الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
يمكن للمرء أن ينسجم مع فنان مسرحي كوميدي يضحك الناس ويسعدهم بعض الوقت ؛ ويمكن للمرء أن يبتسم وقد يضحك بملء شدقيه حين يشاهد مهرج في سيرك ( بلياتشوا ) ويمكن أن تستمع بكتابات ساخرة

السبت, 30-أكتوبر-2021
ريمان برس - خاص -

يمكن للمرء أن ينسجم مع فنان مسرحي كوميدي يضحك الناس ويسعدهم بعض الوقت ؛ ويمكن للمرء أن يبتسم وقد يضحك بملء شدقيه حين يشاهد مهرج في سيرك ( بلياتشوا ) ويمكن أن تستمع بكتابات ساخرة لكاتب ساخر يتخذ من حروفه الساخرة وسيلة لتوصيل رسائل سياسية قد تكون قاسية في الغالب وأقسى من أي كتابات تراجيدية جادة وكانت كتاب المرحوم محمود السعدني في ( مجلة روز اليوسف ) المصرية أكثر تأثيرا من كتابات أنيس منصور في ( مجلة مايو ) وكتابات الأستاذ مكرم في ( الاهرام ) ..
غير أن ثمة أنماط إعلامية تهريجيه تتحفنا بها ( قناتين فضائيتين ) محسوبتان على الجماعات الإسلامية تحرصان على بث برامج تهريجيه من شاشاتها ؛ لشخصيتان يصفهما البعض بأنهما مبدعان والحقيقة إنهما ( مهرجان ) بامتياز فما يقدمانه من تهريج هابط لا يمكن وصفه بالعمل الفني الإبداعي ولا بالعمل الإعلامي الذي يستحق الاعجاب وغير مقبول تهريجهما هذا حتى على خشبة المسرح ولا في خيم السيرك المتجول لان ما يقدمانهما هو عمل هابط وتهريج لا يرتقي لمستوي الفعل الكوميدي الساخر ولا يمكن أن يكون لما يقدمانه علاقة بالكوميدية بكل مدراسها خاصة أن ارتبطت اعمالهما هذه بقضايا جوهرية تمس حاضر ومستقبل الوطن وما يدور فيه من أحداث وتداعيات مؤلمة حد القهر .
والادهى من كل هذا هو أن يتحدث مثلا من يقدم مثل هذه البرامج منتقدا خصومه السياسيين وبلغة سوقية ومنتجة للعبارات والمفردات وانتقاء من مقابلات الخصوم بعض العبارات بطريقة الابتسار ومن ثم التوظيف الرخيص ؛ دون أن امتلاك القدرة على إيصال رسالة مؤثرة للمتلقي الذي يتقزز من مثل هذه البرامج التي قطعا لا تحظى سواء بأعجاب معديها ومقدميها ومموليهم ومن اتخذوا منها وسيلة للتقليل من مكانة الاخرين ومواقفهم وأدوارهم الوطنية بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم لكنا في مرحلة تستدعي منا الجدية حتى في سخريتنا التي يجب أن تكون فاعلة وذات قدرة على التأثير والوصول إلى قناعات المتلقي وبشرط أن يكون المنتقد للأخرين خال من العيوب التي ينتقد بها الأخرين ؛ لكن ما يؤسف أن ما يقدمانه ( الاضرعي ) في ( قناة سهيل ) و ( الربع في قناة يمن شباب ) تعد اعمال ( خادشه للحياة ) ولا تمت بصلة للعمل الإعلامي ولا لمهنة الاعلام ناهيكم أن لا علاقة بما يقدمانه لا بالكوميدية المسرحية والفنية ولا بثقافة ( السيرك ) وفن البلياتشو) ولو وقف أمثال هؤلاء على خشبة مسرح أو في خيمة سيرك لقذفهم الجمهور ب (الأحذية ) لردأة ما يقدمان من أعمال هابطة مظللة لا تنتمي لأي عمل فني ناهيكم عن افتقادها للمهنية الإعلامية حتى تبث من على شاشات قنوات محسوبة على الإعلام والعمل الإعلامي والمهني ..!!
لكنها المكايدة السياسية التي أوصلتنا والبلاد إلا ما نحن عليه من انحدار طالت كل القيم والاخلاقيات وعلى مختلف الجوانب الحياتية وافتقدتنا شرف الخصومة من ناحية ؛ ومن الأخرى فقدنا القدرة على توجيه الرأي العام وكسب ثقته واحترامه ورغم المحن والمصائب والنزيف والتدمير الذي تعيشه البلاد والعباد نرى هذا الاسفاف من قبل هؤلاء الذين يسعون لتسطيح معاناة الوطن والشعب والسخرية من مما فيه من تداعيات ومواقف رمزية بدافع لفت الأنظار وتحقيق مكاسب سياسية لن يصلوا إليها للأسف بطريقتهم الرخيصة والهابطة التي اعتمدوها للتقليل من خصومهم وهو فعل يرتد عليهم وينتقص من مكانتهم ورسالتهم ودورهم ورسالتهم ؛ إذا ما أدركنا أن من يقدم مثل هذه البرامج هو ذاته مرتهن لطرف خارجي يموله ويمده بكل تقنيات برامجه ويشرف عليه ..!!
أن معالجة الواقع لا يكون عبر برامج التهريج الهابطة ولا من خلال السخرية من خصمك والتشهير به وازدرائه ؛ بل واختيار شخصيات بعينها وتناولها بأسلوب مقذع وهابط لا ينال منها بقدر ما يحط من قدر قائلها وممارسها ..
لذا أقول وأنا وعن طريق الصدفة تابعت بعض حلقات ( الاضرعي والربع ) الأول في قناة ( سهيل ) والثاني في ( قناة يمن شباب ) أقول صادقا أتحدى أيا منهم أن ينتقد مثلا _ حميد الأحمر _ أو أيا من المقربين إليه ؛ أو ينتقدوا أيا من قيادة الإصلاح وهم يستحقون النقد فهم ليسوا معصومين من الخطاء ؛ أو مثلا ينتقدوا اللواء علي محسن نائب رئيس الجمهورية وأحد ابطال الكارثة الوطنية بامتياز ..؟!
وأيضا اتحداهم أن تلامس انتقادهم مواقف _ قطر _ وسياستها في اليمن والمنطقة وهي لا تقل حضورا في الازمة اليمنية مثلها مثل السعودية والإمارات ؛ وحين أقول اتحداهم فأني على ثقة أنهم لن يفعلوها لان ( قطر ) هي الراعي الرسمي لهم ولبرامجهم حتى يبدو لي أن ثمة غرفة سوداء في قناة ( الجزيرة ) مهمتها منتجة لقطات وعبارات المسئولين المستهدفين في برامج الاضرعي والربع ويتسلمان تلك المقاطع جاهزة دون أن يخفوا أو يظللوا حتى شعار ( قناة الجزيرة ) التي تظهر في المقاطع التي يبثوها في برامجهم ؛ أخر حلقة تابعتها للمدعو ( الربع ) في قناة ( يمن شباب ) كانت عن السيادة ووجه النقد لكل الأطراف ؛ وسؤالي هل ( الربع ) مستقل ويتمتع بسيادته حتى ينتقد تفريط الاخرين بسيادتهم ؟ أم إنه هو الاخر شاقي مع ( قطر ) مثله مثل القناة التي يبث من على شاشتها والحال كذلك مع قناة سهيل والاضرعي وتجاهل هؤلاء قول الشاعر العربي القائل ( لا تنهى عن منكر وتأتي بمثله .. عار عليك إذا فعلت كبير ) كما يقال ( أن من بيته من زجاج ؛ لا يلقي بالأحجار على بيوت الأخرين ) ..؟!!
اعترف أن الأحداث اليمنية ومنذ انطلقت عام 2011م أظهرت الكثير من المفارقات والمتناقضات والسلوكيات الانفصامية في تحليل وتفسير الاحداث وعلى مختلف المستويات السياسية والإعلامية والثقافية والفكرية وهرولة حماسية من كل طرف على ( شيطنة ) الطرف الأخر ؛ بعيدا عن التفكير في الوضع العام والبحث عن حلول ومخارج عادلة وتوفيقيه له في سبيل انهاء ما هو قائم وتحقيق السكينة والاستقرار الاجتماعيين وإعادة الحياة إلى طبيعتها ؛ لا أن ننهمك في تغذية الأحقاد والكراهية وثقافة الانتقاص بحق الاخرين ونحن أكثر دونية منهم وأكثر تلوثا بما ننتقده فيهم وهكذا نصر على العيب بالناس ونحن غارقين في بحر العيب والعار والارتهان والعمالة والخيانة لكل القيم حتى الكلمة المقدسة التي ( رب كلمة تهوي بصاحبها سبعين خريفا بجهنم ) لوثناها وحطينا من قدرها وما يقال في خطاباتنا كاف لان تحجز جهنم بكل مساحتها لبعض إعلامينا ومهرجيينا وقد لا تكفيهم فربما سبحانه وتعالى يعمل توسعة لجهنم حتى تستوعب بعض الذين لا يقدسون الكلمة ولا يحترمون قدسيتها ولا يكترثون بتأثيرها ؛ فالكلمة أن لم تكون من اجل شعب ووطن فلا قيمة لها .. والخصومة السياسية أو أي خصومة أن لم تقترن بشرف واخلاقيات فان المبتذل فيها خاسر .حفظ الله اليمن وشعبها ونجاها من كيد الحاقدين وغباء المتخاصمين .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)