ريمان برس - خاص -
حزبان أستنزفا كلمة ومصطلح النضال طوال 40 عام وأفنيا حياة منتسبيها تحت هذا الشعار ، وحين وصلا لأطراف السلطة ودقت ساعة النضال ..تشبثا بجلباب سلطة شديد الإتساخ وسقطا تحت النعال ..
هم جزء لا يتجزاء من شرعية الفساد التي عاثت باليمن فساداً طوال 10 سنوات وتسببت بكل هذا الجحيم لليمن واليمنيين .
وبالتالي سيان ان يكونا شاركا أم لا في تفاصيل الفساد ، وسواء شاركا بالفساد أم كانا فقط مظلة وغطاء سياسي لبقاء الفاسدين فلا يهمنا نهائياً معرفة هذا الشيء ، ففي كلا الحالتين نجدهم مذنبين وفاسدين ... وهذا هو رأي جميع الجماهير من غير الحزبيين .
فمثلاً ; لم يعد بخاف لأحد أن جيش الشرعية عبارة عن كشوفات وهمية بمئات الألاف من الجنود والضباط والقادة موزعين ع مئات الألوية وحتى أن هناك ألوية وهمية
ولنفترض هنا مثلاً أن هناك 500 إسم فقط من هذه الأسماء الوهمية كانت من نصيب الحزب الإشتراكي ، ومثلها للحزب الناصري ، فهل نستطيع القول هنا ان الاشتراكي والناصري مشاركان في فساد وكارثة الجيش الوهمي ؟ بالطبع نستطيع قول ذلك وهم بالفعل كذلك
مثلاً : شرعية الفساد تعتمد موازنات مهولة للمحافظات والمديريات الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي وهناك ألاف الوظائف معتمدة لذلك ، وجميعها بالطبع وظائف وهمية .. للأسف الإشتراكي والناصري شاركا في محاصصة حتى هذه الوظائف الوهمية ،
مثلاً : منذ 10 سنوات والشرعية تتحكم بملف الوظيفة العامة من أعلى درجة وحتى أدنى وظيفة وفقاً للمحاصصة بين الأحزاب فقط بمعزل عن بقية أبناء الشعب الذين حرموا منها كونهم غير حزبيين وهم غالبية السكان ، فهل هناك فساد أعظم من ذلك !!
نحتاج لمجلدات لسرد فساد الشرعية ، وخلف كل سطر سنجد الأحزاب ومنها الحزب الإشتراكي والتنظيم الناصري ،، وبالطبع لا يعنينا مطلقاً معرفة نسبة مشاركتهما في الفساد .
وبعيداً عن كلمة الفساد ، فالأحزاب هي عبارة عن موقف في أي زمان او مكان ، فهل سمعنا موقف للإشتراكي والناصري طوال 10 سنوات ؟!! فمتى إذاً سيكون موقفهما ؟ ربما في حياة بعد الممات !!
هم جزء من إئتلاف سلطة وحكومة الشرعية الفاسدة ، ومن الطبيعي والبديهي أن يكونا موجودين في عريضة الإتهام ،،
والأحزاب الشريفة كما هو متعارف عليه عالمياً وتاريخياً تعلن للشعب إنسحابها من اي حكومة شابها شبهة فساد فكيف الحال بسلطة قادت شعبها نحو كل هذا الهلاك ، ومفيش مجال هنا لمنطق "وأنا مو دخلنا" ، هنا فقط يوجد خيارين لا ثالث لهما ،إما أن تبقى مشارك بهذه السلطة وبالتالي مشارك في أي فساد مارسته هذه السلطة ، أو تختار فوراً البديل الثاني وتعلن للشعب مغادرتك من هكذا سلطة فاسدة فاجرة .
بالنسبة للوظائف فهي حق مكفول لعامة الشعب والحزبيين شأنهم شأن بقية عامة الشعب ولا يحق لهم مطلقاً الإستيلاء ع أي وظيفة بحكم وجودهم بالسلطة ،، الوظائف السياسية فقط هي من نصيب الأحزاب وتقتصر فقط ع الرجل الأول في اي وزارة أو جهة حكومية وبالطبع ليس كل الجهات ، وغالباً ما تلجأ الأحزاب المحترمة الفائزة بالانتخابات في بقية البلدان وتعطي كذلك جزء من هذه المواقع السياسية لأفراد تكنوقراط لا تنتمي لحزبها .
اذاً ; هل كان طلبنا منطقي في البداية من هذين الحزبين أن يخرجا من المعادلة السياسية التي ناضلا 40 سنة للوصول لها ...؟!!
نعم كانا يخرجا منها فوراً وينظما لصفوف الجماهير للإطاحة بهكذا سلطة فاسدة ، وهل مشاركتها في شرعية فاسدة حقيرة نتنة كهذه يعتبر مشاركة سياسية !!
وإن كان هذا منطقهما فاللعنة ع هكذا سياسة ، ومشاركتهما ليست سياسة بل منتهى الخساسة ..
المشاركة السياسية هي لخدمة الشعب وليس للقضاء ع الشعب ، وحقنا الاحزاب فهموا الأمر أنها لخدمة كوادر أحزابهما ،، هل يعقل أن نسمي ذلك سوء فهم !!
وكان هذا طلب الشعب منهما في بدايات إتجاهنا نحو الجحيم أما الأن وبعد سنوات طوال وبعد كل هذا الموت والدمار فأنسحابهما لا يعني للشعب شيء سوى توقفهما فقط عن المزيد من الفضائح والدناءات .. |