مسموع واتناول كل ما هو محضور ويندرج في سياق المحرمات على الأقل عندي وفي ثقافتي وقيمي وأبدأ القول أني اليوم صرت أنتمي لوطن منقسم على ذاته سياسيا وجغرافيا وثقافيا وفكريا ؛ وطن ممزق الهوية والقناعات والقيم والجغرافية تتجه بدورها للتقسيم وهو ما لم يحدث حتى في زمن ( التشطير السياسي ) ..!!
أنا اليوم أنتمي لوطن تطحنه الأزمة منذ عقد وتفتك به الحرب منذ سبعة أعوام ؛ فهناك ( حكومة في صنعاء ) يطلق عليها من قبل أطراف يمنية وخارجية ب ( حكومة الأمر الواقع والحكومة الانقلابية ؛ ومن يحكمها مجوس وروافض وعملاء لإيران الفارسية ؛ ورموزها إمامين رجعين سلالين كهنوتيين وبالتالي هؤلاء أعداء الوطن والشعب ) وتحظى بحصار ومقاطعة المجتمع الدولي ومحاوره النافذة إقليميا ودوليا إضافة الى المنظمات الدولية ؟!!
في المقابل هناك ( حكومة الشرعية ) المعترف بها دوليا ؛ وتوصف من قبل حكومة صنعاء وبعض مواطنيها  بانها ( حكومة العملاء والمرتزقة والتكفيرين والدواعش وهي حليفة أمريكا والصهاينة ) ؟!!
أنا أنتمي لكل هؤلاء وقبل عقد فقط كان كل هؤلاء المتخاصمين والمتناحرين ينتمون لهوية وأحدة وحكومة واحدة ودولة واحدة وشعب واحد هو الشعب اليمني ..الأدهى من هذا هناك طرف ثالث دخل لمربع اللعبة وأنكر هويته وكفر بانتمائه وتجرد من يمنيته وتحول لخصم ثالث تتنافر أهدافه مع طرفي الصراع الرئيسيين .!!
شخصيا لست مع أيا من هذه الأطراف الثلاثة وأرى أن الحقد السياسي قد دفعهم إلى مربع الفجور القاتل في الخصومة ؛ وأقف بكل قناعتي ضد العدوان الخارجي وضد ما تقوم به الدول التي تزعم انها حليفة للشرعية التي لم يعد لها حضورا لا على الأرض ولا في وجدان المواطن وذاكرته ..
أعرف أن هناك صراع كان خفيا لردحا من الزمن ورغم كل مؤشراته كنا نصر على اخفائه وهو الصراع ( المذهبي والطائفي والمناطقي ) الذي لم يكن وليد الأزمة الراهنة وليس وليد ثورة 26 سبتمبر ولكنه صراع تمتد جذوره لعهد وعصر الملك ( سيف بن ذي يزن ) الذي ذهب في سياق الصراع على السلطة الذي كان قائما حينها بالاستنجاد ب( الفرس ) في مواجهة خصومه من أبناء شعبه الذين بدورهم استنجدوا بدورهم ب ( الأحباش ) يعني تاريخ الصراع المحلي والتنافس على السلطة والحكم والثروة ليس جديدا على هذه البلاد ؛ ولكنه يتطور بتطور المسارات التاريخية والحضارية ويأخذ في كل منعطف طابعا يتناسب مع معطيات وتداعيات اللحظة ؛ وقد اخذ منذ حكم الأمام المتوكل و الامام عبد الله أبن حمزة طابعا ( مذهبيا ) ومنح بعدها الصراع هوية دينية متجاوزا الهوية الوطنية ووحدة المجتمع وتعد اليمن حتى اللحظة البلاد العربية التي لم تبلور هويتها الوطنية بدليل ما يسوقه ويطرحه ( الانتقالي في الجنوب ) وما تسوقه ( صنعاء عن الشرعية ؛ وما تسوقه الشرعية عن صنعاء ) ..؟!!
كمواطن وجدت نفسي قهرا وقسرا انتمي لهذا الوطن ؛ أجد نفسي اليوم تائه ومحتار ولم اعود أدرك حقيقة ماذا يجري حولي ؟ وإلى أين قد تصل الأمور بهذا الوطن ؛ بعد أن جردا بعضنا البعض من هويته وانتمائه الوطني ؛ وبعد اقدام طرف ثالث بالتنكر للهوية والتاريخ بالمطلق مؤسسا لهوية خاصة به لا يزل يبحث لها عن أسس وقاعدة يرتكز عليها ..؟!!
وبعد أن صارت البلاد بمن فيها مسرحا لصراعات دامية ولفوضى غير خلاقة بل فوضى قاتلة ومدمرة لكل الروابط والانسجة الاجتماعية ولكل قيم التعايش والترابط المجتمعي ..؟!!
وبتوضيح اكثر فقد لعبت ( تعز ) وأبناء تعز دورا محوريا في الأعداد للثورة 26  سبتمبر و 14 أكتوبر وقدموا الجهد والمال والرجال بل دفعت تعز بكوكبة من انبل واشجع أبنائها الذين ذهبوا في سبيل الثورة والجمهورية وانتصارهما ؛ ولم يجدوا بالمقابل من الثورة والجمهورية غير التنكيل بهم والتآمر عليهم وتصفيتهم من كل مفاصل الثورة والجمهورية وفي ( شطري الوطن سابقا وبعد الوحدة السياسية الهشة لاحقا ) ولم يبقى من رموز تعز ورجالها في مفاصل الدولة إلا من رحم ربي ومن قبلوا طواعية بالعمل والعيش في كنف الدولة على أمل أن يؤدي التطور الحضاري والاجتماعي إلى تجاوز كل عقبات الماضي ومؤثراته ومنغصاته من خلال تجذير قيم الدولة المدنية المؤسسية الكافلة لوحدة الهوية والمواطنة المتساوية  ؛ لكن ما حدث بعد موجة ما اطلق عليه ب ( الربيع العربي ) أعاد ثقافة الماضي بكل سلبياتها ومنغصاتها وفي كل الاتجاهات وأخطر ما عاد للواجهة الثقافية هو النزوع ( المذهبي والطائفي والمناطقي )  ؛ لقد خرجت تعز عام 2011 م بنية صادقة رغبة بالإصلاحات والقضاء على الفساد وتجذير قيم المواطنة المتساوية ومن أجل دولة مؤسسية ؛ ولكن للأسف تم قتل الأحلام الجميلة التي حملها أبناء تعز وبجانبهم  ثلة من شباب اليمن من صعده للمهرة ومن سقطرى لكمران ؛تماما كما سبق وقتلت هذه الأحلام بعد قيام ثورة سبتمبر واكتوبر اللتان نصبتا المشانق لا بناء تعز وكما أودع المناضل عبد الغني مطهر _ رحمة الله تغشاه _ ( سجن الرادع الرهيب ) بعد انقلاب نوفمبر المشئوم تم سحل المناضل عبد الرقيب عبد الوهاب في صنعاء وتصفية الرئيس الشهيد عبد الفتاح إسماعيل في عدن وبينهما تم تصفيات عشرات بل مئات والاف من رموز ونشطاء تعز على الساحتين الشطريتين ثم لاحقا تم تصفية من بقى منهم بعد الوحدة وصولا إلى ( تشطير تعز الأرض والإنسان ) وتحويلها إلى أرض مجدبة يضاجعها الخوف والموت وتفتك بها ثقافة اللاحياة واللا أمن واللا استقرار ..!!
أنا أنتمي لهذا الوطن ومسقط راسي هي ( تعز ) التي تعاني من ( لعنة فتوى التكفير بالتأويل للمتوكل وأبن حمزة ولازلت تعد لليوم بمثابة أرض خراج ) ..؟!!
نعم هناك صراع مذهبي وطائفي ومناطقي ولكن هذا الصراع كان يمارس بقدر من التقية والمواربة ؛ لكنه اليوم يمارس للأسف بشفافية حد الوقاحة ويمكن استشرافه في خطاب من تقاسموا إدارة شئون البلاد دون استثناء ؛ والمؤسف أن كل هذا يحدث في ظل غياب كلي لمرجعيات فكرية وثقافية وطنية قادرة على لجم وفرملة مثل هذا الخطاب وان وجدت بقايا مرجعيات حكيمة وحصيفة فأن أحدا من المتصارعين لا يكترث بها ولا يهتم بما تقول أو تحذر منه لان لكل طرف دوافعه وأهدافه ولكل طرف مرجعياته التي تؤغل في تحريضه ودعم خياراته للمضي فيما هو فيه ..؟!!
لا أعرف حقيقة النهاية المتوقعة لمثل هذا الصراع الذي قطعا لن تحسمه القدرات العسكرية مهما كان حضورها لدى هذا الطرف أو ذاك وهذا ليس تكهن أو تنبو بل حقيقة يفترض أن يكون الجميع مدرك لها ؛ كما أن العامل الخارجي الداعم لهذا الطرف أو ذاك لن يتمكن هو الاخر من حسم الصراع لصالح هذا الطرف أو ذاك ؛ لكن ما يحسم الصرع هو عودة جميع الأطراف لعقولهم وتحكيم ضمائرهم أن كان لديهم بعد كل هذا بقايا من ضمير ..!!
فإذا افترضنا جدلا أن هناك ثمة سيناريوا مرسوم ومخطط له سلفا قد ينهي ما نحن فيه اليوم والوطن بعودة ( الانفصال ) وإعادة الوطن اليمني إلا ما كان عليه قبل 22 مايو 1990 م وهو خيار نتمناه أن كان سيعيد السكينة لهذا الوطن وهذا الشعب وأن في ظل التجزئة لكن هذا مستحيل أن يتحقق بل أن مثل هذا السيناريو كفيل بأن يفتح  علي هذا الوطن ومن فيه بقية أبواب جهنم المغلقة ..؟!!
أن القيم والمفاهيم المذهبية والطائفية والمناطقية أن تفشت وانتشرت في أي وسط اجتماعي فأنها كفيلة بتدمير كل مقومات الحياة في المجتمع وكفيلة بأن تفرض كل قيم الجهل والتخلف والفقر في الوسط المجتمعي ؛ وكفيلة بتدمير كل شيء جميل في سماء الوطن ؛ وكفيلة بقتل كل الاحلام والتطلعات الوطنية والشعبية ؛ لان هذه القيم اخطر من كل اشكال العدوان ومن كل قدرات الاستعمار وثقافته وقيمه ؛ ونحن اليوم نعاني من خطر هذا الثالوث المتمثل بالمذهبية والمناطقية والطائفية ؛ والأخطر هو أن تمارس مثل هذه المفاهيم الغير وطنية والغير حضارية تحت يافطة ( الدين ) بهدف شحذ همم الاتباع وتخديرهم وتصوير الصراع بأنه صراع من أجل ( الله والرسول والدين والرسالة ) وهذا ما يحدث اليوم في وطني فطرف يقول ويدعي إنه يواجه ( الروافض والمجوس ) وأخر يدعي ويقول إنه يواجه ( التكفيرين والدواعش ) وفيما يرفع طرف شعار مواجهة ( المد الفارسي وعملاء إيران واذرعها ) يرفع الأخر بدوره شعار مواجهة ( عملاء ومرتزقة أمريكا والصهاينة ) ..؟!!
مع أن كل هؤلاء كانت تجمعهم ساحة واحدة ورابطوا في خيم مشتركة وهم يرفعون شعار ( اسقاط النظام ) ولا أقول هذا دفاعا عن النظام المنهار بل أقول ما أقول من باب تذكير أطراف الصراع بأن الفجور بالخصومة قد تكون لها تبعات أخطر بكثير من الحرب والنزيف الذي يتعرض له الوطن والشعب وعلى مختلف المستويات ..!!
والمثير في الأمر غنه وفيما صدر بيانا عن مجلس الأمن الدولي يؤكد فيه على ( الحفاظ على وحدة وسيادة اليمن ) فأن ثمة اخبار متداولة عن بدء إجراءات تتخذها أطراف فيما يسمى ب ( الشرعية ) هدفه ( منع استيراد المواد المنتجة داخل النطاقات الجغرافية الواقعة تحت سيطرة سلطة صنعاء ) ..؟!!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)