ريمان برس - خاص -
لم يكون تقرير (هلال باصرة) غائباً عن ذهن وعقل الرئيس الراحل صالح حمة الله تغشاهم جميعاً بل كان التقرير حاضراً وبقوة في ذهن وعقلية صالح وحافظه عن ضهر قلب ومن اولوياته .بعكس إعتقاد البعض ومن ضمنهم صاحبي التقرير نفسه .بأن صالح اهمل تقريرهم. لم يهمل صالح تقرير هلال باصرة واخذه مأخذ الجد ولكن وفق استراتيجية وضعها هو بنفسه.لمعرفته المُسبقة بالتركيبة الإجتماعية المعقدة في اليمن .ومستفيداً بتجارب من سبقوه.بغض النظر عن صوابية هذه الإستراتيجية او عدم صوابيتها. ولكنها كانت استراتيجية ناجحة لولا التدخلات الخارجية والخيانة من الداخل لكان صالح نجح فيها نجاح مُبهر..ولكن المؤامرة كانت اكبر من صالح واكبر من اليمن واكبر من الوطن العربي برُمته.
لم يكون الراحل صالح حالة إستثنائية في منظومة الحكم العربية بل كان جزء منها مُرغماً .ولكنه كان حالة استثنائية وقائد فريد بين الحكام العرب انفسهم. كشخصية فذه تتمتع بالحنكة والذكاء والدهاء السياسي ولديه قدرة فائقة على المراوغة السياسية قلما نجدها في نظرائه من القادة العرب. ولكن كل هذا لم يشفع له ان يخرج عن منظومة الحكم العربية لأسباب كثيرة .اهمها الإمكانات الشحيحة لليمن .الدونية التي ينظر بها بعض الحكام العرب لليمن وخصوصاً حكام البلدان العربية الغنية وذات الثقل السياسي في المنطقة والاقليم والعالم..وغيرها من الاسباب.
ورغم ذلك قارعهم وراوغهم صالح من اجل مصالح وطنه وشعبه وامته العربية..لا تخلو زيارة له لواشنطن إلا وطالب بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامت دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.وكذلك كان يفعل في كل زياراته للدول الكُبرى والمتحكمة بمصير العالم..تقدم صالح في قمة سرت الليبية بمشروع الاتحاد العربي .دعم مقاومة لبنان ضد الاحتلال الصهيوني .رفض مصافحة زعماء اسرائيليين رغم الضغوطات الامريكية. كل هذه الاعمال والافعال والاقوال لصالح هي بمثابة تمرد على منظومة الحكم العربية والتي لايتجراء حاكم عربي القيام بها في عصره وكان واحد من بين ثلاثة قادة عرب الشهيد صدام حسين والراحل حافظ الأسد وبعد رحيلهم انفرد هو وحيداً بالقيام بكل هذا.
انا هنا لا ادافع ولا امتدح بل انقل وقائع واسرد تاريخ كنت شاهداً عليه..ومن يقول غير ذلك فهو اما جاهل او مُكابر واما اعمى البصر والبصيرة.....
كل ماقام به صالح من قول اوفعل او عمل كان محسوباً عليه محلياً وعربياً وإقليمياً وعالمياً من قبل اعداء الإنسانية واعداء النظام والقانون والدولة المدنية المستقلة .واعداء التطور والتقدم والإزدهار.وعدم رغبة البعض عن خروج صالح من منظومة الحكم العربية المنبطحة والمستسلمة والخانعة للغرب..فكان العام 2011م هو عام الإنتقام من الراحل صالح من قبل كل هولاء .كيف؟؟؟؟
هذا مأستحدث عنه غداً
. |